أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة بإنتخابات حرة ونزيهة إختار الناخب الأميركي ترامب.. ترامب في بهلوانيته خلال الحملة الإنتخابيه كان يقول حقيقة طالما تمناها الأميركي بعيدا عن اللغة الديبلوماسية التي نهجها كل الرؤساء السابقين. حلم التغيير الذي أوصل اوباما البيت الأبيض لم ’يمكّن الأميركي من رؤية أي تغيير !! أوباما بسياسته اللينه واللغه الديبلوماسية التي ركّزت على السياسة الخارجية لتلميع صورة أميركا في الخارج بعد الإرث الذي ورثة من إدارة بوش.. أبعده عن الأخطار الداخلية الحقيقية التي كان يواجهها الأميركيون.. وفشل في رؤية ملل الشعب الأميركي من تحمل مسؤولية النزاعات الدولية.. فشل في رؤية خوف الأميركي من الجهاد الإسلامي الإرهابي الذي طالما أصر أوباما على التمييز بينه وبين الإسلام المعتدل ؟؟

سياسته المعتدلة جدا كانت سببا واضحا في فشل هذه السياسة في منطقة الشرق الأوسط. خذله للفلسطينيين بصورة خاصة وللعرب بصورة عامة بعد خطابه الأول في القاهرة حول السلام أفقده مصداقيته في نظر كل الشعوب العربية وإن بقيت الإتصالات مع الحكومات !!

سياسته بالتركيز على العلاقات مع اوروبا كلفته نجاح بكين على إتباع نهج عدائي في بحر الصين الجنوبي غير عابئة بإحتجاجات الدول المجاورة؟ 

ونجح ترامب بفوز ساحق .. وبين ليلة وضحايا تغّير الرجل. تغّير أسلوبه في الحديث؟؟ ولكن هل سيستطيع إقناع من خرجوا للشوارع رافضينه كرئيس ولديهم كل الإثباتات القاطعه بعنصريته السامة خلال الحملة الإنتخابية؟؟ هم شريحة كبيرة من المجتمع الأميركي بكل أطيافه. 

هو الذي أكد مرارا على إستعادة عظمة أميركا, من خلال الأولويات التي طرحها للناخب. والتي ركّزت على تضخيم الخوف من الهجرة والإرهاب.. 

ترامب الرئيس الذي غيّر من لهجة صوته مباشرة بعد فوزه الكاسح مستعملا لغه أكثر إعتدالآ ومصالحة وقفز على أول أولوياته خلال حملته الإنتخابية وأقر بأن مشروع أوباما للعناية الصحية جيد جدا وعلينا العمل على تقويته يعطي مؤشرا بأنه لن يعمل على ترحيل 10 ملايين ’مقيم غير شرعي في البلاد. ولكنه وبالتأكيد لن يستثني أي مسلم حاملآ لأفكار متطرفه من الترحيل؟؟ إضافة إلى وضع حد أقصى للمهاجرين من الدول الإسلامية وتشديد إحراءات الهجرة لكل مسلم قادم. 

ترامب الرئيس سيكون مختلفا عن ترامب بهلوان الحملة الإنتخابية. وسيستمع إلى خبرة كل من حولة ونصائح الرئيس أوباما ولكنه لن يعمل بأي منها إذا لم يقتنع انها في صالح الأميركي أولآ وأخيرآ.

نعم أميركا تواجه تسوماني في داخل المؤسسة الحاكمه. لأنها ومهما كانت قدرتها وقوتها قد لا تستطيع كبح جماح هذا الرئيس لأنها وفي كل مره ستحاول تقييده سيلجأ للشعب الأميركي ويفضح عورات هذه المؤسسة.. ولكنه وفي كل الأحوال لن يعمل على تفكيكها. داخليا كما تمنت روسيا.. ولن يختزل العلاقات الدولية بل سيفاوض بها عدا ونقدا ’مسبقا ومع تقديم فروض الطاعة لأميركا العظمى !

ترامب رجل الأعمال صاحب إمبارطورية إقتصادية سيتعامل مع السياسة الخارجية بحساب الربح والخسارة تماما كما تعامل سابقا في تاسيس إمبراطوريته تلك وسي’قدّم فاتورة حساب لكل من يحتاج إلى الحماية الأميركية خاصة دول الخليج.. 

الصين التي إعتقدت بأن أميركا أصابها الضعف والوهن إما أن يقابلها ترامب بسياسة حازمة تعتمد على القوات المسلحة؟؟ ولكن وفي ظل جشعه الإقتصادي أرجح الإتفاق بين الدولتين الكبيرتين على تقاسم نطاقات النفوذ في تلك المنطقه ؟؟ غير عابىء بمحاولة التكتلات و’محبطا عملية التقارب بين ماليزيا والصين والفيلبين والصين؟؟ 

ثورة الأميركيين الآن ضد ترامب ستحترم القانون وستلجأ عاجلآ أم آجلآ إلى الحوار مع الرئيس المنتخب لأنهم ومهما ثاروا سيحترموا قانون البلاد والديمقراطية التي ’يقدسونها.. ولأن الهدف واحد وهو تقوية أميركا. ولكن يبقى السؤال هو هل تقوية الإقتصاد الأميركي أم تقوية المبادىء الأميركية الحره التي أبهرت العالم .. أم سيعلو الإقتصاد ولن ’يعلى علية؟

أما تعامله مع الملف النووي الإيراني. فإلى لقاء آخر.