بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية توقيع صفقة وصفتها "بالتاريخية" بمليارات الدولارات لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، ثارت تساؤلات عدة في الصحف حول تفاصيل الصفقة.

واتجهت الصحف المصرية إلى توضيح موقف الحكومة من الصفقة، بينما انتقدت بعض الصحف العربية موقف الحكومة المصرية الذي اعتبره بعض الكتاب "دعما لكيان الاحتلال الإسرائيلي".

"كشف ضخم"

في صحيفة اليوم السابع المصرية، أشاد أحمد أبو حجر بالصفقة، مشيرا إلى أنها "تفسد مخططات تركيا في السيطرة على غاز شرق المتوسط وتحل قضايا التحكيم الدولي ضد القاهرة وتدر عائدات اقتصادية على الحكومة وتعجل بتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة".

وفي صحيفة الأهرام المصرية، وصفت أمينة خيري الصفقة بأنها "كشف ضخم وكبير سيقلب معادلات السياسة وصراعات الطاقة وتحالفات القوى؛ بل ومستقبل الإقليم برمته".

إلا أنها أضافت: "أعرف تماما أن الاتفاق لمصلحة مصر، وأنه جزء لا يتجزأ من مصالح وتوازنات أخرى كثيرة جدا، من لم يدخل فيها ويمسك بزمام المبادرة ستدوس عليه وتجتازه، لكن إعلام الناس باختلاف انتماءاتهم وفئاتهم بتوقيع الاتفاق ومعناه وما يُنتظر منه، كان ينبغي أن يدار بشكل مختلف".

بالمثل، قال أحمد سيد حسن في صحيفة القبس الكويتية: "على الرغم من ابتعاد الحكومة المصرية عن الظهور بأي شكل من الأشكال في مراسم التوقيع على اتفاق تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر، بقيمة 15 مليار دولار، على مدى عشر سنوات، فإن المفاوضات التي سبقت توقيع الاتفاق، والتي امتدت قرابة العامين، والظروف الإقليمية في المنطقة، خصوصا الأوضاع الأمنية في سيناء، والاكتشافات الضخمة لحقول الغاز المصرية، تصنع كلها مشهدا سياسيا بامتياز، يتعدى بمراحل مجرد التوقيع على اتفاق تجاري".

و,أضاف الكاتب: "أدت اكتشافات مصر الهائلة للغاز في مياهها الاقتصادية من صعوبات تفهم الرأي العام في مصر أسباب استيراد غاز من إسرائيل، وهو ما اجتهدت وزارة البترول المصرية في إيضاحه لامتصاص صدمة هذا الاتفاق لدى المصريين".

"دعم كيان الاحتلال"

انتقد فراج اسماعيل، في صحيفة المصريون، الحكومة المصرية وتساءل: "هل فوجأت ]الحكومة المصرية [ مثل الرأي العام بصفقة تصدير الغاز الإسرائيلي، الذي احتفل به رئيس الحكومة هناك بنيامين نتنياهو في ظهور علني، واعتبره يوم عيد سيجلب الرفاهية للمواطنين؟!"

وأضاف اسماعيل: "من العيب القول إنها فوجأت بالاتفاقية رغم أن التصريحات الأولى الصادرة من محسوبين عليها أكدت أنها لا تعرف شيئا، ولا زالت تنتظر الاطلاع عليها. كأن القطاع الخاص دولة مستقلة ذات سيادة، أو بمثابة 'مصر الأخرى' التي لا تديرها الحكومة".

في سياق متصل، كتب علي عقلة عرسان، في صحيفة الوطن العمانية: "من المؤسف، الفتاك في الصميم، أن يشارك في دعم كيان الاحتلال، بعض من يُفتَرَض فيهم أن يقاوموه، لينقذوا شعبهم، وليحرر الأرض والأمة منه ومن شروره".

ورأت صحيفة العربي الجديد اللندنية أن "حكومة السيسي التي بلغت أقصى درجات التطبيع مع إسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام قبل 40 عاما، تخفي الكثير من تفاصيل المفاوضات السرية مع إسرائيل، والتي امتدت على مدار ثلاث سنوات، قبل أن تحقق لإسرائيل مبتغاها بتصدير الغاز الفائض عن حاجتها وغير الممكن التصرف فيه بالتصدير إلى دول أخرى كتركيا أو قبرص، بسبب عراقيل تقنية تجعل التصدير لمصر هو الحل الملائم اقتصاديا".