"إيلاف- المغرب" من الرباط: هم مشاهير مغاربة، استطاعوا أن يغيّروا مسار حياتهم و يحققوا الأحلام التي راودتهم منذ الطفولة، بدأوا مشوارهم في سن صغيرة، و تمكنوا من بصم أسمائهم وإنشاء قاعدة جماهيرية من معجبي ومحبي الفنون التي يقدمونها. منهم من ساهمت الصدفة في التعريف بموهبته، و منهم من كان محيطه الأسري سبباً في دخوله الوسط الفني.


فاطمة الزهراء الإبراهيمي: مواهب متعددة
تتميز بكونها متعددة المواهب، فهي منشطة برامج تلفزيونية، ممثلة ومغنية، عرفت فاطمة الزهراء الإبراهيمي بملامحها الطفولية وابتسامتها المعهودة التي لا تفارقها، مما ساعدها على اقتحام عالم الأطفال من خلال برنامج "السنابل" على القناة الأولى المغربية، والذي قامت بتنشيطه لمدة 10 سنوات، حتى أضحى لقب"سنبلة" لصيقاً بها لدى عموم الجمهور.

وهي تقول في اتصالٍ مع "إيلاف المغرب" إن بدايتها كانت من خلال الأنشطة المدرسية، في مرحلة التعليم الابتدائي، وأنها لاقت دعماً كبيراً من قبل والديها بحكم نشأتها ضمن عائلة فنية، حيث سمحا لها بالتسجيل في"الكونسرفتوار" وكانا يحرصان على وجودها في الحفلات والمهرجانات والمناسبات الفنية من أجل إبراز طاقاتها ومواهبها، ليتعرف عليها الجمهور المغربي كمغنية، في أول ظهور لها من خلال برنامج"نجوم الغد" الذي كانت تبثه القناة الثانية.

عن كيفية تعاملها مع الشهرة وهي طفلة و التغيرات التي أحدثتها على حياتها اليومية، تقول فاطمة الزهراء الإبراهيمي"أحسست بظهور تغيير واضح، خاصة حينما كنت أخرج للشارع، و يستوقفني الناس لكي يتحدثوا معي بكل اهتمام، فضلا عن التفاعل الذي كنت ألحظه من طرف محيطي العائلي، من خلال حرصهم على التواصل معي بشأن أعمالي التي أعرضها للمتلقي، و هو ما جعلني أحرص دوما على التأثير بشكل إيجابي على الأطفال من خلال برنامج(سنابل) لكي أكون قدوة و مثالاً صالحاً يحتذى به".
ترى الإبراهيمي أن غياب فنانين مغاربة عن الساحة بعدما بصموا مسيرتهم وهم أطفال مسألة شخصية، ترتبط بالظروف والحيثيات التي جعلتهم يقتحمون هذا المجال، ومدى رغبتهم في الإستمرار من عدمه.

وتضيف الفنانة الشابة قائلة "ظهور أي موهبة فنية في سن صغيرة يكون في غالب الأمر بمساعدة يقدمها آخرون، مما يجعل عملها سهلاً بفضل وجود فريق يساهم في الإعداد والتحضير والتوجيه. لكن الأمر يختلف لاحقاً مع توالي السنوات، فالطفل المشهور يكبر ونظرته للأمور تتغير، ويفهم تدريجياً أن الفريق الذي كان يسانده لن يستمر".

درست الإبراهيمي في"الكونسرفتوار " لمدة 7 سنوات، عرفت خلالها بتأدية الأغاني الكلاسيكية، بمعية أكبر الفرق الموسيقية العربية، و شاركت فنانين مرموقين أمثال هدى سلطان، فؤاد الزبادي، البشير عبده وغيرهم من القامات الموسيقية الكبيرة، لكنها لم تتمكن من الإستمرار في الغناء بعد التحاقها ببرنامج "سنابل" الذي كان يبث بشكلٍ يومي، إضافة إلى حرصها على متابعة دراستها.

