تمر اليوم الذكرى 39 لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي رحل بعد صراعٍ مع المرض، بينما بقيت أعماله خالدة عبر الأجيال، إلا أن منزله الواقع بمنطقة الزمالك يخضع لحراسةٍ مشددة لأسبابٍ أمنية.


القاهرة: تمر اليوم الذكرى 39 لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي رحل بعد صراعٍ مع المرض استمر لسنوات، وفشلت محاولات علاجه بالخارج. فقد عانى من داء البلهارسيا نتيجة قيامه بالسباحة بمياهٍ ملوثة خلال طفولته بمسقط رأسه في محافظة الشرقية بدلتا مصر.

واللافت أنه رغم مرور نحو 4 عقود على وفاته، لا يزال حاضراً بالأعمال المميزة التي قدمها ما بين أكثر من 300 أغنية ونحو 16 فيلماً في السينما بقيت خالدة رغم رحيله. فأغانيه الوطنية التي قدمها بمسيرته الفنية لا تزال تُعتَبَر من أفضل الأغاني التي تُذاع في المناسبات الوطنية.



واجه شائعة وفاته بمقال:
والجدير بالذكر أن الشائعات حول وفاة "عبد الحليم" كانت قد تكررت أكثر من مرة بسبب محنته الطويلة مع المرض، حيث كتب مقالاً عن شائعة وفاته في مجلة الجيل بعدما سمعها من أحد أصدقائه المقربين، وصدرت المجلة يوم 28 مايو\أيار من العام 1956، وهي تحمل مقاله المؤثر، والذي تحدث فيه عن اتصالٍ هاتفي من صديقٍ كان يسأل إن كان لا يزال على قيد الحياة، بعد أن مرٍّ بوعكةٍ صحية أجبرته على ملازمة الفراش لأكثر من شهر، فأخبره صديقه بأنه سمع خبر وفاته قُبيل اتصاله.

وكتب "عبد الحليم" في مقاله: "الحقيقة التي تعلمتها من المرض أنه شيء عصيب جداً على الفنان، أي فنان في العالم لأنه إنسان يحب الحرية والإنطلاق. تعلمت من المرض حقيقة، فقد عرفت أن لي أصدقاء أستطيع أن أعتمد عليهم وشبه أصدقاء لأنهم لا يعرفون معنى الصداقة في الوقت الذي يجد فيه المريض سعادته بالتفاف أصدقائه من حوله حين يشعر بأنه محتاج إلى قلوب تكون بجانبه في تلك المحنة".

وواصل كاتباً: "تعلمت أن الفنان دائماً يفني نفسه في عمله ويرهق أعصابه دون أن يعرف أن لبدنه عليه حقاً في سبيل إسعاد الناس إلى أن يقع صريع المرض وبعد ذلك يحاسب نفسه حساباً عسيراً ويلقي عليها اللوم لأنه أهمل صحته، ثم يسأل هل يرضى عنه الناس مع كل تلك التضحيات التي قدمها من عرقه وأعصابه وذات نفسه!! ولكن الذين يحبون الفنان لا يريدون له أن يرهق نفسه حتى لا يصاب بما يكون سبباً في إزعاجهم".



منزله تحت الحراسة:
من جهةٍ أخرى، يخضع منزل العندليب الأسمر بمنطقة الزمالك لحراسةٍ مشددة اليوم، ليس لأن أسرته وتحديداً شقيقته الراحلة علية شبانة قد حوّلته لمتحف لمحبي عبد الحليم، بل لأن السفارة البلجيكية بالقاهرة تقع بنفس عمارة شقته، حيث أنها تخضع لحراسة أمنية مشددة منذ سنوات، بينما تحرص زينب إبنة شقيقته على فتح الشقة في ذكرى وفاته وميلاده لمحبيه لزيارة الجناح الخاص به، الذي يضم مقتنيات حليم، ليبقى حلم الأسرة بإنشاء المتحف الذي يضم مقتنياته بعيداً عن النور بسبب عدم اندفاع مسؤولي الحكومات المتعاقبة لتحقيق هذا المشروع.