تستعد قبرص لافتتاح مجمع يضم منتجعًا وصالات كازينو، يوصف بأنه سيكون الأكبر من نوعه في أوروبا، بحلول العام 2021، بهدف إعطاء دفعة إلى اقتصاد الجزيرة، حسب ما أفاد مسؤولون.

نيقوسيا: عرضت شركة ماكاو ميلكو الدولية وشريكتها القبرصية "قبرص فاسوري" في نيقوسيا مشروعها لافتتاح أول منتجع كازينوهات في الجزء الجنوبي المعترف به من الجزيرة الواقعة في شرق حوض البحر المتوسط، والتي تحتل تركيا شطرها الشمالي.

الأول خارج آسيا
صمم مجمع الكازينوهات ليكون أكبر منتجع متكامل في أوروبا، يضم 500 غرفة فندفية ومرافق أخرى فوق نحو 6 آلاف متر مربع، بتكلفة تقدر بنحو 600 مليون يورو. وستتوافر فيه 136 طاولة لعب، و1200 ماكينة لعب و11 مطعمًا في المجمع غير المسبوق.

وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إن المشروع "متوقع أن يكون له تأثير كبير على الناتج لمحلي الإجمالي للبلاد". تابع أن "المساهمة الأكبر (للمجمع) في الاقتصاد بدءا من السنة الثانية لتشغيله تقدر بنحو 700 مليون يورو او ما يعادل 4% من الناتج الكلي الإجمالي".

وأكد لورينس هو، رئيس شركة ميلكو، أن الكازينو، الذي سيطلق عليه اسم مدينة أحلام المتوسط (سيتي أوف دريمز مديتيرينيان)، من أهم مشاريع الشركة لكونه أول مشروعاتها خارج قارة آسيا.

خلق فرص عمل
وأوضح هو أن المجمع الترفيهي الضخم سيضع قبرص على خريطة السياحة العالمية، عبر اجتذاب السياح من كل أرجاء العالم.

ومنح الكونسورسيوم، الذي تمتلك ميلكو 70.74 بالمئة من حصصه، رخصة مدتها 30 عامًا لبناء منتجع كازينوهات متكامل في مدينة ليماسول الساحلية في جنوب الجزيرة، إضافة إلى أربعة كازينوهات أخرى في مناطق مختلفة في قبرص. ومن المقرر أن تعمل الملاهي الأربعة الأصغر بحلول نهاية يونيو من هذا العام.

وفي حين لا يوجد أي كازينو حاليًا في جنوب الجزيرة، تنتشر الكازينوهات في الجزء الذي تحتله تركيا من قبرص، ولا تعترف به سوى أنقرة، منذ فترة طويلة، لكن معارضة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، التي تحظى بنفوذ واسع وشكوك العديد من القبارصة اليونانيين حيال المخاطر الاجتماعية لمثل هذا المشروع، أخّرت إقراره.

وباتت الحكومة تعد مشروع الكازينو جزءًا أساسيًا من خطة تحفيز اقتصاد الجزيرة المتعافي في منطقة اليورو، وتأمل أن يوفر 4000 فرصة عمل في مجال البناء، و2500 فرصة عمل دائمة لموظفين.

تعزيز السياحة
ومن المتوقع أن يجتذب المجمع 300 ألف سائح سنويًا، ما يعزز عدد السياح البالغ حاليًا 3 مليون سائح. كاد اقتصاد الجزيرة المتوسطية أن ينهار في 2013 ، ما أدى إلى تعسر عدد من كبرى بنوكها وإجبارها على الدخول في مفاوضات شاقة وقاسية مع المانحين الدوليين. 

قدمت ترويكا الدائنين الدوليين - المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي - صفقة إنقاذ لقبرص بقيمة 10 مليارات يورو في مارس 2013 لمنع انهيار القطاع المصرفي.

ووافقت قبرص في المقابل على برنامج تقشف قاس، لكنها عادت لتسجل نموًا بلغ 4 بالمئة في العام 2017، ونسبة مماثلة متوقعة في 2018، بفضل الزيادة المتوقعة في عدد السياح.