فرانكفورت: حذر نائب رئيس البنك المركزي الاوروبي فيتور كونستانسيو الاثنين من ان بعض الدول في منطقة اليورو لا تزال "هشة" أمام الصدمات الاقتصادية رغم تسارع التعافي الذي تحقق بشق النفس من الازمة المالية.

وقال كونستانسيو "إننا نشهد تعافيا اقتصاديا مستمرا في منطقة اليورو".

لكن "هذه التطورات يجب الا تؤدي الى عدم التحرك. التحديات والاوضاع الهشة لا تزال قائمة في العديد من اقتصادات منطقة اليورو".

ورغم تزايد النمو الاقتصادي قال الرئيس السابق للمصرف المركزي البرتغالي ان "عدد الشبان العاطلين عن العمل لفترات طويلة لا يزال مرتفعا بدرجة غير مقبولة" في العديد من الدول ال19 الاعضاء في منطقة العملة الموحدة.

في نهاية 2016 كان 38,4 بالمئة من اليونانيين و28,4 من الايطاليين الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و29 سنة، عاطلين عن العمل بحسب ارقام وكالة الاحصاءات يوروستات.

والدول التي كانت تعاني اقتصاديا كانت متأخرة بنسبة كبيرة عن الدول في المقدمة امثال المانيا وهولندا حيث بلغت نسبة البطالة بين الشبان 6,1 و8,6 بالمئة على التوالي.

من ناحية أخرى لا تزال بعض الدول مديونة بدرجة كبيرة حتى بعد اصلاحات موجعة حولت عجز الميزانيات الى فائض، فيما الديون الشخصية مرتفعة ايضا.

وقال كونستانسيو ان الازمة "عرقلت عملية الالتقاء الحقيقي" في دول اضعف اقتصاديا مع مستويات المداخيل ومعايير المعيشة الموجودة في اغنى دول منطقة اليورو.

ووسط تعزز الثقة باداء اقتصادي قوي، قرر البنك المركزي الاوروبي في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان يقلص الى النصف عمليات شراء السندات والتي كان يطبقها لدعم منطقة اليورو.

واعتبارا من كانون الثاني/يناير سيشتري البنك 30 مليار يورو فقط (35 مليار دولار) من السندات بدلا من 60 مليار دولار حاليا.

وتطبق البنوك المركزية في انحاء العالم برنامج شراء الاسهم او "التسهيل الكمي" لضخ الاموال النقدية في النظام المالي وفي الاقتصاد الحقيقي المتمثل في الشركات والمنازل في اعقاب الازمة المالية.

واقر كونستانسيو "لم ننجز بعد مهمتنا".

وقال "السياسة النقدية يجب ان تواصل تكيفها الكبير" بمعدلات فائدة منخفضة واجراءات اخرى لتشجيع النمو.

واضاف كونستانسيو انه على القادة السياسيين القيام بدورهم في تعزيز منطقة اليورو، داعيا الرساميل الوطنية للدفع للتطبيق "اصلاحات هيكلية ومؤسساتية".

وأسف نائب مدير البنك المركزي الاوروبي لوقف التقدم الذي احرزته الكتلة في وضع خطة تأمين مشتركة للايداعات في نظامها المصرفي -- والذي يقول مؤيدوها انها تجعل منطقة العملة الاوروبية الموحدة أكثر مرونة امام الصدمات الاقتصادية.