إيلاف من القاهرة: إستبعدت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيلم "آخر أيام المدينة" من المسابقة الدولية للمهرجان قبل أقل من شهر على إنطلاق فاعليات الدورة 38 التي في منتصف الشهر المقبل.

وقالت أسرة الفيلم في بيان صدر عنها جاء فيه:
"منذ العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان برلين الدولي في فبراير الماضي ونحن نتطلع بفارغ الصبر لأن يلتقي الفيلم بالجمهور في مصر، وإيمانًا منا بأن مهرجان القاهرة هو أفضل إنطلاقة للفيلم في منطقتنا العربية، كون القاهرة هي مدينة الفيلم التي يحاول أن يعبر عنها، فقد إعتذرنا على مدار الأشهر الماضية عن قبول دعوات عديدة تلقاها الفيلم للمشاركة في الغالبية العظمى من المهرجانات السينمائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غير أننا وبكل أسف، نعلن أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد تراجعت عن إختيارها لفيلم "آخر أيام المدينة" للمشاركة في المسابقة الدولية للمهرجان كما سبق وأعلنت عن هذه المشاركة في وسائل الإعلام.

وأضاف البيان أن إدارة المهرجان، ارسلت خطابًا تعتذر فيه عن مشاركة الفيلم في المهرجان بعد قبوله، بحجة مشاركته في عدد كبير من المهرجانات الدولية قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، رغم أن إتفاقنا الأساسي مع مهرجان القاهرة يقضي بأن يكون عرض الفيلم في مسابقته الدولية هو العرض الأول له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط، ولم يكن يشترط بأي شكل من الأشكال عدم عرضه أو مشاركته في أي مهرجانات أخرى ما دامت خارج هذا النطاق الجغرافي، والمهرجان كان على علم أن الفيلم عُرِض وسيعرض في مهرجانات دولية أخرى قبله.

وبعد أن أتممنا الاتفاق، عادت إدارة المهرجان لتعرب عن تخوفها من كثرة عروض الفيلم في المهرجانات العالمية التي تسبق مهرجان القاهرة، وأن ذلك قد يفسره البعض بأنه تقليل من قيمة المهرجان، وكان الرد من جانبنا أننا ملتزمين باتفاقنا الذي يعطي مهرجان القاهرة حق العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن كل العروض القادمة للفيلم حتى تاريخ المهرجان هي عروض في مناطق أخرى من العالم لا تدخل في هذا النطاق الجغرافي، كما أنها عروض في مهرجانات تم الاتفاق معها قبل الاتفاق مع مهرجان القاهرة، لكن الإعلان عنها للصحافة يأتي وفقًا للتوقيت الذي يقرره كل مهرجان للإعلان عن برنامجه، كما أننا نعتبر أن هذا النجاح الدولي للفيلم هو ما أهله للمشاركة في مسابقة مهرجان القاهرة، ومن الغريب اعتباره تقليلًا من قيمة المهرجان، وكما تطالبنا إدارة المهرجان أن نحترم اتفاقنا معها، عليها أن تتفهم أن علينا أن نحترم اتفاقاتنا مع الآخرين، خاصة أنها لا تتعارض مع اتفاقنا مع المهرجان.

وعقب النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في مهرجان لندن السينمائي الدولي، وبدون أي إنذار من إدارة المهرجان، فوجئنا بخطاب الاعتذار، وحاولنا على مدار الأسبوع الماضي -من منطلق الحرص على أن يلتقي الفيلم مع جمهوره في مصر- أن نذكرهم باتفاقنا معهم، غير أن كل المحاولات قوبلت بالرفض، مؤكدين أن الرفض المفاجئ من مهرجان القاهرة بعد قبول الفيلم حرمه من فرصة العرض والمشاركة هذا العام في أي مهرجانات سينمائية في هذه المنطقة من العالم رغم كونه ينتمي إليها في الأساس، بعد أن نال تقديراً كبيرًا على المستوى الدولي واحتفت به كبرى الأوساط النقدية في مصر والعالم، وبعد أن حصد العديد من الجوائز الدولية.

مهرجان القاهرة يرد ببيان توضيحي

وقالت إدارة المهرجان في بيان صحافي وزعته مساء أمس أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليس مهرجاناً إقليمياً، ولا ترتبط عروضه بشرط العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل تخضع الإختيارات لمعايير يحددها ويشرف عليها الإتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، والذي يضع المهرجان ضمن 14 مهرجاناً فقط حول العالم ضمن الفئة A للمهرجانات الدولية.

وأضافت أن الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، شاهد فيلم "آخر أيام المدينة" خلال عرضه مطلع العام ضمن قسم المنتدى بمهرجان برلين السينمائي الدولي، وتابع رحلته الناجحة في أكثر من مهرجان، وحيث أن الفيلم قد شارك في عدد كبير من المهرجانات منذ عرضه الأول، فقد رأى المدير الفني مشاركة الفيلم ضمن برنامج "آفاق السينما العربية"، الذي يضم مجموعة من أفضل إنتاجات السينما العربية الحديثة، واقترح ذلك على مخرج الفيلم تامر السعيد إلا أن المخرج رفض هذا الاقتراح، واشترط أن تكون مشاركته ضمن المسابقة الدولية للمهرجان، وتمت الموافقة على هذا الشرط نظراً للإعجاب بمستوى الفيلم والرغبة في دعم هذا النوع من التجارب المعاصرة والمغايرة في السينما المصرية.

وأوضحت أن رزق الله طلب من المخرج أن يتوقف عن إرسال الفيلم للمهرجانات الأخرى لحين عرضه في مهرجان القاهرة، وذلك احتراماً لحجم وقيمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكان رد المخرج تامر السعيد هو الموافقة، مع توضيح أنه كان قد اتفق بالفعل على المشاركة في عدد محدود من المهرجانات (ثلاثة أو أربعة كما ذكر) إلا أنه وبعد هذا الاتفاق فوجئ المهرجان بمشاركة الفيلم في قرابة العشر مهرجانات، جميعها يسبق تاريخه موعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومنها ما يقل كثيراً في التاريخ والقيمة، وكأن فريق الفيلم يضع مهرجان القاهرة في ذيل قائمة اهتمامه.

وأشارت إلي أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قررت إرسال اعتذار لمخرج الفيلم عن المشاركة ضمن المسابقة الدولية للدورة الثامنة والثلاثين وذلك بتاريخ 13 أكتوبر الجاري.

يذكر أن فيلم "آخر أيام المدينة من إخراج تامر السعيد وتدور أحداثه في عام 2009، وداخل مدينة القاهرة العريقة، مسلطاً الضوء على حياة خالد المخرج الشاب الذي يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة وما تحمله من أحلام في الوقت الذي يعاني فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته، والمرأة التي يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر، متذكرًا في نفس الوقت أيام طفولته عندما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا.

ويشارك في بطولة العمل كل من: مريم صالح، علي صبحي، ليلي سامي، حنان يوسف وحيدر حلو.

شاهد الإعلان الترويجي للفيلم: