فيما تتنافس مصارف عالمية كبرى على الاضطلاع بدور ما في إدارة الطرح الأولي لأسهم أرامكو السعودية، تنوي هذه الشركة النفطية طرح اسهمها للسعوديين بأسعار تفضيلية، في خطوة متوافقة تمامًا مع الأنظمة المالية الدولية.


إيلاف من ​الرياض: تطرح "أرامكو السعودية" أسهمًا بأسعار مخفضة للمستثمرين السعوديين ليشتروها بأسعار أقل من المعروض على المستثمرين في البورصات العالمية، بحسب "بلومبيرغ" الأربعاء التي نسبت إلى مصادرها قولهم إن هذه الأسهم ستعرض بقيمة اسمية تعادل 2.67 دولار، فيما نقلت "عكاظ" السعودية عن خبراء اقتصاديين تأكيدهم أن هذه الخطوة متوافقة مع الأنظمة المالية المحلية والعالمية.

بأسعار أقل

على المستوى الداخلي، قال المحلل المالي حسين الرقيب لعكاظ: "هذا قد يعني أن الخطوة تأتي في إطار التجاوب مع قرار هيئة سوق المال بأن طرح الاكتتاب يكون بقيمة 10 ريالات سعودية، فعدد الأسهم التي ستطرح في الداخل أقل مما سيطرح في الخارج، وفي حال كان سعر السهم محليًا عند مستوى 10 ريالات، فإن نفس السعر سيدرج عالميًا مع مراعاة اختلاف العملات".

أضاف: "طرح 5 في المئة من أسهم أرامكو يشكل نسبة عالية يعجز السوق المحلية عن استيعابها، وبالتالي ستدرج الأسهم في أكثر من سوق".

أما المستشار الاقتصادي فهمي صبحه فقال للصحيفة نفسها أن هذه النسبة يمكن أن تحقق تدفقات يصل إجماليها إلى نحو سبعة تريليونات ريال سعودي، وهي قيمة تعادل أضعاف الدخل القومي لدول بعينها، ما يعني عدم قدرة الكتلة النقدية في السوق السعودية على تغطية الجزء المخصص للسوق المحلية، ومن هنا جاء القرار أن يكون الطرح في أكثر من بورصة عالمية".

أضاف صبحة: "أسعار الاكتتاب الداخلي ستكون مختلفة عن أسعار الطرح الخارجي بحدود 20 في المئة‏ تقريبًا لأن المستثمر المكتتب في البورصات الخارجية يخضع للضرائب، وقوانين الاستثمار، وبالتالي فإن الطرح المحلي فرصة لأنه سيكون أقل سعرا باعتباره استثمارًا سعوديًا خاليًا من نظم الضرائب على دخل المستثمر الأجنبي".

لائحة غير نهائية

على المستوى الخارجي، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الإثنين الماضي، إن السعودية تفضل إدراج أسهم "أرامكو" في نيويورك، بينما تدرس إدراجها أيضًا في لندن وتورونتو.

وأجرت شركة النفط السعودية مباحثات مع بورصة سنغافورة بخصوص إدراج ثانوي محتمل.

وتتنافس عشرات المصارف العالمية لأداء دور في هذا الطرح، وجديدها "جيه.بي مورغان تشيس آند كو"، و"مورغان ستانلي" إلى جانب بنك على صلة بالمستثمرين الصينيين في هذه المنافسة، بعد المصرف الاستثماري الأمريكي "مويليس آند كو"، خصوصًا أن المتوقع أن يكون هذا أكبر طرح عام أولي في العالم، تصل قيمته إلى 100 مليار دولار.

وبحسب "رويترز"، يبدو أن "إتش.إس.بي.سي هولدنغز" هو المنافس الرئيس على ضمن قائمة تضم خمسة مصارف قد توفر حلقة وصل مع المستثمرين الصينيين، وهو جزء مهم في الطرح، مضيفا أن المصارف الأربعة الأخرى صينية.

ورجح مصدر طلب عدم ذكر اسمه لوكالة رويترز تعديل القائمة النهائية للمصارف المشاركة، على الرغم من أن صحيفة وول ستريت جورنال أكدت سابقًا اختيار "مورغان ستانلي"، و"جيه.بي مورغان"، و"إتش.إس.بي.سي"، للاضطلاع بدور المتعهدين الرئيسين لتغطية الاكتتاب، إلى جانب مجموعة "سيتي غروب" التي طلبت منها أرامكو تقديم عروضها للمنافسة على الدور الاستشاري.

وذكرت مصادر مطلعة أن أرامكو عينت شركة "وايت آند كيس" الدولية للمحاماة، التي تربطها بها علاقة طويلة الأمد، مستشارًا قانونيًا في الطرح الأولي.&

يجذب الاستثمارات

إلى ذلك، قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، إن من شأن اكتتاب أرامكو جذب استثمارات أجنبية ضخمة للسعودية وللخليج، مؤكدًا أن هذا الطرح سيعمل على زيادة الفرص الاستثمارية إلى المنطقة، ولا سيما دبي، من خلال الشركات العالمية التي تستهدف السوق السعودية من خلال مكاتبها الإقليمية في الإمارة.

واستعبد كاظم طرح اسهم ارامكو ببورصة دبي، قال: "من غير المنطقي أن يتم إدارج شركة كبيرة مثل أرامكو في سوقين متجاورين في منطقة الخليج، وعندما تبحث أرامكو عن إدراج في أسواق مالية أخرى إضافة إلى السعودية، الأفضل لها أن تفعل خارج المنطقة، في أوروبا وأميركا مثلاً، ما يزيد السيولة على السهم".