كتب أحد القراء تعليقا على مقالة لي نشرت في إحدى الصحف يقول "إذا كنت تبحثين عن التأييد والشعبية فلا تكتبي عن الأديان والسياسة ولا تدلسي" وانتابني شعور بالحزن العميق، وودت لو أنه أو أنها أمامي لأسأله "من الذي يبحث عن الشعبية في ظل هذا الدمار والموت؟ إذا كنت آمنة في بدني، فلا أضمن أن يطلع علي صبح وأنا آمنة، أو على اخوتي أو عشريتي أو جيراني، من هو الذي يبحث عن الشعبية ولم يبق هناك شعوب؟ هل يظن هذا القارئ أننا نعيش في ترف ولا ينقصنا سوى الشعبية؟ ويريد مني ألا أخوض في السياسة ولا الأديان، لعله يريد مني أن أخوض في الاقتصاد، أليس الاقتصاد مرهون بالسياسة؟ لعله يريد مني أن أخوض في التربية، أليست التربية مرتبطة بالدين والسياسة؟ لعله يريد أن أخوض في الثقافة، أليست الثقافة تحت المجهر من قبل الساسة والسياسيين؟ 

هناك أناس لا يشعرون بعمق المأساة ولا أدري كيف لهم أن يشيحوا النظر عما يحدث في بلداننا، ألا يشاهدون ويسمعون الأخبار؟ ألم تصبح أقصى أمانينا هي الهجرة إلى بلد آمن فيه طعام ومسكن وتعليم ووظيفة؟ لا يمسك القلم أحد ويكتب في السياسة إلا وقد كره عمره ولم يعد يريده، إلا إذا كان يخوض في مواضيع أقل تعقيدا، ولديه موهبة ويرغب بمشاركة القراء إنتاجه الأدبي، أما من يكتب في السياسة ويتناول مواضيع جادة، فلا أطن أن لديه هدفا سوى الخلاص من هذه الحياة التي أصبحت لا تشبه الحياة، موت وفقر وإعاقات ودمار وطوابير طالبي الهجرة، وحتى من هو آمن من هذه المصائب، فهو يعيش خائفا ويمشي كمن يمشي في حقل ألغام لكثرة الممنوعات والمحاذير. 

أريد أن أسأل ذاك المعلق، هل نحن نعيش كما يعيش الناس في الدول المتقدمة؟ ما الذي نفتقده؟ هل لدينا أمن دائم؟ هل بلادنا جميعها بخير؟ هل يجد الشباب وظائف تسد احتياجاتهم؟ هل يحقق الطامح طموحه بالعمل والاجتهاد؟ هل يحصل كل مجتهد على ما يستحق؟ ألا يسعى الشباب إلى الهجرة؟ ................. وقائمة الأسئلة تطول جدا، وبعد ذلك يأتي قارئ ليقول أن الكاتب يكتب لكي يلقى المحبة والتأييد والشعبية وكأن الكاتب في باريس أو لندن. 

ولماذا لا نخوض في الدين والسياسة؟ من الذي أغلق هذين المجالين على عامة الناس؟ وبأي حق يغلقا؟ إذا كان الظلم يحدث باسم الدين والسياسة، فلماذا لا نخوض فيهما؟ ألا ترتكب المجازر باسم الدين والسياسة؟ ألم يسرق اليهود فلسطين باسم ديانتهم اليهودية؟ ألم يعرف العالم كله أن في الإسلام سنة وشيعة بسبب المجازر التي ارتكبت ولولاها لما التفت أحد إلى ذلك؟ ألم تتقدم الدول الغربية إلا بعدما أقصت الكنيسة عن السياسة؟ ألم نصل إلى ما وصلنا إليه لولا التعتيم ومنع الناس من الكتابة والقراءة؟ ألا يوجد في أمريكا محافظون جدد يدعمون إسرائيل على أساس إنجيلي؟ إن من يكتب بدون هدف، فهذا شأنه، وليس لأحد الحق أن يمنع الكاتب أن يكتب لأهداف محددة. 

يريد هذا القارئ أن يقرر للناس ماذا يكتبون، وقبله كان هناك قارئ كتب "على النساء ألا يكتبن في السياسة" وأنا أريد منكم أن تقرءواكل شيء ولديكم عقل تغربلون به الغث من السمين، ومن يريد أن يعامل الناس بعضهم على أساس ديني أو طائفي فهذا قراره الشخصي. 

خاضت الشعوب المتقدمة المعارك الآيدولوجية جميعها، ولم ينتصر سوى هؤلاء الذين تركوا هذه المعارك وركزوا على قوتهم وحرياتهم وبناء دولهم، وها هو ترامب قد جاء وهو لا يريد أن يساعد أحدا يطرق باب أمريكا، وسيبني جدارا يحمي به الحدود من المهاجرين غير الشرعيين، ويتخذ اجراءات أخرى أسوأ من مما شهدناه في بلادنا، وعندئذ سيبدأ الممتعضون من الكتابة عن الدين والسياسة بالتفكير، وسيدركون أن من كان يكتب لم يكن يسعى للشعبية مدفوعا بحب الظهور.

