"إيلاف- المغرب" من الرباط: إستطاعت الممثلة المغربية صباح بن الصديق أن تفرض اسمها وسط عدد كبير من الفنانين الموجودين على الساحة الوطنية لتستحوذ على إعجاب واحترام الجمهور المغربي الذي واكبها وتتبع خطواتها منذ بداياتها. 

وهي تمثل بتواضعها وابتسامتها وعفويتها المعهودة مثالاً للفنانة المغربية الملتزمة والرزينة، وهو ما يظهر بشكلٍ واضح من خلال الأدوار التي تقدمها للمشاهد والتي تحرص من خلالها على المشاركة في أعمالٍ فنية تقارب الحياة اليومية للمواطنين، لتشكل بفضل موهبتها وحرفيتها في الأداء التمثيلي قيمةً مضافة لمسيرتها.

عن عملها في ميدان التمثيل، وتطلعاتها، ورؤيتها للعوائق في هذ المجال، تتحدث بن الصديق في الحوار التالي مع"إيلاف المغرب":

*كيف تختارين أدوارك التمثيلية، وهل هناك طقوس خاصة تقومين بها قبل تصوير أي عمل فني؟
- في العادة لا أختار. فإذا لم أُعجب بالدور ولم أكن مقتنعة به بالشكل الكافي لا أقوم بتجسيده. خاصةً إذا كان بعيداً عن شخصيتي. فأنا أقبل بالدور الذي يحظى بأهمية كعمل فني.
*نلاحظ حضورك في إطار أدوار بعيدة عن الجرأة والأدوار الساخنة، هل هي قناعة شخصية منك، وأين تقف حدود الجرأة عندك ؟
- نحن مجتمع مغربي إسلامي، وأنا أنحدر من طبقة شعبية محافظة. أحاول قدر الإمكان تجسيد أدوار ترضيني وترضي المجتمع المغربي. لذلك أتفادى أي صورة سيئة وغير مناسبة لقناعاتي. في المقابل، أسعى جاهدة لكسب ثقة الجمهور، من الممكن أن أقوم بدور إغراء لكن ضمن حدود. فالتعري ليس ضرورة ولا القيام بإيحاءات جنسية، لأن الكلمة بحد ذاتها تُعد نوعاً من الإغراء.
*يعرف المغرب تنظيم العديد من المهرجانات الفنية. فهل ترين أن هذه التظاهرات جيدة للنهوض بالفن المغربي وتساهم بإحداث حركة سينمائية بالبلاد؟
-هي مبادرة جيدة، مع كثرة المهرجانات الوطنية. حيث تزداد المنافسة بين الأفلام المعروضة سواء كانت طويلة أم قصيرة. فهي تمثل كذلك مناسبة للالتقاء بين الممثلين والمخرجين والتقنيين، و يتعرّف الجمهور في كل تظاهرة فنية على نوعية مختلفة من الأفلام، وهي فرصة لاكتشاف المنتوج السينمائي.
*كيف ترين واقع الفن المغربي اليوم ؟ وما هو السبيل لتطويره والرقي به نحو الأفضل في ظل هذا الكم الهائل من الفنانين في الساحة الفنية ؟
-الفن في تطور، لكن هناك عراقيل كثيرة تحول دون تحقيق تقدم منشود. وبالتالي، من الضروري أن تكون هنالك التفاتة حقيقية للممثل. فعلى سبيل المثال، نلاحظ حضور نفس الممثلين سواء في الأعمال التي تُعرَض خلال شهر رمضان أو في أعمال لاحقة، مما يضر بممثلين آخرين تتقلص فرصهم في الحضور، فضلاً عن انعدام ظهور مواهب جديدة في الميدان.


*هناك رأي سائد مفاده أن المجال التمثيلي يعتمد على المصالح والعلاقات الخاصة مع المخرجين والمنتجين، وتقديم التنازلات وأداء ضريبة للحصول على المجد والشهرة، ما تعليقك على ذلك ؟
- في ميداننا الفني، تكوين علاقات صداقة مع المخرجين والمنتجين والتواصل معهم مسألة مهمة. فمع كثرة الممثلين على الساحة وتزايد أعدادهم قد ينسى المخرج إسماً معيناً إذا لم يكن هناك تواصل. أما تقديم التنازلات من أجل بلوغ الشهرة والحصول على عروض فنية عديدة، فطريقه قصير. ويجعل صاحبه يدور في حلقة مفرغة لا فائدة ترجى منها، خاصةً إذا اعتاد هذا الأمر.
*هل سبق لك أن تعرضت يوما ما لتحرش جنسي؟
*لم يسبق لي أن تعرّضت لموقف مماثل، لأني فرضت وجودي وشخصيتي. وأعتمد على موهبتي في التمثيل. وبالنسبة لي فالإحترام أساس كل شيء.
*ما هي مواصفات شريك حياة صباح بن الصديق المستقبلي؟
- لا يهمني الشكل لأنه لا يدوم مع توالي السنين. فالأساس بالنسبة لي هو الإنسانية، و الاحترام، وتفهم ميدان العمل، وتقدير و تقبل الشخص.
*هل تفكرين في الاعتزال فنيا بعد الزواج؟
- لم أفكر في المسألة، أتركها للمستقبل.
*ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
هناك فيلم "حياة" للمخرج رؤوف الصباحي الذي يُعرَض حالياً في القاعات السينمائية المغربية. ولقد انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم "الكورصة"، برفقة عبد الله فركوس، الذي أجسد من خلاله دوراً كوميدياً لأول مرة بعيداً عن أدوار التسلط والدراما التي عرفني من خلالها المشاهد المغربي. ولدي أيضاً فيلم تلفزيوني ومسلسل. وبحكم معرفتي باللغة الإيطالية، أشارك في وثائقي مغربي - إيطالي يتناول زيت أركان، يتم تصويره في مدن مغربية.