انطلقت في إقليم كردستان العراق يوم الاحد المصادف27/11/2016، حملة ( مناهضة العنف ضد المرأة رۆژی جیهانی به‌ره‌نگاربونه‌وه‌ی توندوتیژی دژی ژنان) و تحت شعار (ارفع راسكِ،انتِ حرة و مرفوعة الهامة) وتستمر 16 يوماً، وتتضمن إطلاق فعاليات توعوية متنوعة عن التشريعات الخاصة بحقوق المرأة، وآليات مكافحة العنف ضد النساء في إقليم كردستان .
ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، في كلمة ألقاها في مراسيم انطلاق الحملة، دعا مختلف الجهات المعنية إلى ( الالتزام بالقوانين التي تحد من العنف تجاه المرأة، واستمرار حملة مناهضة العنف ضد المرأة لفترة أطول) . 
كما ركز البارزاني في كلمته خلال المؤتمر على أوضاع النساء اللواتي يحتجن إلى رعاية بسبب (العنف الناجم من الحرب ضد داعش)، مضيفاً أن (824 امرأة وفتاة ناجية من قبضة تنظيم (داعش) من الكرد الأيزيديين أوضاعهن سيئة، وهن بحاجة إلى علاج ورعاية نفسية وصحية) 
و حث البارزاني على زيادة (برامج التوعية الاجتماعية للتقليل من مستويات العنف التي تستهدف المرأة، لأنه بدون ذلك تبقى حياة النساء مريرة ).
كما قدمت (3 )إيزيديات ناجيات من سجون مسالخ داعش في مراسيم انطلاق الحملة، شهاداتهن عن ايام الاسر لدى الارهابيين، وطالبن حكومة الإقليم بالاسراع في انقاذ الايزيديات في سجن ومسالخ داعش، وتم عرض فيلم وثائقي حول (العنف ضد المرأة ) .

هناك فرق كبير بين ظاهرة (العنف الذكوري ضد المرأة )* وجرائم (الإبادة الجماعية genocide )*: 

اقول بصوت واضح وصريح: 
ان جرائم تنظيم داعش ضد ( الإيزيديين ) هي جرائم حرب و(الإبادة الجماعية) حيث سعى ولايزال يسعى التنظيم الارهابي إلى إبادة الإيزيديين والاقليات غير المسلمة من خلال:
1 القتل الجماعي، 2 إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بهم، 3 إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للايزيديين بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي كليًا أو جزئيًا، 4 فرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد، 5 نقل الأطفال بالإكراه، اضافة الى الاستعباد الجنسي وبيعهم في الاسواق كسبايا وعبيد وعنائم حرب .
نعم ... هناك فرق كبير بين المظالم والجرائم التي تعرضت لها المرأة الإيزيدية، وبين ما تتعرض لها المرأة الكردستانية يوميأ من الانتهاكات وجرائم القتل و(العنف) بداعي الشرف .
هناك فرق شاسع بين ظاهرة العنف الاسري( الذكوري ) والتي تُعتبر من أكثر الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المجتمع الكردستاني وبين ما تعرضت لها ولا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الإيزيديات بصفتهنّ (غنائم حرب وعبيد وسبايا وجوارٍ)، وان اقرار التنظيم الارهابي للمرة الأولى بكل صلف وغرور وعنجهية في مجلته الدعائية (دابق)، باحتجازه وبيعه الإيزيديين كرقيق وغنائم حرب خير دليل على ذالك؟ 

يجب ان نقر ونقول بان مجزرة( 3 آب2014 ) كانت مؤامرة متمثلة في استهداف المكون الإيزيدي وابادتهم عن بكرة أبيهم، و بدعم من قوى إقليمية وتحديدا( تركيا) لمرتزقة داعش، وخاصة بعد ان تركناهم نحن ايضأ وحدهم في شنكال ومناطق اخرى يتعرضون لجرائم الإبادة (الثالثة والسبعين)(3) في تاريخ هذا الشعب الأصيل والمسالم والتي تعود جذور ديانتهم الى اربعة الاف سنة، حيث تعرضوا لهجمات متكررة ومماثلة من قبل دول وجماعات (ارهابية ) في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها والتي يعتبرها المتطرفون ( عبادة للشيطان) ...!! 
ان من سبا مدينة شنكال وانتهك حرمتها هم ارهابيو داعش والقوى الاقليمية التي تدعمها إلى الآن ومن سلم مدينة شنكال دون مقاومة تذكر وهي الجهة التي كانت مسيطرة في (شنكال) حينها ووعدت اهالي هذه المناطق المغدورة بالدفاع عنهم؟ 

إنّ تنظيم (داعش) ارتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في سوريا والعراق امام انظار العالم المتمدن الذي يدعي الدفاع عن حقوق الانسان و هو اخرس و اعمى امام كارثة وجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبت ولا تزال ترتكب ضد الإيزيديين والاقليات غير المسلمة في العراق ....

