ليس هناك من کلمة مناسبة لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الامريکية الاخيرة للعالم کله أکثر من کلمة"الصدمة"، ذلك إن العالم کله کان يترقب فوزا للمرشحة هيلاري کلينتون، لکن هذه وقع هذه"الصدمة"، کانت أکبر ماتکون على طهران التي وکما يبدو إنها إنتبهت فجأة إنها صحت من غفوة هادئة على وقع کابوس رهيب.

عهد الرئيس أوباما، لم يکن مجرد عهد تقليدي و إعتيادي بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية، بل کان عهدا مميزا وحتى إستثنائيا بالمعنى الحرفي للکلمة، وليس بغريب أن نشهد في الصحف الصادرة في طهران أشبه مايکون بنعي و نواح على هذا العهد بحيث أکد"حسين موسويان"، العقل المفکر للوبي الايراني في الولايات المتحدة في مقال له نشر في طهران من إن"الخدمات الکبيرة التي قدمها اوباما للنظام، أکد على إنه لم يکن هناك أي رئيس آخر يقبل أن يقدم هکذا إمتيازات و تنازلات للنظام."، الحق الذي يجب أن نذکره و نشير إليه هنا، هو إن عهد أوباما قد کان سحابة و مرت على طهران ومن الصعب أن تعود هذه السحابة، إن لم نقل من المستحيل تماما.

الحقيقة التي لامناص من ذکرها و التوقف عندها، هي إن طهران قد نجحت من خلال لوبيها المعروف ب(المجلس الوطني الايراني ـ الامريکي)، خلال عهد الرئيس أوباما، من إيجاد مواطئ أقدام نوعية لها في واشنطن و تمکنت من أن يکون لها من تعتمد عليهم في الادارة الامريکية، نظير نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية بن رودس، والذي کان له تأثير کبير على الاعلام الامريکي الناطق بالفارسية بين إذاعة صوت أمريکا و إذاعة فردا وکذلك على الاعلام الامريکي باللغة الانکليزية وأيضا الاعلام الموازي الذي يرى و ينظر کيف يتحرك الاعلام الامريکي،مثلما يجب أن لاننسى دور أبدا في التوصل للإتفاق النووي، ناهيك عن الميل الواضح لسوزان رايس، التي ترأس مجلس الامن القومي الامريکي، لطهران، وإن صدمة طهران لاشئ أمام صدمة لوبيها في واشنطن الذي أصيب بدوار من جراء الفوز المفاجئ و غير المتوقع لترامب.

عهد ترامب، والذي يمکن وصفه بأنه سيکون بمثابة الجحيم لطهران على النقيض تماما من عهد أوباما، سيشهد تغييرات جوهرية في الاماکن و المواقع التي کان للوبي الايراني دور و مکانة فيها، وهذه التغييرات لن تکون إطلاقا في صالح طهران، وإن الاخيرة وهي تشهد تراجعها الکبير في واشنطن، تسعى بمختلف الطرق للبحث عن مبررات و مسوغات لذلك، وهي ومن باب التهدئة من روعها و روع أتباعها في المنطقة، تبادر لهجمة مضادة ضد من تعتقدهم بأن يحظوا بمناصب و مسٶوليات في عهد ترامب، ومرة أخرى، تعود للواجهة منظمة مجاهدي خلق، عندما تبدي طهران من خلال أقلام و أوساط تابعة أو مسايرة و مرائية لها، شکوکها و تحفظاتها على شخصيات سياسية أمريکية معادية لها من المقربين من ترامب، نظير رودي جولياني، عمدة نيويورك و المرشح الرئاسي السابق و جون بولتون ممثل الولايات المتحدة الامريکية السابق في الامم المتحدة و غيرهما، بإعتبار إن هٶلاء محسوبين أو مقربين من منظمة مجاهدي خلق!

وجه المفارقة و الغرابة، أن تکتب بعض من هذه الاقلام في صحف خليجية مرموقة، فتتباکى على عهد أوباما و تقدح و تذم عهد ترامب الذي لم تشهده بعد، وکأن العرب قد حصلوا على مکاسب و منجزات غير مسبوقة في عهد أوباما و غضوا الطرف بل و تجاهلوا ماقد حصلت عليه الجمهورية الاسلامية الايرانية في نفس هذا العهد الذي تم خلال تقديم العراق على طبق من ذهب من قبل إدارة أوباما لطهران، ناهيك عن ماقد حدث و يحدث في سوريا و لبنان و اليمن بفعل التدخلات الايرانية التي راجت سوقها في ظل عهد إدارة أوباما حتى وصل الامر بإطلاق صاروخ على مکة المکرمة!

السٶال الذي أود دائما طرحه و مناقشته مع مختلف الاوساط العربية المراهنة أو المتوددة أو الميالة للجمهورية الاسلامية الايرانية هو: مالذي قبضه العرب من هذه الجمهورية التي مزقت أوصال 4 بلدان عربية و أغرقتها في بحار من الدماء، ومالضرر الذي لحق في نفس الوقت بالعرب من جانب منظمة مجاهدي خلق المعارضة لهذا النظام و المحذرة على الدوام للعرب من شره و عدوانه؟