تعتبر شركات السياحة والسفر في السعودية أن السنة الجارية فرصة لا تعوّض في جذب أكبر شريحة ممكنة للسفر إلى الخارج، مستغلة أطول إجازة سنوية يمر بها طلاب المراحل الدراسية، وبالتالي فرصة ذهبية لتقديم عروض مختلفة، تنوعت ما بين دبي، وتركيا، وماليزيا، وعدد من الدول الأوروبية.

إيلاف من جدة: ونحن على مشارف وداع شهر رمضان المبارك، والانتهاء من مراسمه التي تتمركز أهميتها في تحرّي ليلة القدر لدى كل المسلمين، والمحاولة المستميتة بالدعاء والصلاة لإدراكها، ترتب بعض الأسر السعودية حقائب سفرها مستقطعة جزءًا من وقتها لقضائه خارج البلاد، وذلك بحسب كل ووجهته المفضلة.&

برز أخيرًا كثير من وسائل الجذب لزيادة أعداد السائحين من قبل شركات السياحة والسفر، التي اعتمدت منذ سنوات عدة ليست بالكثيرة أسلوب السفر الجماعي (Group travel)، وذلك من باب التشجيع على السفر كعائلة واحدة، بمبلغ مالي ميسر جدًا، حيث تراوحت الأسعار ما بين الخمسة آلاف ريال للشخص الواحد في غرفة مزدوجة، لرحلة لا تتجاوز مدتها العشرة إلى الأربعة عشر يومًا، ليصل السعر في بعض الحجوزات إلى الخمسة عشر ألف ريال في حال كان الاتجاه إلى عدد من الدول الأوروبية.&

مميزات سياحية
لعل ما يحدد قيمة السعر المقدم للشخص الواحد هي المميزات التي تحصل عليها الشركات من تخفيضات، وذلك بحسب ما ذكره أيمن موسى، مدير مكتب إحدى الشركات السياحة في السعودية، لـ"إيلاف"، قائلًا: إن حجوزات الفنادق عادة ما تكون بين الخمس نجوم والأربع، لأن العائلة السعودية بطبعها تحب السفر في رفاهية، لذلك تختار فنادق تكون معروفة، وتقدم خدمات متنوعة وجيدة.

يضيف موسى: "أيضًا نقدم من خلال السفر كمجموعات عددًا من المميزات للعميل أو المسافر، منها توفير وسائل التنقل سواء كانت برًا، أو بحرًا، أو جوًا، كذلك الرحلات الترفيهية في عدد من أبرز الأماكن التاريخية، والطبيعية لكل مدينة تتم زيارتها في الدولة، فعلى سبيل المثال عند السفر إلى تركيا السائح يزور مدنًا عدة فيها، منها إسطنبول، وبورصا، وطربزون، وأزنجول، وصبنجة، وغيرها من المدن، ونقوم بتخصيص جدول لزيارة أبرز معالم كل مدينة وإمكانية زيارة الأسواق فيها".

ويشير إلى أن السياحة الجماعية أصبحت تلاقي رواجًا جيدًا في السعودية، بعدما كانت غير مرغوبة بتاتًا في السنوات الماضية، وكانت كل عائلة تفضل السفر بحجوزاتها الخاصة، على الرغم من أن سياسة السفر الجماعي انتشرت في الكثير من الدول العربية ومنذ مدة طويلة.&

مستشارون للتطوير الذاتي&
إلا أن الجديد في مكاتب السياحة والسفر وما يتم الترويج له حاليًا هو استقطاب المدربين المعتمدين ومستشاري التطوير النفسي والأسري والذاتي، بحيث اتجه عدد من المكاتب السياحية إلى عقد اتفاقيات معهم لمرافقة السائحين، وتقديم دورات تدريبية خلال مدة السفر، أو حتى محاضرات تثقفية.&

