إيلاف من دبي: تسبب مسلسل خيانة وطن الذي يبث على قناة أبوظبي في ما يمكن تسميته بالصدمة الشاملة في المجتمعين الإماراتي والخليجي، فقد جاء المسلسل مختلفًا عن الدراما الرمضانية المعتادة التي تقوم على الكوميديا والمسلسلات الإجتماعية الخفيفة التي لم تكن يوماً مقنعة للمتفرج الخليجي أو العربي، وجاء المسلسل ليقدم من الناحية الفنية الدراما السياسية الثقيلة التي لم يتعوّد عليها الخليجيون، حيث بدا وكأنه ارتفاع مفاجئ في سقف الحرية في مجتمعات كانت حتى الأمس تخشى وتتحسس من طرح أي قضايا شائكة.

نص ثري&

أما من الناحية الأدبية فقد جاء النص ثرياً بحكم أنه مأخوذ من الواقع، وفي بعض الأحيان تكون دراما الواقع أكثر إثارة وتشويقاً من الدراما الخيالية، أما من الناحية الإجتماعية فقد كانت الصدمة أكبر، فقد كانت للمسلسل مهمة كشف خفايا وأسرار التنظيم الإخواني الذي سعى الى الإنقلاب والاستيلاء على الحكم في الإمارات تزامناً مع صعود الإخوان في مصر وبالتنسيق معهم.

كيف اخترقوا الاعلام؟

ولكن كيف تغلغل الإخوان في الشارع ؟ الإجابة ببساطة وفقاً لما طرحة المسلسل أن ذلك حدث عبر وسائل الإعلام، والمثير للدهشة أننا نتحدث عن وسائل إعلام حكومية، سواء في أبوظبي أو دبي وكذلك الشارقة، وسائر دول الخليج، ولكن في فترات سابقة، &فمن المعروف أن الإعلام هو الأداة الأكثر تأثيراً وسحراً وقدرة على توصيل وحمل أي رسالة، وهو أداة رفع شعبية مضمونة النجاح للأفراد والجماعات والأفكار.

وقد أظهر مسلسل "خيانة وطن" كيف تم تسخير وسائل الإعلام لرفع شعبية بعض الوجوه الإخوانية، حيث لم تكن نواياهم معروفة، فقد تدربوا جيداً على الوصول إلى الجمهور إعلامياً وعبر المنابر الإعلامية والدينية، مما يجعل من السهولة بمكان إقناع الرأي العام بما يريدونه بطريقة تدريجية، والأكثر إثارة للدهشة أن البعض منهم لا يزال موجوداً، قد لا تكون هويته الإخوانية واضحة، ولكنه يتستر بالدين والوعظ والإرشاد.

إهتمام خليجي

من المعروف أن التيار الإخواني يسجل حضوراً لافتاً في الكويت وقطر، أي أن الأمر لم يكن مقتصراً على الإمارات التي تزعمت كشف مخططاتهم، وتعاونهم مع المقر الرئيسي للحركة الإخوانية في مصر، وجاء المسلسل ليكشف المخطط الإخواني، وهو ما كان له مفعول السحر في استفاقة المجتمع الخليجي بأسره، وليس الإماراتي فحسب، فالتجربة تصلح للتطبيق في جميع المجتمعات الخليجية التي تربطها ثقافة واحدة وعادات تكاد تكون متطابقة.

الترجمة.. لم لا ؟

قد لا يعلم البعض أن الجاليتين الهندية والباكستانية وغيرهما من الجاليات لهم حضور لافت على مستوى الفكر الإخواني في منطقة الخليج، ومن ثم يصبح من المهم تقديم هذا العمل مرة أخرى مترجماً وعبر قنوات عربية وغير عربية لتوصيل الرسالة المهمة على أوسع نطاق ممكن، حتى تتحقق الفائدة القصوى من هذه الرسالة الصادمة التي جعلت الملايين في منطقة الخليج يعيدون حساباتهم من جديد، ويتعرفون على حقيقة من يتسترون خلف الدين، ولكن لهم نوايا أخرى.
&