إحدى الصحف يقول "إذا كنت تبحثين عن التأييد والشعبية فلا تكتبي عن الأديان والسياسة ولا تدلسي" وانتابني شعور بالحزن العميق، وودت لو أنه أو أنها أمامي لأسأله "من الذي يبحث عن الشعبية في ظل هذا الدمار والموت؟ إذا كنت آمنة في بدني، فلا أضمن أن يطلع علي صبح وأنا آمنة، أو على اخوتي أو عشريتي أو جيراني، من هو الذي يبحث عن الشعبية ولم يبق هناك شعوب؟ هل يظن هذا القارئ أننا نعيش في ترف ولا ينقصنا سوى الشعبية؟ ويريد مني ألا أخوض في السياسة ولا الأديان، لعله يريد مني أن أخوض في الاقتصاد، أليس الاقتصاد مرهون بالسياسة؟ لعله يريد مني أن أخوض في التربية، أليست التربية مرتبطة بالدين والسياسة؟ لعله يريد أن أخوض في الثقافة، أليست الثقافة تحت المجهر من قبل الساسة والسياسيين؟ 

هناك أناس لا يشعرون بعمق المأساة ولا أدري كيف لهم أن يشيحوا النظر عما يحدث في بلداننا، ألا يشاهدون ويسمعون الأخبار؟ ألم تصبح أقصى أمانينا هي الهجرة إلى بلد آمن فيه طعام ومسكن وتعليم ووظيفة؟ لا يمسك القلم أحد ويكتب في السياسة إلا وقد كره عمره ولم يعد يريده، إلا إذا كان يخوض في مواضيع أقل تعقيدا، ولديه موهبة ويرغب بمشاركة القراء إنتاجه الأدبي، أما من يكتب في السياسة ويتناول مواضيع جادة، فلا أطن أن لديه هدفا سوى الخلاص من هذه الحياة التي أصبحت لا تشبه الحياة، موت وفقر وإعاقات ودمار وطوابير طالبي الهجرة، وحتى من هو آمن من هذه المصائب، فهو يعيش خائفا ويمشي كمن يمشي في حقل ألغام لكثرة الممنوعات والمحاذير. 

أريد أن أسأل ذاك المعلق، هل نحن نعيش كما يعيش الناس في الدول المتقدمة؟ ما الذي نفتقده؟ هل لدينا أمن دائم؟ هل بلادنا جميعها بخير؟ هل يجد الشباب وظائف تسد احتياجاتهم؟ هل يحقق الطامح طموحه بالعمل والاجتهاد؟ هل يحصل كل مجتهد على ما يستحق؟ ألا يسعى الشباب إلى الهجرة؟ ................. وقائمة الأسئلة تطول جدا، وبعد ذلك يأتي قارئ ليقول أن الكاتب يكتب لكي يلقى المحبة والتأييد والشعبية وكأن الكاتب في باريس أو لندن. 

ولماذا لا نخوض في الدين والسياسة؟ من الذي أغلق هذين المجالين على عامة الناس؟ وبأي حق يغلقا؟ إذا كان الظلم يحدث باسم الدين والسياسة، فلماذا لا نخوض فيهما؟ ألا ترتكب المجازر باسم الدين والسياسة؟ ألم يسرق اليهود فلسطين باسم ديانتهم اليهودية؟ ألم يعرف العالم كله أن في الإسلام سنة وشيعة بسبب المجازر التي ارتكبت ولولاها لما التفت أحد إلى ذلك؟ ألم تتقدم الدول الغربية إلا بعدما أقصت الكنيسة عن السياسة؟ ألم نصل إلى ما وصلنا إليه لولا التعتيم ومنع الناس من الكتابة والقراءة؟ ألا يوجد في أمريكا محافظون جدد يدعمون إسرائيل على أساس إنجيلي؟ إن من يكتب بدون هدف، فهذا شأنه، وليس لأحد الحق أن يمنع الكاتب أن يكتب لأهداف محددة. 

يريد هذا القارئ أن يقرر للناس ماذا يكتبون، وقبله كان هناك قارئ كتب "على النساء ألا يكتبن في السياسة" وأنا أريد منكم أن تقرءواكل شيء ولديكم عقل تغربلون به الغث من السمين، ومن يريد أن يعامل الناس بعضهم على أساس ديني أو طائفي فهذا قراره الشخصي. 

خاضت الشعوب المتقدمة المعارك الآيدولوجية جميعها، ولم ينتصر سوى هؤلاء الذين تركوا هذه المعارك وركزوا على قوتهم وحرياتهم وبناء دولهم، وها هو ترامب قد جاء وهو لا يريد أن يساعد أحدا يطرق باب أمريكا، وسيبني جدارا يحمي به الحدود من المهاجرين غير الشرعيين، ويتخذ اجراءات أخرى أسوأ من مما شهدناه في بلادنا، وعندئذ سيبدأ الممتعضون من الكتابة عن الدين والسياسة بالتفكير، وسيدركون أن من كان يكتب لم يكن يسعى للشعبية مدفوعا بحب الظهور.