تشير الأرقام إلى أن الأثرياء العرب أخذوا يديرون ظهورهم للعاصمة البريطانية، مفضلين عليها مدينة مانشستر المعروفة بسوء أحوالها الجوية، لكن يبدو أن السيّاح العرب يحبون مطرها.&

لندن: شهدت مدينة مانشستر الواقعة شمال غرب انكلترا انتعاش السياحة فيها بفضل الزوار العرب الذين سئموا من صخب لندن وضجيجها وزحمتها. فإن أكثر من 60 ألف شخص يزورون مانشستر سنويًا الآن، من السعودية والكويت وقطر والعراق بالمقارنة مع زهاء 25 ألف زائر قبل خمس سنوات. وينفق كل واحد من هؤلاء الزوار 1000 جنيه استرليني في الأقل في أثناء إقامتهم في المدينة.&

ومن أفضليات مانشستر أن أغلبية الفنادق الفاخرة تقع على مقربة من المتاجر الراقية مثل سيلفريجيز وهارفي نيكولز، التي يمكن الوصول اليها مشيًا على القدمين، بعكس لندن حيث يتعين أن يستقل المرء&سيارة أجرة للوصول إلى أسواقها التجارية الكبيرة.&

يأتون بسبب الطقس

قال مدراء فنادق في مانشستر إن بعض الزوار العرب الأثرياء بذخوا في الانفاق، فكانوا يدفعون مئات الجنيهات الاسترلينية لحجز غرف إضافية يضعون فيها مشترياتهم.&

وحتى هطول المطر 140 يومًا من أيام السنة في المدينة، التي لا يزيد متوسط درجة الحرارة في صيفها على 20 درجة مئوية، يقوم بدور إيجابي في جذب السياح العرب الهاربين من قيظ بلدانهم.&

ونقلت صحيفة ديلي ميرور عن متحدث باسم فندق لاوري، وهو فندق خمسة نجوم في المدينة، قوله إن غرف الفندق كلها كانت محجوزة في أغسطس لضيوف من الشرق الأوسط. واضاف: "يأتون بسبب الطقس. فإن أغسطس حار جدًا عليهم، وهم يحبون المطر".&

وتبلغ نسبة شغل الغرف في فنادق مانشستر الآن ما متوسطه 80 في المئة على مدار السنة.&

مساحات للتسوق

قالت ليندون باريت سكوت، مديرة فندق تاونهاوس، إن عائلة عربية دفعت 180 جنيهًا للحصول على غرفة اضافية تضع فيها أحذيتها وملابسها وحليها ذات العلامات الشهيرة مع حجز مساحة اضافية للتسوق من مخازن راقية أخرى.&

واضافت أن السياح العرب يأتون إلى مانشستر بدلًا من لندن ويزورون أدنبرة، ثم يطيرون عائدين إلى بلدانهم من دون أن يمروا بلندن، "وهذا ما يقوله لي ضيوفي فهي إما مزدحمة أو اخذت تصبح شديدة الغلاء عليهم".&

وقالت الطالبة العربية جازي العزمي (18 سنة) التي تدرس إدارة الأعمال في بلدها: "الجو حار عندنا وجئنا إلى هنا لأن حركة المرور ليست مزدحمة ومن السهل التسوق هنا، في حين أن لندن مكتظة وغالية جدًا. هنا اسهل ونستطيع أن نمشي".&

احتاجت جازي، التي زارت مانشستر مدة اسبوع مع عائلتها، إلى تسع حقائب لمشترياتهم.&

وتشكل لعبة كرة القدم مصدر فخر وثراء لمدينة مانشستر، ولا سيما بسبب صعود فريق نادي مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرغسون الذي اسهم في ارتفاع دخل النادي إلى أكثر من مليار جنيه استرليني.&

مشاهير

كما اشتهر اسم المدينة بفضل أسماء نجوم النادي الكرويين من أصحاب الملايين، مثل ديفيد بيكهام وبراين غيغز وواين روني،&الذين انعشوا حركة البناء وفتحوا أندية ومطاعم وفنادق بملايينهم.&

كما أنفقت زوجاتهم وصديقاتهم، بمن فيهم فكتوريا بيكام، أموالًا طائلة في متاجر المدينة وتباع تشكيلة الملابس من تصميم فكتوريا الآن في مخزن سيلفريجيز.&

لكن الملياردير الظبياني الشيخ منصور اشترى نادي مانشستر ستي منافس يونايتد واستثمر أكثر من مليار جنيه استرليني منذ شراء النادي في عام 2008، مساهمًا بذلك في زيادة الزوار العرب للمدينة. ففي عام 2010، زار المدينة 16 ألف سائح من السعودية، ويربو عددهم الآن على 40 الفًا.&

كما تضاعفت أعداد الزوار من بلدان الشرق الأوسط الأخرى ثلاث مرات، وهناك الآن زهاء 60 رحلة اسبوعيًا بين مانشستر ودبي وابو ظبي والدوحة وجدة. &كما يُخطط لتسيير رحلات من مسقط واليها، فيما بدأت شركة طيران الامارات تستخدم طائرات أكبر في كل رحلاتها. &

أعدت "إيلاف" هذه المادة عن ديلي ميرور على الرابط أدناه:

http://www.mirror.co.uk/news/uk-news/multi-million-pound-tourism-boom-8877819