رأت الممثِّلة السوريَّة الشَّابَّة، لوريس قزق، أنَّه يجب فصل الأزمة السوريَّة عن الدراما وعدم تصديرها لها.


دمشق: طالبت الممثلة السورية الصاعدة، لوريس قزق، نقابة الفنانين في بلدها بإنشاء موقع متخصص على شبكة الإنترنت يشمل صفحات خاصة بالخريجين الجدد من المعهد العالي للفنون المسرحية، معتبرةً أن نشر أعمالهم الخاصة والفردية ومشاريع تخرجهم إضافة إلى صورهم سيفسح المجال أمام القائمين على الدراما لمعرفتهم بشكل أكبر، وأشارت إلى ضرورة أن يكون لشركات الإنتاج السورية مندوب في المعهد العالي، كون المعهد مليئا بالطاقات الشابة والمواهب الضائعة التي لا تملك أي فرصة في الوسط الفني.

وقالت الشابة لوريس لـquot;إيلافquot; إن أكثر ما يعانيه الخريج الجديد هو عدم وجود دعم مناسب من قبل جهات الإنتاج، خصوصًا إذا لم يكن لدى الممثل علاقات جيدة مع الوسط الفني، مؤكدةً دور المعهد الكبير عليها حين استقدمها إلى فرنسا ومصر للمشاركة في مهرجان أوائل المسرح العربي كونها كانت الأولى على دفعتها.

وعبرت الشابة قزق عن سعادتها باستقطاب الدراما السورية عدة وجوه شابة خلال العام الماضي ووصفت التجربة بالإيجابية، وأشارت إلى أن الشباب السوري لا يملكون حدودًا للموافقة والرفض لبعض الأعمال التي تعرض عليهم لأن ما يهمه هو الظهور في الأعمال بغرض التواجد لإفراز طاقاته وموهبته، إضافة إلى تكرار وجهه على الشاشة، لافتةً إلى أنها لن ترفض أي عمل يعرض عليها بالوقت الحالي وأنها تجد المبرر الإيجابي حتى في الأدوار السلبية.

وأكدت الشابة قزق أن الرومانسية هي أكثر المواضيع التي تجذبها كونها تعشق الأفلام، إضافة إلى قراءتها العديد من الروايات والشعر التي لها علاقة بمعاناة الحب، مضيفةً أن الرومانسية قريبة منها وتعرف الإمساك بمفاتيحها، كما أنها تنجذب إلى الأدوار التي هي بالأساس عكس شخصيتها الحقيقية وهي أدوار الفتاة القوية التي لا تنسجم مع طبيعة وجهها الطفولي لذا فهي تريد التحدي متمنيةً تجسيد دور الأم في أقرب فرصة.

وعلى الصعيد الفني تشارك لوريس في مسلسل quot;زمن البرغوثquot; بشخصية سلمى الفتاة الطفولية والساذجة، وأشارت إلى أن الدور يحملها الكثير من المسؤولية نظراً لكم المشاهد فيه، معتبرةً أن الدور يتقاطع مع حياتها الشخصية من ناحية العفوية وأن الدور بعيد كل البعد عن صورة الفتاة في مسلسلات البيئة الشامية عندما ترفض النوم مع زوجها في ليلة العرس.

كما تشارك الشابة لوريس في عملي اللوحات quot;بقعة ضوءquot; مع عامر فهد وquot;أوراق بنفسجيةquot; مع فيصل بني المرجة، وأكدت أنها تهتم بكل لوحة وجميع الشخصيات التي تؤديها وتتعامل معها بجدية بعد دراسة متكاملة كي تقدمها بالشكل السليم وتبحث عن الأدوات الخاصة بها كي تكتمل من كل الجوانب، منوهةً بأنها تبدي بشكل دائم الملاحظات على السيناريو وتقدم اقتراحاتها للمخرج كون الملاحظات تولد الكثير من الأفكار والتساؤلات التي تلفت النظر وتوسع المدارك.

وأضافت أن أعمال اللوحات تقدم للوجه الجديد ميزة العمل على عدة شخصيات وتكرر من ظهوره، وتحقق له سمة العمل على أدوار التراجيديا والكوميديا والاجتماعي والسياسي ومن شأنه تسليط الضوء على كل الجوانب، وأن كل شخصية تجعله يلعب على كل الاتجاهات من النواحي الشكلية والنفسية والفيزيائيةفي الوقت نفسهوتوسع دائرة موهبته التمثيلية.

كما تلعب لوريس قزق شخصية سمية في فيلم quot;جدارية الحبquot; وهي فتاة من طبقة غنية تملك أموالاً طائلة من عائلتها الراقية ولكن ما ينقصها هو الحب فتحاول الحصول عليه حين تقع في غرام شاب لا يبادلها أي مشاعر، وترى قزق أن تجربة الأفلام القصيرة حالة داعمة للخريجين الشباب وهي فرصة جيدة لتعريف الجمهور بهم.rlm;

من جهة أخرى، رفضت الشابة لوريس تصدير الأزمة السورية إلى الدراما بتناول الوضع الحالي، مؤكدةً أنها ضد طرح الأزمة بطريقة غير مباشرة، معتبرةً أنالجهة التي ستنتج أي عمل لن تقف كطرف حيادي وستناقش الجانب الذي تؤيده وتناصره بحجة ما يسمى بغير المباشرة معتبرةً أن الأزمة السورية لا تحتمل الحيادية.

وعبرت لوريس عن تفاؤلها بمستقبل الدراما، وأكدت نجاحها خلالالموسم المقبل وأن التأثيرات عليها كانت قليلة لخوف بعض الشركات الخاصة فخففت إنتاجها، إضافة إلى أن بعضها الآخر والمرتبطة برأس المال الخارجي لم تعد تنتج كجهة منفذة لبعض القنوات لدخول السياسة في الوسط، معتبرةً أن الإنتاج السوري الحالي قائم واستطاع تفادي الأزمة بعشرين مسلسلا.

واعتبرت لوريس أن سرّ نجاحها ووصولها إلى هذه المرحلة هو والدها مهندس الديكور محمد وحيد قزق، معبرةً عن امتنانها كونه أدخلها إلى الوسط الفني السوري بعد رعايته موهبتها من الصغر، وأن نشوءها في عائلة فنية أغنى مسيرتها مع أخيها وتوأمها الممثل وسيم قزق خصوصًا أنهما كانا يتابعان المسرح في المقعد ذاتهمنذ الصغر،وتدربا سويةً منذ الطفولة على تقليد كل المشاهير العالميين بأدوات بسيطة، وروت طرفة تقليدهما الموسيقار العالمي ياني وهما في الابتدائية حيث عزفا مقطوعته بواسطة أدوات المطبخ وتفاعلا معها وكأنها آلات حقيقية فكانت تعزف الكمان بالملاعق الكبيرة وأخيها وسيم أخذ دور المايسترو وبعد الانتهاء كانا يحييان الجمهور الافتراضي من التعب.

وقالت لوريس إنها لم تتوجه لدراسة الموسيقى كون هذه الحركات في تقليد المشاهير كانت تنبع من اتجاهات وميول للتمثيل أكثر من الغناء.