ضمن سلسلة نوستالجيا الأبيض والأسود، تنشر "إيلاف" مجموعة أخبار تلقي الضوء على تاريخ نجوم زمن الفن الجميل والعلاقات والصداقات والنزاعات التي كانت تدور بينهم.
&


القاهرة: رغم أن الفنان أنور وجدي لم يلتقِ في أي عمل مع زميله عادل أدهم إلا أنه تسبب في منعه من التمثيل لمدة 13 عاماً تقريباً، الأسباب والتفاصيل ترصدها "إيلاف" وفق ما رواه أدهم في لقاءاته وأحاديثه عن مراحل حياته المختلفة.

فرغم أنه لم يكن يفكر في إحتراف التمثيل إلا أن العرض الذي تلقاه من المخرج والمنتج عبد الفتاح حسن عندما شاهده في الإجازة الصيفية على شاطئ الإسكندرية جعله يفكر في إحتراف التمثيل، خاصة وأنه كان يهوى السينما ويتابعها بشغف ويحضر عروض نجيب الريحاني بإستمرار سواء في بلده الإسكندرية أو في القاهرة التي كان يتردد عليها مستقلاً القطار.

كان عمر عادل أدهم 17 عاماً وقتها، وذهب بالفعل للقاء عبد الفتاح في القاهرة، لكنه فوجئ بوفاته في نفس يوم وصوله، وهو ما أصابه بالإحباط، لكنه فكر في اللجوء إلى الفنان أنور وجدي الذي كان يعرف مسيرته الفنية وسعيه وكفاحه حتى يحجز مكانته على الساحة الفنية، وبالفعل توجه إلى مكتبه بوسط البلد على أمل أن يحظى بمساعدته وتشجيعه لإقتحام مجال السينما في أوائل الأربعينات.

وبالفعل إستقبله وجدي بناءً على موعد مسبق، فوجده شاباً وسيماً طويلاً محافظاً على أناقته بوجه ذي ملامح أوروبية، وعندما أعرب له عادل عن رغبته في التمثيل، رد وجدي قائلاً: "هوه كل واحد حلو وشعره مسبسب يعرف يمثل ..انت تنفع تمثل قدام المراية بس"، ليخرج عادل أدهم من مكتبه عائداً إلى مسقط رأسه ويدخل في حالة إكتئاب لم تنجه &منها إلا قراءته لكتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للكاتب رجاء النقاش، فقرر أن يستكمل دراسته، وبدأ العمل في بورصة القطن، لكن القدر أراد له أن يكون ممثلاً وحصل ذلك بالفعل بعد 13 عاماً وعن طريق المصادفة أيضاً.