يتقلص عدد العمال الوافدين إلى روسيا بشكل ملحوظ، وذلك بسبب الأزمة الأقتصادية وسوء المعاملة التي يعانون منها.

موسكو: مع بداية الربيع من كل عام تشهد جمهوريات آسيا الوسطى مثل اوزبكستان هجرة أعداد لا تحصى من رجالها ونسائها الى الخارج بحثا عن فرص عمل. ولكن موسم الهجرة هذا العام بدأ على خلفية ركود اقتصادي في روسيا بوصفها سوق العمل الرئيسة لهؤلاء المهاجرين، واتهامات توجهها موسكو للعمال المهاجرين بالمسؤولية عن ارتفاع معدلات الجريمة.

وكان الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف زار موسكو مؤخرا بأمل التفاوض مع الكرملين على تحسين ظروف مواطنيه الذين يعملون في روسيا، ولكن فشله في التوصل الى اتفاق يعني ان على المهاجرين ان يبحثوا عن عمل في مكان آخر غير روسيا.

تكاليف المعيشة

وتبين الأرقام الروسية الرسمية لشهر يناير هذا العام ان عدد العمال المهاجرين من اوزبكستان وحدها في روسيا بلغ 1.9 مليون اوزبكي، وهو رقم يقل 15 في المئة عن عددهم في عام 2015.

وتروي ارقام العمال المهاجرين من جمهوريات آسيا الوسطى الأخرى الى روسيا قصة مماثلة في تناقص اعدادهم، فتكاليف المعيشة في روسيا ارتفعت بسبب الأزمة الاقتصادية وصدرت قواعد جديدة للحصول على رخصة عمل، فقد بات يتطلب الحصول على رخصة العمل الآن خضوع المهاجرين لفحوص تؤكد سلامتهم من فيروس مرض الأيدز والتدرن والرئوي والادمان على المخدرات والأمراض الجلدية.

ويجب على العمال المهاجرين ان يغطوا من أجورهم تكاليف التأمين الصحي وان يحصلوا على رقم ضريبي وان يجتازوا امتحانا لاختبار معرفتهم باللغة الروسية والتاريخ الروسي والقوانين الروسية، ويتعين ان ينجز العامل المهاجر هذا كله في غضون شهر وبخلافه تُفرض عليه غرامة قدرها 10 آلاف روبل. 

وفي اواخر مارس الماضي اجتمع الرئيس فلاديمير بوتين مع قادة الأجهزة الأمنية لمطالبتهم بمكافحة ما سماها "موجة من الجرائم"، واشار بوتين في الاجتماع الى ان العمال الأجانب يقفون وراء ارتفاع معدلات الجريمة، وصرح رئيس مكتب الادعاء العام لمدينة موسكو سيرغي كودينييف لصحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس ان العمال المهاجرين من جمهوريات آسيا الوسطى مسؤولون عن النسبة الأكبر من جرائم الاجانب في روسيا.

ضحايا

ولكن مراقبين يؤكدون ان العمال الأجانب أنفسهم يكونون في أغلب الأحيان ضحايا هذه الجرائم، سواء أكانت اعتداءات ترتكبها عصابات عنصرية أو اعمال احتيال يقوم بها ارباب عمل جشعون لا يتورعون عن استغلال العمال المهاجرين وغمط حقوقهم.

وقال المحلل السياسي الاوزبكي انور نظيروف "إن الشركات الروسية كثيرا ما تستخدم أنظمة رمادية تنعدم فيها الشفافية وهي في احيان كثيرة شركات ينخرها الفساد ... وتنعدم الظروف التي تتيح للمهاجر ان يقيم ويعمل بصورة قانونية". 

وعلى النقيض من انسداد الآفاق وانعدام فرص العمل وسوء المعاملة في روسيا، اخذت الامارات تفتح ابوابها للعمال المهاجرين من جمهوريات آسيا الوسطى.

وقالت غولونزا لصحيفة الغارديان، طالبة عدم نشر اسمها الكامل، إنها وزوجها يعملان في سوبرماركت في دبي منذ فترة ويبلغ راتبهما 3000 دولار شهريا، واضافت: "في الامارات العربية ما يكفي من فرص العمل ولهذا السبب يعمل الكثير من بلداننا فيها، والمهم ألا تنتهك قوانين الهجرة وسيتركونك تعيش حياتك".

واكدت غولونزا ان دخلها وزوجها في الامارات اتاح لهما شراء شقة وسيارة في بلدهما اوزبكستان. 

ومن الوجهات الأخرى التي يزداد توافد العمال المهاجرين عليها كوريا الجنوبية، حيث يعمل الكثير من المهاجرين في مصانعها، وقال رئيس الوكالة الاوزبكية للعمال المهاجرين اولوغ بيك نزاروف في مقابلة مع تلفزيون طاشقند ان 16500 اوزبكي مسجلون رسمياً بصفة عمال في كوريا الجنوبية.