اعترفت الممثلة المغربية سناء موزيان في حوارٍ خاص مع "إيلاف" أنها تلقت انتقادات قوية بعد مشاركتها بفيلم "ابن الله"، فيما أكدت على أن حياتها الخاصة تأتي قبل "مهنة التمثيل".


إيلاف من الرباط: إعترفت الممثلة المغربية سناء موزيان في حوارٍ خاص مع "إيلاف" أنها تلقت انتقاداتٍ قوية بعد مشاركتها بفيلم "ابن الله"، لكنها أوضحت أن "مهنة التمثيل لا تخضع لعقيدة أو دين". وأضافت أنها تقوم بتجسيد جميع الأدوار أينما كان زمانها ومكانها، وكيفما كانت معتقداتها. وعبّرت عن أمنيتها بتجسيد شخصية نفرتيتي. وفي ما يلي نص الحوار:

 

*شاركت بفيلم "ابن الله" الذي أثار جدلاً واسعاً، ما قصة مشاركتك في هذا الفيلم؟
- لقد كانت المشاركة في هذا الفيلم العالمي تجربةً رائعة بالنسبة لي، والحمد الله أنه لقي نجاحاً كبيراً، وتلقيت عليه الكثير من ردود الفعل الإيجابية. كما أنه على مستوى الإيرادات، حقق أكثر من 25 مليون دولار في أول أسبوع فقط من عرضه في الولايات المتحدة. وشرحت أن "هذا الفيلم قد بدأ تصويره في الأساس كمسلسل ديني بعنوان "الإنجيل". وبعدما حقق المسلسل نجاحاً كبيراً ومشاهدةً عالية لم يتوقعها منتجاه روما براوني ومارك برونيت، قررا أن يحولا المسلسل إلى فيلم سينمائي، وغيّرا اسمه إلى "ابن الله".

وأضافت: لقد جسدت دور "مارثا" التي تشهد معجزة سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام في إعادة الحياة لأخيها "لازاروس" بعد مماته بأربعة أيام. واعترفت "بالتأكيد تلقيت أيضاً بعض الإنتقادات السلبية، لكوني شاركت بفيلم عنوانه يتعارض مع معتقداتنا. إنما أنا بمقتضى مهنتي كممثلة أقوم بتجسيد جميع الأدوار في أي زمان ومكان. فالدور الذي ألعبه هو دور تمثيلي أجسده ولا يعبّر عني وعمّا أؤمن به، حيث تبقى حياتي الشخصية ومعتقداتي مستقلة عمّا أقدمه في عملي. وعلى العموم، أنا فخورة جدًا بأن أكون جزءاً من فيلم ديني تاريخي سيخلِّد عبر الزمن. كما سيعلّم قلوب الكثير من الشعوب إحياء الحب بينهم، ونحو سيدنا عيسى، وتذكيرهم بالله سبحانه وتعالى وعظمة معجزاته".

*من المعروف أن انطلاقتك الفنية كانت مع المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، وعبّرت أكثر من مرة عن رغبتك في تكرار العمل معها. من هم المخرجون الذين تريدين العمل معهم أيضًا؟
- في مصر أتمنى العمل مع كل من محمد خان، وأكرم فريد، ومجدي أبو عميرة، ووجيه خيري و الصديق سيد عيسوي.أما في المغرب فأحب العمل مع المخرج القدير جيلالي فرحاتي، والجريء نور الدين الخماري، والمبدع حسن بن جلون، والمتنوع محمد مفتكر، والصديق ادريس الروخ . أما في الخليج فأتمنى العمل مع علي الشويفعي، ومحمد القفاص، وحياة الفهد، و محمد البكر.. و القائمة طويلة بها العديد من المخرجين من دول عربية أخرى.

*ما هي الشخصية التي تتمنين تجسيدها؟
- اتمنى أن أجسد شخصية نفرتيتي

*سبق لك التأكيد على أنك لن تتخلي عن الغناء خصوصاً أن بدايتك كانت من خلاله، فهل هناك مشاريع بهذا الخصوص؟
- صورت أخيراً فيلماً سينمائياً طويلاً من بطولتي مع المخرج المبدع حميد بناني بعنوان "ليالي جهنم". ومن ضمن متطلبات دوري فيه، قدمت مقاطع بعض أغاني الأسطورة أسمهان بجانب أغنية مغربية جديدة من ألحان آية الله شقارة. حيث أجسد للمرة الاولى دور مُدّرسة ملتزمة وطموحة، تأمل في أن تصبح مطربة مشهورة، وأن تحقق ذاتها كإمرأة، لكنها تضيع تحت ضغوطات أبيها وزوجها وبعض الدخلاء الذين يشوهون الفن.

