يحتضن فضاء دار الثقافة في مدينة القصر الكبير (شمال المغرب) الدورة الأولى لمهرجان عبد السلام عامر للطرب الأصيل، يومي 15 و16 ديسمبر الحالي، من تنظيم المجلس البلدي للقصر الكبير وبتعاون مع منتدى الشمال للثقافة والتنمية.

إيلاف من الرباط: قال سمير بحاجين، مدير المهرجان في اتصال مع "إيلاف المغرب" إن "فكرة تنظيمه جاءت انطلاقًا من القيمة الفنية الكبيرة التي يشكلها الفنان الراحل عبد السلام عامر، والذي أعطى الكثير للأغنية المغربية والعربية، لكنه لم ينل الاهتمام الكافي الذي يستحقه، واختيار القصر الكبير لم يكن اعتباطيًا، خاصة أنه منحنا مجموعة من الفنانين والأدباء المتميزين، من ضمنهم عبد السلام عامر، الذي استطاع الوصول إلى مختلف أنحاء الوطن العربي، رغم العديد من الصعوبات التي اعترضت مشواره الفني، إلا أنه تمكن من إثبات وجوده بفضل عصاميته وروح التحدي والمثابرة على العمل".

إحياء الطرب الأصيل
فضلًا عن تكريم الفنان الراحل عبد السلام عامر، يرى بحاجين أن من ضمن أهداف المهرجان عمله على إحياء الطرب الأصيل عبر التركيز على مدرستي الشباب وجيل الرواد من خلال البرمجة التي يخصصها، والتي تشهد مشاركة الفنان المغربي فؤاد الزبادي والفنان الشاب محسن صلاح الدين، إضافة إلى تنظيم ندوة خاصة بعنوان "عبد السلام عامر توثيق وذاكرة" بمشاركة أساتذة وباحثين، منهم الفنان فتاح نكادي، بطل فيلم "القمر الأحمر" الذي يروي سيرة عبد السلام عامر.

سمير بحاجين مدير المهرجان

وعن مشاركة نكادي في فعاليات المهرجان، يضيف المتحدث "صحيح أنه عرف من خلال بطولته للفيلم، لكنه شخصية فنية لا يستهان بها في مجال الموسيقى المغربية، الفنانان يتشابهان في كونهما كفيفين، تمكنا رغم الصعوبات التي اعترضت طريقهما من تحدي هذه الإعاقة، والمضي قدمًا في المسيرة الفنية. تجدر الإشارة إلى أن الفنان نكادي أبدع في إنتاج مجموعة من المقطوعات الموسيقية التصويرية الخاصة بالأفلام والمسلسلات".

الموسيقى الصوفية
ويرى مدير مهرجان عبد السلام عامر للطرب الأصيل أن حضور الموسيقى الصوفية شق مهم وأساسي في فعاليات هذه التظاهرة الفنية، وهو ما يتجلى من خلال مشاركة المطرب الصوفي سعد التمسماني والفنان بدر الرامي، سلطان القدود الحلبية.

برنامج الدورة الأولى من المهرجان

ويشهد المهرجان مشاركة فرقة كورال السلام التي ترافق جميع المطربين الحاضرين، إضافة إلى حضور كل من جمال ونور الدين نجمي الكوميديا بالمغرب.

عبد السلام عامر: مشوار زاهر
ولد الموسيقار المغربي عبد السلام عامر سنة 1939 في مدينة القصر الكبير. لم يمنعه فقدانه لبصره في سن مبكرة من ممارسة الشعر والمسرح وفن التلحين بموهبته الفائقة، اعتمد أسلوب "الدندنة" في التلحين، متجاوزًا القواعد المتعارف عليها في هذه العملية.

ملصق تعريفي بالمهرجان


بدأت مواهبه في هذا المجال تظهر منذ فترة المراهقة حين كان يلحّن الأناشيد التي يؤدّيها برفقة زملاء الدراسة. وسرعان ما أخذت هذه الموهبة مسلكًا جادًا، بعدما اقتنع بقدرته على التلحين، فظهرت أولى ألحانه في نهاية الخمسينات، ولم يتجاوز بالكاد سنه العشرين من خلال أغنية "ما بان خيال حبيبي" التي سجلها أولًا لإذاعة طنجة بصوته الذي كان رخيمًا وصالحًا للغناء بشهادة الكثيرين. ثم سجل بعدها قصائد "رمضان" و"قالت لي روح".

شكل ميلاد رائعة "القمر الأحمر" للشاعر المبدع عبد الرفيع الجواهري فتحًا في مسار الأغنية المغربية، ورسخت أقدام عامر في مجال التلحين، ليكثف من تعامله الفني لاحقًا مع العديد من الأصوات المتألقة، مثل عبد الهادي بلخياط وعبد الحي الصقلي وبهيجة إدريس وسعاد محمد وإسماعيل أحمد ومحمد الحياني وغيرهم.

من أهم ألحانه: قصيدة"ميعاد" وقصيدة "الشاطئ" للشاعر مصطفى عبد الرحمن ، وقصيدة "راحلة" و"قصة الأشواق" للشاعر عبد الرفيع الجواهري.