"إيلاف" من القاهرة: تُضيء "إيلاف" على حياة الفنانة هند صبري التي تُشكّل حالةً خاصة داخل الوسط الفني على مدار أكثر من 20 سنة، وقدمت مسيرةً حافلة بالأعمال المميزة، حافظت فيها على مكانتها وعبّرت خلالهاعن نضجٍ متزايد مستفيدة من خبرات الكبار الذين تعاونت معهم. وذلك لمناسبة عيد ميلادها الـ37 الذي احتفلت به مؤخراً.

إنطلاقة
ظهرت لأول مرة في السينما التونسية وهي بعمر 13 عامًا، في دور خادمة بفيلم "صمت القصور"، وحصلت عنه على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان "قرطاج"، علماً أن الفيلم قد اشترك في مهرجان "كان" السينمائي، وحينها اعترضت الصحافة على منح جائزة أحسن ممثلة لفتاة صغيرة لم تدرس التمثيل. ثم ظهرت للمرة الثانية في فيلم "موسم الرجال"، وذاع صيتها في الوسط الفني التونسي. وكانت بدايتها من خلال فيلمين تونسيين مع المخرجة مفيدة التلالي. أما الجمهور المصري فعرفها للمرةِ الأولى من خلال تجربتها مع الفنان أحمد عز الذي كان لا يزال "الوجه الجديد" بفيلم "مذكرات مراهقة" للمخرجة إيناس الدغيدي في العام 2001، لتكون بعدها بثلاث سنوات فقط أفضل ممثلة في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن دورها بفيلم "أحلى الأوقات" مع منة شلبي وحنان ترك.

ذكاء التنوع
ولقد نوعت باختيار أدوارها بشكلٍ محلوظ. ولم تحصر شخصيتها الفنية بنوعيةٍ محددة من الأدوار، وهو ما ظهر في تواجدها بعدة أفلام مختلفة منها "عايز حقي"، "إزاي البنات تحبك"، "ويجا". كما قدمت مشاكل بنات جيلها عبر عدة أفلام "منها "حالة حب"، "لعبة الحب"، "ملك وكتابة".

ويمكن القول أنها عرفت كيف تستفيد من تعاونها مع كبار المخرجين والفنانين. ففي "عمارة يعقوبيان" تعاونت مع عادل إمام ومروان حامد، وفي "جنينه الأسماك" مع يسري نصر الله، بينما شاركت مع خالد يوسف في "ويجا" وداود عبد السيد في "مواطن ومخبر وحرامي". وخالد صالح ومع أحمد السقا في جزئي "الجزيرة" وفيلم "إبراهيم الأبيض" الذي شاركهما البطولة فيه الفنان القدير محمود عبد العزيز، وهي الأعمال التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً. بينما قدمت بفيلم "أسماء" واحداً من أفضل أدوارها السينمائية على الأطلاق لزوجة تُصاب بمرض نقص المناعة "الإيدز" بسبب عشقها لزوجها وتدافع عن حملها لهذا المرض في مواجهة أطباء يرفضون إجراء جراحة لها دون معرفة سبب انتقال الفيروس إليها، ومجتمع ينظر باحتقار لحاملي المرض. كما شاركت مؤخراً بإنتاج فيلم زهرة حلب الذي تناقش فيه ظاهرة التطرف وانجرار الشباب نحو الإرهاب.

الأسرة
والجدير ذكره أنها ولدت في 20 نوفمبر عام 1979، بولاية "قبلى" بتونس. وهي إبنة محمد المولدي صبري الذي عمل محاميًا، بينما كانت والدتها مُعلمة لغة فرنسية. ولقد عرفت معنى "الحرية" منذ الصغر، وتثقفت سياسيًا بفضل دعم والدها "الناصري" لفكرة القومية العربية. وهي درست الحقوق، واشتهرت أيضاً بآرائها السياسية الواضحة، حيث ساندت الثورة الليبية، وثورة 25 يناير. علماً أنها حصلت على الجنسية المصرية بعد زواجها من رجل الأعمال المصري أحمد الشريف، الذي أنجبت منه إبنتين هما عليا وليلى اللتين تحرص على إبعادهما عن وسائل الإعلام. بينما تمثل رحلة حياتها مثالاً جيداً للفنانة التي أخلصت في عملها وحياتها الأسرية على حدٍ سواء.

نشاط إنساني
هذا ولم يتوقف نشاط "صبري" على حياتها الأسرية والفنية، بل تم تصنيفها ضمن أقوى 100 امرأة عربية، وفقا لمجلة "أرابيان بيزنيس" في عام 2013. واختيرت كسفيرة لمنظمة اليونيسيف للنوايا الحسنة، وزارت عدد كبير من البلدان العربية، ومخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، بصفتها إحدى سفيرات برنامج الأغذية العالمية. وسبق أن قامت بالتبرع بفستان "كريمة" الذي ظهرت به في فيلم "الجزيرة" بعد مزادٍ خيري نظمته عبر "فيسبوك".

أما جوائزها فلم تكن فنية فحسب، بل مُنِحَت أيضاً وسام الفنون والآداب برتبة فارس من وزارة الثقافة الفرنسية تقديراً لها في حفلٍ أقيم بالقاهرة بالمركز الثقافي الفرنسي.