اخيرا اقول، ان جرائم الإبادة الجماعية للإيزيديين مستمرة وسوف تستمر، وعليه يجب ان نسعى جاهدا لتوفير الحماية الدولية للإيزيديين والمسيحيين والشبك وباقي الأقليات الاخرى في العراق وان نكثف الجهود الدولية والمحلية من اجل اعادة المختطفين والمحتجزين لدى داعش الارهابي كخطوة اولى لحمياتهم من الانقراض والابادة الجماعية .
تبقى مجازر الإبادة التي ارتكبت ضد الإيزيديين والأقليات الاخرى في العراق من أكبر الجرائم ضد الإنسانية و وأشنعها في تاريخنا الحديث وتبقى لطخة عار في جبين العراقيين والانسانية جمعاء .
وان التجارب الماضية اثبتت لنا بان هذه المؤتمرات والندوات والتجمعات وخطابات المسؤولين الرنانة ووعودهم لا تغير شيئا من الواقع الإيزيدي الى الافضل وخاصة بعد ان تحول مناطقهم الى انقاض وساحات حرب ( محلية واقليمية ) وصرعات سياسية تستهدف هويتهم ووجودهم وانتمائهم ومواطنيتهم على ارضهم التاريخي .
السؤال المطروح هنا هو: ما هي الجدوى من اقامة هذه الندوات والتجمعات والمؤتمرات التي تستنزف الكثير من الموارد والطاقات اذا كانت لا تغير من الواقع شيئا؟ 

ـــــــــــــــــ
1 العنف في التشريعات الجنائية: هو كل مساس بسلامة جسم المجني عليه، من شأنه إلحاق الإيذاء به والتعدي عليه.
2ـ توصف الإبادة الجماعية بأنها فعل محدد (القتل، إلحاق أذى جسدي أو روحي ...) ( يرتكب بنية التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية). وعلى الدول الأطراف في الاتفاقية، وعددها حالياً 120 دولة تقريباً، واجب اتخاذ التدابير التشريعية الوطنية اللازمة لضمان تنفيذ أحكام هذه الاتفاقية، وعلى وجه الخصوص النص على عقوبات جنائية تنزل بمرتكبي هذه الجريمة....
3 ان الدراسات التاريخية تشير إلى تعرض الإيزيديين عبر التاريخ إلى 72 حملة(إبادة جماعية)، جلها لأسبابٍ دينية وعرقية، تسببت هذه (المذابح بالويلات والمآسي لهم)، وكان آخرها استهدافهم من قبل تنظيم القاعدة، ومن ثم داعش، إذ استهدفهم تنظيم القاعدة في عام 2007 بمجمعي(سيبا شيخ خدر) و (تل عزير) عن طريق صهاريج مفخخة قتلت أكثر من 500 شخصاً، وجرحت وأعاقت الكثيرين فيما جاءت الأخيرة بتاريخ 3 أب/أغسطس عام 2014 حين شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً على قضاء شنكال الذي يعتبره مراقبون (الأعنف والأكثر دموية حتى تاريخ اليوم)، فقد (عاثوا فيها قتلاً وسبياً وترويعاً للسكان المدنيين، وتسببوا في قتل المئات، وهجرة الآلاف منهم من مدنهم وقراهم فراراً من بطش التنظيم)، وفق روايات الناجين.
تؤكد التقارير الحقوقية التوثيقية والإعلامية أنه في ليلة الثالث من آب/ أغسطس 2014 ومع دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى قضاء شنكال، (قتل الرجال والأطفال ودفن الكثير منهم أحياء، أما النساء والبنات فقد سبين ووزعن على مقاتلي التنظيم)، وما زالت الأخبار تتوارد حول بيعهن في مزادات التنظيم في الرقة والموصل والميادين والبوكمال والشدادي.