إيلاف من الرياض: يترقب السعوديون خلال الفترة المقبلة قراراً بإغلاق الأسواق والمحال التجارية في التاسعة مساءً، بعد أن أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عزمها على المضي قدما في تطبيق هذا القرار، بعد ان& أوصت دراسة أعدتها& ستة جهات حكومية منها وزارة العمل ووزارة التجارة على قرار إغلاق المحال مع استثناء لمحال معينة.

المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل، أوضح إن الوزارة سبق وأن رفعت التنظيم لمجلس الوزراء وتمت إعادته لإخضاعه لمزيد من الدراسة، مؤكدا عبر حسابه الرسمي في توتير ، أنه تم إعداد التنظيم المقترح مع المزيد من الدراسات ، وذلك تمهيدا لرفعه مجددا ، وأشار أن النظام استثنى المراكز الترفيهية والمطاعم والمقاهي

قلة المبيعات

تغريدة خالد أبا الخيل أحييت الجدل القديم حول إغلاق المحال في السعودية في حدود التاسعة ليلاً، وهي خطوة حظيت بالتأييد والرفض من شرائح مختلفة من المجتمع السعودي، و فيما قالت وزارة العمل إن قرار الإغلاق هو محاولة منها لتحسين فرص عمل السعوديين لدى مؤسسات قطاع التجزئة ، قال اقتصاديون إن القرار قد يتسبب في& تناقص الحركة التجارية وقلة المبيعات& بحسب وصفهم.

الخبير الاقتصادي خالد الغامدي ، أوضح أن من ايجابيات مساهمته في تخفيف الضغط على البنية التحتية والتقليل من استهلاك الطاقة وتقليل الازدحام المروري، مشيرا في حديثه لـ "ايلاف" إن القرار سوف يسهم في& توسيع القاعدة الوظيفية للشباب السعودي بقطاع التجزئة والذي يعتبر قطاعا طاردا بسبب ساعات العمل الطويلة بحكم ظروف السعوديين المعيشية ، وأشار الغامدي& أن من إيجابيات النظام على الصعيد الأمني تقليص عدد الدوريات الأمنية المكلفة بمراقبة الأسواق، تقليص عناصر الأمن وتوفير أوقاتهم لمهام أخرى تساهم في رفع معدلات الأمن في المجتمع.

خالد الغامدي، لم يستبعد وجود أضرار اقتصادية من هذا القرار من أبرزها ضعف الحركة التجارية وقلة نسبة المبيعات وهو ما قد يسبب خسائر لرجال الأعمال بحسب وصفه ، مبينا انه لابد من استثناء المحال التجارية التي تبدأ عملها مع ساعات المساء و الأسواق المركزية في مكة أو المدينة أو المدن الكبرى ، و أضاف"& منافذ البيع الصغيرة سوف تتأثر& حيث ستنخفض المبيعات و سينتج عنه انخفاض دخل المحلات مما قد ينتج عنه إعادة تسعير الإيجارات لتتوافق مع الدخل الحالي، وتابع الغامدي " لكن من المتوقع أن مبيعات المحال لحالتها الطبيعية مع تكيف الناس على المواعيد الجديدة"

بين مؤيد ورافض

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية قد ضجت بالتباين والاختلاق حول القرار المرتقب ما بين مؤيد ورافض، وفيما كان فريق المؤيدين من الرجال، مثل غالبية فئة المعارضين لمشروع القرار من النساء ، واللواتي يعتبرن التسوق من الهوايات الأساسية بحياة أغلبهن ، حيث ارتكزت المعارضة النسائية للمشروع على أنهن عادة ما ينشغلن نهارا& في تدبير أمور المنزل، والمساء هو الوقت الوحيد للتسوق ، ومع تقليل هذا الوقت سيكون وضعهم ما بين ركض وهرولة لاقتناء ما يريدونه في الموعد المسموح.

الخبير الاجتماعي ، محمد نور علي، اوضح& إن القرار سيحدث تغيير في الكثير من العادات السلوكية بالمجتمع السعودي نحو الأفضل، مشيرا في حديثه لـ إيلاف" إن عادة التسوق& تتم& بدون أي قواعد واضحة وهو عبارة& عن تسكع وسهر انعكس سلباً على أداء المجتمع و استنزف ساعات ثمينة العائلة أحق بها ، و أكد نور إن عودة العائلات لبيوتهم الساعة التاسعة من شأنه أن يساهم في تماسك الأسرة ويمنحها فرصة للالتئام من جديد و تنمية علاقاتها& وبالتالي ترابط المجتمع وتحصينه من أي أفكار منحرفة.

تجدر الإشارة، إن جميع الأسواق والمحال التجارية والمولات الكبيرة تفتح& فتح أبوابها للمتسوقين على دوامين، من العاشرة صباحا وحتى الواحد ظهرا ، ومن ثم الخامسة عصرا وحتى الثانية عشر ليلا، وفي أوقات المواسم كرمضان والعيد تفتح بعض المحال بعد الفجر، فيما يتوقع مراقبون إذا ما طبق القرار الجديد فسيكون دوام الأسواق والمحال دواما واحد من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء.