إبراهيم بنادي من الرباط: لليوم الرابع على التوالي، يشهد مهرجان موازين - إيقاعات العالم، في دورته ال 15، حفلات رفيعة المستوى، إذ احتضن الثلاثي الفني اللامع ناتاشا أطلس وميتر جيمس وحاتم العراقي ، في سهرات متميزة ألهبت حماس الجمهور.

وأوضح بيان لجمعية مغرب الثقافات، المنظمة للمهرجان، أن نجم سهرة أمس الاثنين بمنصة السويسي هو مغني الراب ميتر جيمس، الذي اشتهر منذ سنة 2009 مع فرقة "أسو سيكسيون"، وفاز بقلوب محبي الهيب هوب الفرنكوفوني.

وغنى جيمس أمام 120 ألف متفرج رقصوا وغنوا على نغمات أغنية "بيلا" التي تجاوزت عتبة 900 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وقدم "بطاقة هائلة" بعضا من أفضل أغانيه، خاصة تلك التي صدرت في ألبومه الأخير الموسوم ب "مون كور أفي ريزون" (قلبي كان على حق).

وقال جيمس، الذي تتصدر ألبوماته المبيعات في فرنسا ويحظى بشعبية كبيرة في المغرب، أنه "يكن حبا كبيرا لهذا البلد الذي أتاح له التعرف على أشخاص استثنائيين".

واعتبر جيمس، خلال مؤتمر صحافي سبق عرضه الثاني من نوعه بعد أدائه المتميز في دورة 2013 ، أن عمله في موازين الذي يجمع كبار الفنانين و نجوم العالم، يمثل شرفا له. كما عبر عن رغبته في الاشتراك مجددا في هذا المهرجان.

ودخل جيمس الساحة وسط تصفيقات جمهور من كل الأعمار، توافد للقاء نجمه لكي يعبر له عن الإعجاب الذي يكنه له.

وأدى جيمس، الذي لاتفارقه نظارته الشمسية التي تحمل علامتها التجارية إسمه، أغاني "زومبي" و "جوموتير" و"ليسي باسي" و"إيسكو تي ميم" و بريزي" و"هاسطا لويغو" الذي أداها برفقة الجمهور، كما أدى أغنية "ديزولي" تكريما لمجموعة "سيكسيون داسو" التي يرجع لها الفضل في شهرته الواسعة.

وألهب الفنان الساحة عندما أدى أغنية "بيلا" التي رقص الجمهور على إيقاعها في جو من البهجة و المتعة.
وختم جيمس عرضه بالاستجابة للجمهور الذي أصر على سماع أغنية "سابي كوم جامي" الحائزة على جائزة "انتصارات الموسيقى 2016".

وشكل حضور جيمس بموازين فرصة ليقدم تشكراته وامتنانه للعاهل المغربي محمد السادس الذي "أعطى الكثير لافريقيا" حسب تعبيره، داعيا الحضور لأداء النشيد الوطني المغربي بشكل جماعي في لحظة مجسدة لوحدة الشعوب.

يذكر أن الاسم الحقيقي لجيمس هو "غاندي دجونا"، و قد ولد بالعاصمة الكونغولية كينشاسا قبل أن يرحل لفرنسا وعمره لا يتجاوز سنتين، ثم أصبح سنة 2009 قائدا لفرقة "سيكسيون داسو" التي حاز معها ستة أقراص بلاتين وقرصا من الماس ، و في سنة 2013، استهل مسيرته الفردية بإطلاق ألبوم، بعنوان "سوبليمينال"، يتضمن أغنية "بيلا" التي تجاوزت 200 مليون مشاهدة على موقع "يوتوب"، وفي سنة 2015، نال ألبومه الأخير المعنون "مون كور أفي ريزون" على قرص بلاتين، وذلك بعد أسبوع فقط من إصداره .

ناتاشا أطلس تمزج بين الجاز والموسيقى العربية

أما ناتاشا أطلس، الفنانة البلجيكية من اصل مصري - بريطاني ، التي "توهجت في سماء النجوم منذ أوائل التسعينات"، ونالت في غضون بضع سنوات إعجاب الجمهور من جميع أنحاء العالم بمزجها بين الموسيقى الشرقية والغربية، فقد كان لها موعد مع عشاقها على منصة المسرح الوطني محمد الخامس، حيث أدت أحدث أغانيها لجمهور متعطش لسماعها.

وهذا ثاني عرض لها في المغرب بعد اول زيارة قبل 12 عاما . وأعربت خلال مؤتمر صحافي قبيل الحفل عن أملها في الاشتغال على مشاريع لموسيقى الأفلام مستحضرة تعاونها مع المخرج المغربي نبيل عيوش.

يذكر انه بعد إصدار أطلس لعدة ألبومات مع المجموعة اللندنية (أندرغراوند ترانس غلوبال)، أحرزت نجاحا باهرا بأغنيتها "مون أمي لا روز" (صديقتي الوردة)، وبألبوماتها المسجلة في أستوديو "مع آفاق فنية أكثر تحررا مما مضى"، قبل أن تغوص في إبداعها الأخير (راود ميرياد)، وهو ألبوم لموسيقى الجاز ، شارك في إنتاجه الفنان ابراهيم معلوف.

وقالت أطلس إن هناك عددا من القواسم المشتركة بين الجاز والموسيقى العربية، خاصة على مستوى المقامات، وهو ما دفعها إلى البحث أكثر في هذه الثقافة على غرار عدد من الفنانين الغربيين رغم صعوبة ذلك.

وأبدت أطلس سعادتها بالوجود في المغرب، فيما تحدثت خلال مؤتمر صحافي عقدته بدار الفنون في الرباط، مساء الاثنين، عن جديدها الفني وتقييمها لمسيرتها، مؤكدة أنها كانت إيجابية وأنها تطمح لتطوريها في المستقبل.
وعن ألبومها الأخير، إلى جانب إبراهيم معلوف، قالت اطلس إن هذه التجربة كانت متميزة للغاية، كما كشفت أنها التقت بمعلوف قبل خمس سنوات، في تركيا، وأن لهما الخلفيات الثقافية نفسها التي تمت ترجمها من خلال الموسيقى، مبدية حبها لموسيقى "الجاز"، ما دفعها إلى أداء عدد من أغاني هذا الصنف.

البلبل حاتم العراقي 

واستقبل مهرجان موازين، الذي يجمع بين أصناف الموسيقى من كل أنحاء العالم، ايضا بحرارة الفنان حاتم العراقي ، الملقب بالبلبل وملك المواويل، الذي "يعتبر من بين أجمل الأصوات بالعراق"، والذي قدم بعضا من أشهر أغانيه، التي تعكس التراث التاريخي والثقافي للعراق.

ويشكل مهرجان موازين - إيقاعات العالم ، الذي يحمل قيم السلام والتسامح، منذ سنة 2000 الموعد الأبرز لعشاق ومحبي الموسيقى بالمغرب، كما يشكل ثاني أكبر حدث ثقافي بالعالم بفضل جمهور قدر بأزيد من مليوني متفرج لكل من النسختين الماضيتين.

ويقترح موازين خلال شهر مايو( ايار ) من كل سنة وطيلة تسعة أيام برمجة غنية تجمع أكبر النجوم الدولية والعربية، كما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاء استثنائي بين الجمهور وثلة من الفنانين المرموقين.