شنغهاي: أعلنت "بتروتشاينا"، أكبر شركات النفط في الصين، عن ارتفاع أرباحها في النصف الأول من السنة بأكثر من ألفين في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي نتيجة انتعاش أسعار النفط، مشيرة إلى أنها ستوزع العائدات بالكامل على المساهمين من خلال حصص أرباح نقدية.

ووصل صافي أرباح بتروتشاينا من يناير إلى يونيو إلى 12,67 مليار يوان (1,9 مليار دولار)، بالمقارنة مع 531 مليون يوان فقط في النصف الأول من السنة الماضية، وفق ما جاء في تقرير رفعته الشركة إلى بورصة هونغ كونغ.

وبذلك تكون بتروتشاينا سجلت زيادة في عائداتها بنسبة 2290 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي التي سجلت أدنى إيرادات نصفية للشركة منذ إدراجها في البورصة عام 2000، وقد نسب هذا التراجع في ذلك الحين بصورة رئيسية إلى اسعار النفط المتدنية في العالم.

وأوضحت المجموعة أن "حركة الطلب والعرض في سوق النفط العالمية تتجه نحو حالة من التوازن".

وتابعت أن "أسعار النفط العالمية سجلت تقلبات كبيرة مع تسجيل الأسعار ارتفاعا شديدا بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي".

وبالرغم من ارتفاع الأسعار منذ العام الماضي، إلا أنها تبقى بمستوى نصف ما كانت عليه قبل انهيارها عام 2014 بسبب تخمة في العرض وفائض في الإنتاج وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وأكدت بتروتشاينا أنها ستوزع مبلغا مساويا لارباح النصف الاول من السنة على المساهمين "على ضوء الأسس الجوهرية الجيدة للنمو والظروف المالية والتدفق النقدي" سعيا منها "لتحسين العائدات للمساهمين".

وياتي قرار بتروتشاينا بعد خطوات مماثلة قامت بها شركات مملوكة للدولة مثل "تشاينا موبايل" لتوزيع العائدات على المساهمين، اعتبرها المحللون وسيلة لاجتذاب المستثمرين، ما يمكن أن يعود بأموال إلى خزائن الدولة في وقت تسعى الحكومة لوقف هروب الرساميل.

وتملك المؤسسة الوطنية الصينية للنفط "تشاينا ناشونال بتروليوم كورب" التابعة للحكومة، 86% من أسهم بتروتشاينا.

وقال تيان مياو المحلل في شركة سان هونغ كاي فاينانشل متحدثا لوكالة بلومبرغ إن "حصص الأرباح السخية كانت بادرة لإرضاء المساهمين في سوق نفطية ضعيفة".

وأضاف أن "المؤسسة الوطنية الصينية للنفط ستحصل ايضا على مبلغ جيد. وستستمر بتروتشاينا في تسجيل نمو في النصف الثاني من السنة مع إيجادها وسيلة لخفض التكاليف التشغيلية".

وجاء في تقرير عائدات الشركة أن الزيادة في ارباحها استندت إلى الانتعاش المعتدل في الاقتصاد العالمي و"الزخم المؤاتي للنمو" في الاقتصاد الصيني.

وسجلت الصين نموا اقتصاديا فاق التوقعات في النصف الاول من السنة، وصل إلى 6,9 بالمئة في كل من الربعين الأولين.

غير أن الشركة النفطية العملاقة حذرت بأن الغموض الذي يلف أسعار النفط في النصف الثاني من السنة وتوجه الاقتصاد الصيني إلى تباطؤ إجمالي، ما زالا يشكلان خطرا على أداءها الاقتصادي لمجمل العام.

وأبدى المستثمرون صباح الجمعة ارتياحهم لهذه الارقام، مع ارتفاع أسهم الشركة بأكثر من أربعة أضعاف في هونغ كونغ وأكثر من واحد بالمئة في شنغهاي حيث يتم التداول أيضا بأسهم المجموعة.

ومن المقرر أن تصدر "سينوبيك"، شركة النفط العملاقة الصينية الأخرى، أرقامها للنصف الاول من السنة الاثنين.