استباقًا للزيارة التي يقوم بها وزير البترول السعودي، علي النعيمي، للسودان الأربعاء المقبل، كشف مدير هيئة الأبحاث الجيولوجية بالسودان محمد أبو فاطمة، عن وجود ثروات ضخمة بقاع البحر الأحمر في المنطقة المشتركة بين السودان والسعودية، قدرها بـ 47 طن ذهب، إلى جانب معادن نادرة، متوقعًا حصول البلدين على عائدات تقدر بنحو 20 مليار دولار من استغلال هذه المعادن.

الرياض: يبدأ وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، زيارة قصيرة للسودان، الأربعاء، مترئساً وفداً رفيع المستوى يبحث خلالها مع نظيره السوداني السبل للاستفادة من الثروات المعدنية التي يتمتع بها البلدان، بالتركيز على كيفية استغلال ثروات قاع البحر الأحمر في المنطقة المشتركة بين البلدين والمعروفة بـ اطلانتس 2.

وكانت الخرطوم والرياض قد وقعتا في فبراير 2012 على اتفاق يسمح بالتنقيب عن المعادن في المياه الإقليمية المشتركة بقاع البحر الأحمر في مشروع أطلق عليه "أطلانتس 2"،&والذي كان مشروعًا مؤجلاً منذ السبعينيات نظرًا لعدم توفر التقنيات الحديثة للتنقيب حينها، حيث يقع موقع "اطلانتس 2" في منخفض سحيق بالبحر الأحمر على عمق يزيد على 2200 متر من مستوى سطح البحر الأحمر، وبسماكة تتراوح من 12 - 15 مترًا.

وكانت شركة دياموند الكندية لحقول الألماس، قد أعدت في العام 2012 دراسة الجدوى حول مشروع "اطلانتس 2"، حيث أشارت &الى أن البلدين &سيحققان عوائد مجزية جرّاء استخراج المعادن من قاع البحر الأحمر،إذ قدرت الاحتياطي الخام الموجود في &الموقع &بحوالي 97 مليون طن من مختلف الخامات الفلزية، منها مليونا طن زنك، و500 ألف طن نحاس، و4,000 طن فضة، و80 طن ذهب، وكميات مختلفة من رواسب معادن الكوبلت والرصاص والكادميوم.

من جهته، وصف وزير المعادن السوداني محمد صادق الكاروري، مستوى التعاون بين السودان والسعودية &في قطاع التعدين بالمتميز، مشيرًا في تصريحات صحافية - &نقلتها وكالة الإنباء السودانية - الى أن زيارة الوزير السعودي تأتي في إطار دفع وتمتين أواصر التعاون على نحو يسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات السعودية في مجال التعدين بالبلاد، بما يكفل توفير فرص عمل جديدة وتوطين التقنية في مجال التعدين وتحقيق قيمة مضافة.

وقال الكارورى إن مباحثات الطرفين ستشمل أيضاً الوقوف على سير أعمال اللجنة المشتركة الدائمة الخاصة بالاستغلال المشترك للثروة المعدنية الموجودة في قاع البحر الأحمر في المنطقة المشتركة، مشيرًا الى أن بلاده ترغب في دخول الاستثمارات السعودية، بشكل اكبر خاصة في مجال المعادن الذي أصبح جاذباً، وهو ما يتماشى مع السياسة الجديدة للمملكة بعدم الاعتماد على مورد واحد.

تجدر الإشارة الى أن السعودية تتصدر قائمة الاستثمارات العربية في السودان بأكثر من 4 مليارات دولار، وهي ثاني أكبر شريك تجاري للسودان بعد الصين، حيث شهدت العلاقات السودانية السعودية مؤخرًا، قفزات سياسية واقتصادية متوالية، توجت بانضمام السودان إلى التحالف العربي في الحرب على الحوثيين باليمن، بقيادة السعودية، وإرساله قوات للمشاركة .