*حصلت على عدة جوائز في مسارك، من بينها جائزة "فخر المغرب" بلندن، ماذا تعني لك هذه الجوائز؟
- أكثر الجوائز التي أسعدتني جائزة أفضل ممثلة بأفريقيا سنة ٢٠٠٩ عن فيلم "سميرة في الضيعة" خلال مشاركته في مهرجان واغادوغو. ولا شك أن التكريم مهم جداً لكل فنان يعطي من قلبه. أما جائزة فخر المغرب في لندن فهي تقدير لقيمة العمل أو الأعمال الفنية التي يقوم بها الفنان، ولقد أسعدني جداً التكريم من بلدي، لكني أعتبر التكريم مسؤولية كبيرة، ويلزم الفنان بالعمل للحفاظ على مستوى جيد من العمل حتى يساهم بنشر ثقافة بناءة تفيد المجتمع.

*ماهو جديدك؟
- بدأت الأسبوع الماضي بتصوير فيلم سينمائي إماراتي مع المخرج الواعد مروان المازمي، وهو من إنتاج "باري أتكينز Barry Atkins" بعنوان "سراب"، حيث أشارك فيه بدور عائشة، وأجسِّد للمرة الاولى دور "أم" مشغولة البال على ابنها المراهق. وأود أن أذكر هنا أن المخرج المازمي حقق نجاحاً عالمياً كرجل رياضي ونال العديد من الجوائز في رياضة الكاراتيه.

وأردفت: هذا العمل يعد الأول لي باللهجة الإماراتية، الأمر الذي اعتبره بمثابة التحدي الجديد لنفسي في إثبات وجهة نظري بأن تعدد اللهجات أو اللغات ليس عائقاً بالنسبة للفنان الحقيقي.

النجمة الإمرأة:
*مضى على زواجك أكثر من 3 سنوات، كيف عشت هذه المدة من حياتك؟
- كل واحد منّا يُقدّم جهداً لمساعدة الآخر وإسعاده بالكثير من التواصل، والتنازلات، والإحترام، والتقدير، والحب. ونحن من أول لقاء لنا، كنّا على نفس الصفحة ونسعى دائمًا لإبقاء الامور على نصابها. فنحن نحب بعضنا البعض، و نحترم كيان كل واحد منّا. لدينا أشياء كثيرة مشتركة، وهذا يبسط الأمور الكثيرة في رعاية وتربية ابننا "كنزي". كما أننا نقضي الوقت الكثير في السفر للإطلاع على ثقافات أخرى ونحب السينما، الرياضة والطبخ.

*إحتفلت مؤخراً بعيد ميلاد ابنك "كنزي" الثاني . ماذا تغيّر بحياتك بعد الزواج والانجاب؟

- كنت أظن أنني سأبتعد عن الاضواء بعد زواجي وإنجابي. إنما اتضح لي العكس تماماً. فالمشجعون لي والمعجبون بفني ظلوا يتابعونني ويرغبون دائماً بمعرفة آخر أخباري عبر وسائل التواصل الإجتماعي. لقد تغيّرت حياتي للأفضل. وبوجود زوجي وثمرة حبنا ابننا "كنزي" أشعر بالسعادة والإمتنان، وبأنني أصبحت امرأة متكاملة.

*هل أبعدك زواجك وإنجابك بالإضافة إلى إقامتك في لندن عن فرص العمل في المغرب وحتى في مصر؟
- كل امرأة تريد أن تكون قادرة على الحصول على كل شيء في الحياة، ولكننا لا يمكن أن نكون كل شيء في الوقت نفسه. كممثلة أحس أنني سعيدة جداً في عملي وممتنة بما قدمته من أعمالٍ سينمائية ودرامية عربية وأجنبية وما حصدته من الجوائز، لكني، لا أرغب أن يكون عملي هو الوحيد الذي يحددني. فبعد زواجي وإنجابي تغيّرت أولوياتي. وأصبحت "حياتي الخاصة أولاً" ، أما عملي فيأتي في المرتبة الثانية. ولا شك أن عملي يسعدني كثيراً، لكني لا أريده أن يكون الشيء الوحيد الذي يسعدني.

واستطردت قائلة: عندما أنجبت إبني "كنزي"، كان كل تركيزي عليه، لأنه إبني الأول. وقررت حينها الإبتعاد عن العمل والتفرّغ لتربية "كنزي"، لكن زوجي يعلم جيداً شغفي وحبي للفن، وظل دائماً يشجعني على مواصلة ما أقوم به. فقررنا أن نقيم في بلدٍ عربي كي أكون قريبة ومتواصلة مع عملي، وحتى يتلقى كنزي التعليم بالعربية الى جانب الإنجليزية. وهكذا اخترنا العيش بدبي. ولا شك أن هذه الخطوة كانت بمثابة المخاطرة من زوجي الذي لا يتكلم العربية، لأنه أمضى كل حياته مع عائلته في لندن، لكنه مع ذلك، قرر المجازفة وقدّم هذا التنازل ليشجعني على إكمال عملي والقيام بما أحبه.