"إيلاف" من بيروت: صرّحت رئيس "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" الدكتورة ماجدة واصف أنه سيُجدد شبابه مع حلول الدورة التاسعة والثلاثين، من خلال الدفع بكوادر شابة والإستعانة بوجوه جديدة لم تشارك في تنظيم المهرجان من قبل. 
وأشارت في حديثها لـ"رويترز" أن إدارة هذا المهرجان الذي تأسس في العام 1976 قد كلفت في أغسطس ثلاثة من النقاد الشبان بتولي البرامج الموازية التي استحدثت قبل نحو ثلاث دورات وستقام بالتزامن مع المسابقة الرسمية الدولية. حيث تولى الناقد أحمد شوقي برنامج "آفاق السينما العربية" والناقد محمد عاطف برنامج "سينما الغد". فيما تولى الناقد رامي عبد الرازق برنامج "أسبوع النقاد" وجميعهم دون سن الأربعين.

وقالت: "جيلنا لديه خبرة بحكم التجارب والسنين، لكن علينا أن نصنع جيلاً ثانياً وثالثاً ورابعاً حتى يستمر المهرجان. فلسفتنا في التغيير هي بضم عناصر جديدة إلى جانب عناصر الخبرة حتى نشكل مزيجاً متميزاً يدعم المرحلة الحالية ويستطيع تحمل مسؤولية المهرجان في المستقبل. وتشمل أيضا اختيار وجوه جديدة ضمن لجان المشاهدة ولجان التحكيم“

وأضافت في معرض ردها على الإنتقادات التي وُجِّهَت للمهرجان في دورته السابقة بسبب أمور التنظيم وعدم دعوة أي من النجوم الأجانب البارزين، أن الدورة القادمة ستكون أفضل بكثير، لافتة إلى أن هناك حاجة ماسة إلى الشفافية من جانب وزارة الثقافة المصرية المنظمة للمهرجان وتطوير القوانين واللوائح المنظمة للمهرجان. وقالت: "في مصر لا نزال نعيش بتشريعات الستينات في مجالات عديدة وليست السينما فقط رغم أننا اليوم في وضع اقتصاد السوق الحر، لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في مجموعة التشريعات التي تحكم السينما. فإذا أردنا حقا التغيير والتطوير فعلينا بالبدء من القوانين التي تحكم صناعة السينما. وهذا ينطبق على المهرجانات وعلى الإنتاج وعلى التوزيع وكل ما يخص هذه الصناعة“.وأشارت إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أقام في دورته السابقة ندوة بعنوان "التشريعات السينمائية" استعرض خلالها التشريعات الخاصة بهذه الصناعة في عدد من الدول.

وقارنت بين التجربة الفرنسية والمصرية في إدارة المهرجانات السينمائية من خلال خبرتها التي اكتسبتها من الإقامة في فرنسا لسنواتٍ طويلة أشرفت فيها على تنظيم بينالي السينما العربية في باريس ومهرجان الفيلم العربي في باريس: "في فرنسا يتقدم كل مهرجان بخطة متكاملة ومشروع محدد للميزانية يحصل بمقتضاه على التمويل اللازم مع دعم من مؤسسات المجتمع المدني. أما هنا فالوضع مختلف لأن التمويل كله بيد الوزارة“.
وأضافت: "ميزانية أي مهرجان تقيمه الدولة هناك تكون معلنة ومحددة منذ وضع ميزانية الوزارة، وبعد انتهاء كل مهرجان يقدم منظموه كشف حساب فإما أن يواصل طريقه أو ينتهي لفشل التجربة. لكننا هنا نعاني إذلالاً في الحصول على المستحقات والتمويل اللازم".

ورأت "واصف" أنه لا مجال للمقارنة بين هذا المهرجان ومهرجان "الجونة" مشيرةً إلى أنها ذهبت إلى الجونة وحضرت الإفتتاح وقامت بجولة داخل قاعات السينما هناك. وشعرت يسعادة بتجربة إقامة مهرجان خاص للسينما في مصر، لكنها تعتبرها تجربة توضع في إطارها. موضحة أن "مبادرة عائلة ساويرس أقيمت بميزانية شبه مفتوحة ولها أهدافها فهم يمتلكون منتجعاً سياحياً يروجون له ويستثمرون فيه أموالهم. أما مهرجان القاهرة فهو يقام في العاصمة التي يعيش بها قرابة 20 مليوناً ووفق إمكانيات مالية مختلفة“.

وعن مشاركة نجوم الصف الأول في المهرجان، أضافت: "نحن نرسل الدعوات إلى منازل جميع النجوم وأؤدي عملي كما يجب. حضورهم أو غيابهم أمر يعود لهم، ويصعب التحكم فيه لكننا أيضا نعمل في الدورة القادمة على تطوير وسائل تواصلنا مع النجوم والتأكد من مشاركتهم“.

* الافتتاح
ويعرض مهرجان القاهرة السينمائي في افتتاح دورته التاسعة والثلاثين الفيلم الأمريكي The mountain between us من إخراج الفلسطيني هاني أبو أسعد وبطولة كيت وينسليت وإدريس إلبا. علماً أنه كان من المقرر طرح الفيلم تجارياً في دور العرض بمصر في أكتوبر، إلا أن إدارة المهرجان نجحت بالتعاون مع المخرج والشركة الموزعة بإقناع شركة فوكس الأميركية المنتجة للعمل بتأجيل طرحه لما بعد المهرجان.

ويتناول الفيلم قصة صحفية أُلغيت رحلة طيران كانت ستقلها من إيداهو إلى نيويورك بينما يؤدي إلبا دور طبيب أعصاب كان سيستقل الطائرة ذاتها فيتفقان على استئجار طائرة صغيرة لكن في الطريق يصاب قائد الطائرة بأزمة قلبية ويواجه الاثنان الكثير من المصاعب.

وفيما أكدت واصف أن "إلبا" اعتذر عن الحضور إلى القاهرة بسبب ارتباطه بتصوير فيلمه الأول كمخرج، قالت أن المفاوضات لا تزال مستمرة مع وينسليت لحضور المهرجان. لافتة إلى انه "إذا استطاعت وينسليت الحضور سيكون شيئا رائعاً.. أما إذا تعذر حضورها فلدينا الفيلم ولدينا هاني أبو أسعد الذي أكد حضوره في المهرجان". 

يُذكر أن "واصف" الحاصلة على دكتوراه في السينما من باريس قد تولت رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي في العام 2015. ويعمل إلى جانبها الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله بمنصب المدير الفني للمهرجان. علماً أن الدورة التاسعة والثلاثين منه ستُقام في الفترة ما بين 21 إلى 30 نوفمبر.