ضيف "إيلاف" اليوم هو الموسيقيّ اللبنانيّ جمال أبو الحسن في هذا التقرير المصوّر.


&سعيد حريري من بيروت: جمال أبو الحسن، للإسم وحده ثقل مميّز في عالم الموسيقى ونغماتها ومؤلّفاتها. قضى فترة مهمّة في حياته في فيينا، وأميركا مبحراً بين نوتات الموسيقى ومفاتيحها. "إيلاف" تستقبله اليوم في هذا اللقاء المصوّر من حفل توقيع ألبومه الجديد الذي حمل عنوان "ألوان سيمفونيّة".

عن حفل إطلاق ألبومه الجديد، قال: " إنّها مناسبة مهمّة جداً بالنسبة لي، لأنّ هذا الألبوم أخذ منّي وقتاً كبيراً في التأليف، والتحضير، والتسجيل، والماستيرينغ. تضمّن الألبوم عشرة مؤلّفات، وقد أطلقتُ عليه هذه التسميّة نظراً لما يحتويه من تنويع، وألوان موسيقيّة، إضافة إلى المواضيع التي عملت عليها. أمّا أوّل عمل في الألبوم فحمل عنوان "إفتتاحية حقوق الإنسان"، ليحمل العمل الثاني عنوان "قصيد سيمفوني"، كما قدّمت عملاً بعنوان "رقصات عربيّة سيمفونيّة" إستوحيت ألوانها وإيقاعتها من الفولكلور العربيّ واللبنانيّ، وكتبتها بأسلوب كلاسيكيّ متطوّر جداً. وهناك عمل من شعر جبران خليل جبران بعنوان "الشحرور"، إضافة إلى تحيّة سيمفونيّة للفنّان اللبنانيّ الراحل زكي ناصيف".

وعن المايسترو الذي أتى من أميركا ليقدّم بضعاً من معزوفاته في حفل إطلاق ألبومه، قال أبو الحُسُن لعدسة "إيلاف": " المايسترو أتى إلى لبنان بسبب عمل يربطه مع الأوركسترا الفلهرمونيّة اللبنانيّة، وهو يأتي عادةً كلّ عام مرّة أو مرّتين، ولكنّه أحبّ أن يقدّم آخر مؤلّف لي، فقد ألّفت عملاً خاصّاً بهذه المناسبة، وسنقدّمه اليوم، حيث ستعزف الفرقة عملاً لي بعنوان "سيمفونيك أرابيسك" لتقدّم لاحقاً السيمفونيّة الرابعة لتشايكوفسكي". لذلك يعدّ برنامج حفل اليوم غنّيًا جداً، كما أنّ المايسترو رائع وبارع في قيادة الأوركسترا".

وعن إنجازاته التي تعاون بها مع الأوركسترا الفلهرمونيّة اللبنانيّة قال: " منذ عشر سنوات حين أسّس الدكتور وليد غلميّة الأوركسترا ، بدأت تعزف أعمالي السيمفونيّة التي كتبتها في فترة إقامتي في فيينا، وفي أميركا، وبهذا بدأ المستمع اللبنانيّ، والطلاّب، ومتذوّقو الموسيقى ممّن لا يعرفون أعمالي، بدأوا يتعرّفون عليها رويداً رويداً، ففي البداية كنت معروفاً بأنّي أعمل على الموسيقى الإلكترونيّة، والموسيقى المشهديّة، والموسيقى التصويريّة، لذلك لم يكونوا على إطّلاع بهذا الجانب الكلاسيكيّ السيمفونيّ الذي أقدّمه، فعلمي الأساسيّ كان التأليف الموسيقيّ في فيينا، وفي أوروبا".

وعن إعادة توزيعه لثلاثة أعمال وطنيّة، وفولكلوريّة، وتراثيّة للعملاق اللبنانيّ الكبير زكي ناصيف، قال: "منذ بداية نشأتي تربيّت على موسيقى زكي ناصيف، وأحبّ أعماله وأغانيه كثيراً، وأشعر أنّه لبنانيّ بكل معاني الأصالة، وعدم التصنّع، فقد أعدتُ توزيع أغنية "مهما يتجرّح بلدنا"، وهي أغنية وطنيّة مهمّة جداً للأوركسترا السيمفونيّة، كما قدّمت أغنية رومانسيّة له بعنوان " نقّيلي أحلى زهرة"، إضافة إلى "رقصة الأباريق" الفولكلوريّة العظيمة، والتي قدّمها للمرّة الأولى في بعلبك".

بعدها سألناه: " بات جبران خليل جبران مصدر إلهام كبيراً في الفترة الأخيرة في السينما، والمسرح، وعدد من الفنون، كيف ألهمك جبران لتقدّم أعمالاً سيمفونيّة مستوحاة من أدبه ورسومه؟، فأجاب: " لست من القرّاء المواظبين، وليس لديّ وقت للقراءة، ولكنّي أوّل ما قرأت، قرأتُ لجبران خليل جبران، ومنذ ذلك الوقت شعرتُ أنّه يكتب بإسمي، وبأنّ هذه هي الأمور التي أفكّر بها، فتعلّقت به، وقدّمت له عدداً من الأعمال خلال إقامتي في فيينا وفي أميركا، كما قدّمت مؤخّراً مهرجاناً كاملاً لجبران خليل جبران بعنوان "التناغم الكونيّ"، وقدّمناه في متحف جبران في بشرّي" (مسقط رأس جبران شمال لبنان).

وعمّا إذا كان يفكّر بتقديم أعمال سيمفونيّة للمسرح، والدراما، والتلفزيون، قال: " قدّمت العديد من أعمال الموسيقى التصويريّة للسينما في أميركا، وعندما عدتُ إلى لبنان ألّفت موسيقى لفيلم لبنانيّ مهمّ جداً بعنوان "دخان بلا نار"، وهو من إنتاج يوسف شاهين، وإخراج سمير حبشي، ثمّ ألّفت موسيقى تصويريّة لمسلسل سوريّ منذ عشر سنوات، وبعد ذلك لم يعد لديّ الوقت للعمل في هذا المجال بسبب إنشغالي في أمور أخرى كالمهرجانات، والألبوم، والأعمال السيمفونيّة التي أخذت الكثير من وقتي".

تصوير فوتوغرافي: علي كاظم
تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلاتيا


&