وتتابع: حالياً، أنا منفتحة على المشاريع الغنائية، لكن، ليس كمسيرة تقتصر فقط على الغناء، المسألة تبدو صعبة، خاصةً مع عملي في التمثيل والتنشيط، أطمح لتقديم أعمال خاصة بالطفل، وهي التجربة التي سبق وخضتها حينما قدمت 4 ألبومات ناجحة بالتنسيق مع وزارة التعليم.

و عن الصعوبات والعراقيل التي اعترضتها خلال مشوارها، تقول: "المسؤولية الملقاة على عاتقي كانت كبيرة، خطواتي وتصرفاتي كانت محسوبة، إضافة إلى أنني لم أكن أمارس حقوقي كطفلة بشكلٍ عادي، لم يكن المجال متاحاً للعب والإستمتاع بهذه المرحلة العمرية. فضغط العمل وضيق الوقت حالاً دون ذلك".

عبد الحفيظ الدوزي: نجاح تخطى حدود المغرب
بدأ إبن مدينة وجدة المغربية الغناء في سن الخامسة بتقديمه لأغانٍ متنوعة بمساعدة شقيقه عبد القادر الدوزي. في سنة 1993حصد لقب "أصغر مغني راي" عند مشاركته بإحدى المسابقات التي نظمتها إذاعة وجدة بمناسبة "عيد الشباب".

حققت ألبوماته أعلى المبيعات بأوروبا خاصة أغنية "ماني زعفان "و "مريامة".. وغيرها من الأغاني التي كان لها الفضل في انتزاعه الأسطوانتين الذهبية والبلاتينية سنة 2005، بالإضافة الى مجموعة من الأغاني "سينجل"مثل "أنا مغربي" ورائعة "العيون عينيا" التي تلقى بعد طرحها برقية شكر وتهنئة من طرف الملك محمد السادس، إضافة إلى اختيار بلجيكا له ليمثل الفنانين العرب خلال تنظيمها لأكبر محفل بالقارة الأوروبية لمحاربة العنصرية، والتي حضرها أكثر من 100 ألف متفرج.

نجاح الدوزي لم يقتصر فقط على إصدار ألبومات غنائية ناجحة، بل مكنه من استقطاب اهتمام كل دول العالم، مثل النمسا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا وسويسرا. وجعل اسمه واحداً من النماذج والشخصيات الناجحة التي تحرص هذه الدول على تلقين تجربتها للتلاميذ والطلبة. فقامت باعتماد سيرته الذاتية بالمقررات المدرسية.

هشام موسون: الحاضر الغائب
إستطاع أن يحصد شهرةً كبيرة في سن صغير من خلال فيلم "علي زاوا" للمخرج نبيل عيوش، والذي جسد من خلاله شخصية طفل متشرد، يعاني من الإهمال والحرمان، ليشارك لاحقاً بشخصية "عوينة" في السلسلة الكوميدية "لالة فاطمة" بأجزائه الثلاثة على القناة الثانية، ثم الشريط السينمائي "لحظة ظلام" سنة 2004.

وموسون هو ابن حي البرنوصي بالدار البيضاء. فقد والدته وهو طفل صغير. ورغم أن والده تكفل بالإعتناء به، فإن هشام فضل منذ طفولته حياة الحرية والإنطلاق، وكلفه ذلك مصادقة العديد من أبناء الشوارع، رغم أن أسرته حاولت إبعاده عن هذا المسار في العديد من المرات، إلى أن التقى بالمخرج هشام عيوش وشارك معه في شريط "علي زاوا".

والجدير بالذكر هو أن الجمهور المغربي لا يزال محتفظاً له بصورة ذلك الفتى الشقي الحاد الذكاء، رغم غيابه لسنوات عن السينما والتلفزيون باستثناء تصريحات متفرقة أدلى بها في وقتٍ سابق لوسائل إعلام، إلا أنه حالياً يشكو من معاناته من العطالة الفنية، بسبب إعراض المخرجين والمنتجين عنه.