"إيلاف" من بيروت:  ألغت بلدية رام الله مقر السلطة الفلسطينية العرض الذي كان مقرراً لفيلم "قضية 23"(The insult)، الذي سبق أن فاز بطله الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل في الدورة الـ74 من "مهرجان البندقية السينمائي" كأول عربي يحصد هذه الجائزة.

ورغم أن الفيلم يتناول مأساة لاجئ فلسطيني في لبنان، قرَّرت بلدية رام الله منعَ عرض الفيلم في إطار مهرجان سينمائي في المدينة، بحجة تطبيع مخرجه اللبناني زياد دويري مع إسرائيل! حيث أعلنت أنها قررت إلغاء عرض الفيلم الذي كان مقرراً اليوم الإثنين، 23 أكتوبر في اختتام مهرجان أيام سينمائية في فلسطين، وذلك بعد أن دعا نشطاء إلى مقاطعته وتنظيم وقفة ضد عرضه أمام قصر رام الله الثقافي التابع للبلدية.

فاز الفيلم عبر بطله الفلسطيني بجائزة لكونه يتناول قضية إنسانية احترمها القيمون على مهرجان البندقية، لكن، على ما يبدو، فإن بعض الفلسطنيين لم ينتبهوا لأهمية علاجه لقضيتهم من زاوية إنسانية! فالصراع الذي يشتعل بهذه القضية يطرح بحيثياته عمق التباينات بدون مواربة. ويحمل رسالة واضحة بأن أفضل طريق لدفن الأحقاد وتخطي نقاط الخلاف هي المواجهة الصريحة بين الأخصام. وهذا الفيلم الذي يطرح اشكالية الصراع القديم بين جزء من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين إنما يدفع الطرفين في سياق المواجهة مع الآخر ومع الذات لإعادة الحسابات ومناقشة الأحكام المسبقة على الآخرين من الجهتين اللبنانية والفلسطينية!

إنها فعلاً مسألة مؤسفة تتكرر لتقضي على جرأة المبدعين في عالم السينما بحججٍ لا تجاري عمق القضايا الإنسانية التي يطرحونها. متى يتحرر الإبداع العربي من القيود؟

 


.