وبحسب ما ذكره تركي القشلان، المستشار المعتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات ومستشار الغرفة التجارية في مكة المكرمة، لـ"إيلاف": "الجميع يذكر أن للسفر سبع فوائد من دون الانتباه إلى كيفية الاستفادة من هذه الفوائد، أو اختصارها على الجانب الترفيهي فقط من تسوق، وزيارة بعض الأماكن، ولكن حاليًا أضفنا قيمة جديدة إلى السفر، وهي التطوير النفسي لهذا المسافر ولعائلته، وتقديم دورة تدريبية أو محاضرة خلال الرحلة، وذلك بحسب التنسيق والاتفاق".
&
أضاف: "هذه الإضافة وجدت استحسانًا كبيرًا جدًا من قبل السائحين المسافرين، وبالتالي نحن أيضًا استثمرنا في سفر العائلة كاملة، بحيث استطعنا تقديم معلومة جميلة، أو مناقشة قضية معينة يتم طرحها، بحسب رغبة المجموعة، أو بحسب الموقف في حال كان لدينا موقف بعينه".&

وقد نوّه تركي القشلان بأنه وخلال اعتماده هذا المجال استطاع أن يغير الكثير من الأفكار السلبية، أو نمطية سلوك معينة لدى المشاركين في الرحلة وخصوصًا الشباب منهم، فهو يلجأ عادة إلى أسلوب النقاش مع كامل أفراد السائحين في الرحلة الواحدة.&

رحلات الكروز
وعن نظام الدورات التدريبية، قال: "أحيانًا نقرن الرحلة بدورة تدريبية على مدى الثلاثين يوماً، وهذه فكرة مختلفة قليلًا، وتتمحور حول تقديم دورة تدريبية يتم التحضير لها مسبقًا، ووضع البرنامج الخاص بها، ليصبح برنامج يومين دورة تدريبية على سبيل المثال مقابل خمسة أيام ترفيه، وبذلك نكون قدمنا أكبر استفادة ممكنة من الرحلة".&

عن هذا التوجه، ذكر تركي القشلان: "بالفعل حاليًا الكثير من شركات السياحة والسفر اتجهت إلى هذا النوع من مفهوم السياحة، وهو السياحة والتطوير الذاتي في الرحلة نفسها، بل وعدتها ميزة جذب جديدة تضاف إلى الرحلة، وبعد تفرغي الكامل للتدريب والتطوير، قمت بنفسي بالتوجه إلى هذه الشركات وعرضت فكرتي، وبالفعل استحسنت الشركة الفكرة، وتم التعاقد بشكل مباشر معي".&

وعن أهم الدول التي انطلق للعمل من خلالها، قال: "التجربة السابقة كانت خلال رحلة إلى تركيا، وبالفعل كانت ناجحة بكل المقاييس، وأعضاء الرحلة أو السائحون بمعنى أدق اختلفت معهم الكثير من الأمور، بحسب ما وصلني منهم بعد ذلك. أما البرامج السياحية المقبلة فتتنوع ما بين تركيا، وماليزيا، وكيب تاون، وأوروبا، وهذه تحدد من قبل المكتب السياحي نفسه، وتكون مبنية بناء على رغبة المسافرين".&

ومن المعروف أن شركات السياحة والسفر الداخلية وحتى الخارجية تركز على جذب السائح السعودي والخليجي، وذلك بالترويج الدائم عن رحلات مخفضة السعر ومتكاملة الفعاليات من ترفيه، وتطوير، ومسابقات، وتقديم جوائز. إلا أن بعض الشركات الأخرى ذهبت إلى تنويع نشاطاتها السياحية ما بين رحلات السفر، إما الجوية، أو رحلات (الكروز البحرية) والتي نشط لها برنامج على شط بحر الهوا، والذي عرض على قناة (إم بي سي)، إضافة إلى اعتماد بعض الشركات الداخلية استئجار الشاليهات الواقعة على البحر مباشرة خلال عطلات نهاية الأسبوع وتقديم عروض مغرية في الأسعار، والبرامج.&
&


&