أكد الممثل المغربي مالك أخميس أنه لا وجود للخطوط الحمراء في أدائه للأدوار، مشيراً إلى أنه يعشق الأدوار البعيدة عن شخصيته، وذلك في حواره الخاص مع "إيلاف".


الرباط: أكد الممثل المغربي مالك أخميس أنه لا وجود للخطوط الحمراء في أدائه للأدوار، مشيراً إلى أنه يعشق الأدوار البعيدة عن شخصيته، وذلك في حواره الخاص مع "إيلاف"، حيث شرح أنه أدّى دور الراقص الشعبي في الأفراح ولا يجد حرجاً بأداء أي دور لأن التمثيل بحاجة للجرأة لينقل المشهد بصدق وتميّز. أما عن رؤيته الخاصة للتمثيل والعمل الفني، فشبّه عالم التمثيل في المغرب بـ"المراحيض" لكونه أصبح قبلة لبعض "المتطفلين". وفي ما يلي نص الحوار:

* أديت دور راقص مثلي في فيلم "البحر من ورائكم"، ما أثار الكثير من اللغط، كيف تعاملت مع هذا الأمر؟
- بالأساس هذا الدور ليس لشخصٍ مثلي، بل لشخصٍ وجد ضالته في الرقص بعد أن كان مهندساً. فهو كان منبوذاً وضعيف الشخصية، لدرجة أن شرطياً أجبر زوجته وأبناءه على العيش معه من دون أن يُحرِّك ساكناً، لكنه وجد الأضواء موجهة إليه بعدما صعد إلى الخشبة للرقص، فواصل عمله. فكل ما كان يبحث عنه هو اهتمام الناس.

* هل هناك خطوط حمراء في الأدوار التي تقدمها؟
- لا مشكلة لديّ في أي دور كيفما كان نوعه، شريطة أن لا تكون الشخصية مقحمة بشكل مجانيّ في سياق العمل الفني، فيكون وجودها مثل عدمها. كما أن هناك فرقًا ما بين الأدوار في الأعمال الفنية والواقع، لذا لا يجب الخلط بينهما، فليس بالضرورة أن يحدث التطابق بينهما، ودور الفنان في اللعب بين الحدين أي بين الواقع والتخييل الفني.

*عدت أخيرًا من جولة فنية قادتك إلى عدد من الدول، حدثنا عن تفاصيل هذه الجولة؟
- كانت جولة ممتعة ومفيدة لأنها كانت من أجل تقديم مسرحية "بين بين" لفرقة "نحن نلعب" للفنون، وهي للمخرج محمد الشاهدي، وسبق أن تُوِّجت بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح الإحترافي، إذ قدمنا عرضين بمدينتين كنديتين، ومن المرتقب أن نشارك بها أيضاً في مهرجانات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.

أما بالنسبة إلى رحلة بلجيكا، فكانت من أجل حضور عرض فيلم "البحر من ورائكم" للمخرج هشام العسري بمهرجان "أفلام الجنوب"، كما حضرت العرض ما قبل الأول لفيلم بلجيكي شاركت فيه مؤخراً بعنوان "الأزقة السبعة للجنون"، الذي يُعرَض في القاعات السينمائية البلجيكية ابتداءً من منتصف أكتوبر( تشرين الاول) الماضي.

الأدوار المركبة

*هل هناك أدوار معينة تحلم بتجسيدها؟
- أعشق الأدوار المركبة المعقدة الخارجة عن المألوف لأنني أستفيد منها في حياتي الخاصة، وأحب أدوار المرضى النفسيين. ولقد أديت أدواراً من هذا القبيل. لكن ما أحلم به هو تجسيد أدوار تتيح لي استخدام اللغة العربية الفصحى بشكلٍ سليم، خاصةً عبر الأفلام والمسلسلات التاريخية. كما أحب لعب الشخصيات البعيدة عن شخصيتي الواقعية .فأنا أكره الشخصيات التي تشبهني، وأطمح دائماً إلى المغامرة في أدوار تكسر المعتاد والمألوف. وفي شخصية طارق التي أديتها في فيلم "البحر من ورائكم"، استعدت شخصية راقص شعبي، مثل أولئك الراقصين الذين نتذكر أننا كنا نشاهدهم في مواكب الأفراح بالأحياء الشعبية والدواوير، في الوقت الذي لم يكن بمقدور المرأة أن ترقص أمام الملأ، كان هناك رجال ينتدبون أنفسهم لهذه المهمة، من دون أن يكونوا مثليين بالضرورة، فالأمر يتعلق بمهنة إلتقيت بعضاً من الرجال يمتهنونها في أحد المواسم الشعبية، وأضاف: لقد التقيت العديد من الراقصين الرجال وتحدثت معهم مطولاً حتى أرسم ملامح الشخصية التي أجسدها بناءً على ما حكوه وما خزنته منذ طفولتي عن هذه الشخصيات.

المتطفلون يقتحمون التمثيل

* مع من تحلم أن تجمعك أعمال فنية؟
- أتمنى أن أعمل مع كل فنان جيد في المغرب وخارجه، لديه غيرة على الفن لأن الميدان الفني اليوم أصبح "مرحاض" يقصده بعض المتطفلين يدخلونه بسرعة وينتهون بوتيرة أسرع.

*وماذا عن علاقتك بالمسرح؟
- علاقتي بالمسرح هي أشبه بالعلاقة مع الحبيب الأول، فيبقى، في اعتقادي، سيد الأجناس الفنية وأصعبها، وهو بمثابة محك حقيقي للفنان، وفي الوقت نفسه مصدر متعة بالغة لا تضاهيها متع أخرى، خاصةً عندما يُوفَق الممثل في أدائه ويصادف التفاعل المباشر للجمهور مع ما يقدمه شريطة أن يكون صادقاً في ذلك.

* ما جديدك هذه الايام ؟
- 3 أفلام سينمائية، "البحر من ورائكم" للمخرج هشام العسري، "حياة" للمخرج المغربي رؤوف الصباحي، "بلاد العجائب" جيهان البحار، كذلك أحضر لسلسلة "المرجان الأحمر"، وهي دراما اجتماعية، ستُعرض في شهر رمضان.