"إيلاف" من بيروت: وسط غيابٍ لافت لدور نقابة الممثلين اللبنانين وتقاعسها عن دورها في حماية الفنانين اللبنانيين ورعاية مصالحهم، تواجه الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور منعها من دخول الأراضي السورية بقرار من نقيب الممثلين السوريين زهير رمضان لوحدها، وأيضاً بدون دعمٍ رسمي من وزارة الثقافة أو غيرها، رغم التضامن الخجول الذي اقتصر على الجسم الإعلامي والفني من زملائها اللبنانيين وسط صمتٍ فاضح للممثلين السوريين الذين يسرحون ويمرحون في الأعمال اللبنانية، فيما تنحسر أسباب المنع بين "الغيرة والمواقف السياسية"!

وعلى ما يبدو فإن القصة "ليست رمانة بل قلوب مليانة" عند بعض الممثلات السوريات اللواتي يعتبرن أنهن أحق منها بفرص العمل في المسلسلات السورية، فهي مُنعَت من الحصول على تصاريح للبدء بتصوير مسلسلها "قناديل العشاق"، قبل منعها من دخول البلاد! حيث يتردد وفقاً لتقارير إعلامية أن القصة بدأت بعد أن تقدمت بعض الممثلات السوريات بشكوى لدى نقابة الممثلين السوريين يطالبن بأحقيتهن بالأدوار في الأعمال السورية!

أما عبد النور التي تأكدت من وضع اسمها على الحدود، ومنعها من تصوير دورها في المسلسل حالياً، فكتبت تدوينة عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك" جاء فيها: "قال أنا ضد النظام، قال أنا أسأت لسوريا، قال أنا وقفت أعمال غيري وقبضت مبلغ زعج الممثلين السوريين!! معقول يطلع بكرا انو أنا عملت الحرب‬؟ ‬ بس لأن عندي مسلسل برمضان !!!".

نقيب الممثلين
نقيب الممثلين السوريين رد غاضباً على اتصال مع مجلة سيدتي، وقال: "الشام لا تمنع أحداً من زيارتها، الكل مرحّب به هنا. لا تسألوني أنا عن سيرين بل اسألوها هي. كل ممثل لديه استحقاقات عليه أن يدفعها، وكل من يخطىء بحق سوريا عليه أن يعتذر"، علماً أنه لم ينكر غضبه من زيارتها الإنسانية الى مخيم اللاجئين السوريين في لبنان وفقاً لما ذُكِر نقلاً عنه!

سما الفن
هذا وأكّدت مصادر من داخل شركة "سما الفن" المنتجة لمسلسل "قناديل العشاق" أن الشركة لديها إصرار على بطولة "عبد النور" في المسلسل الجديد، وأنها لن تستبدلها بأي فنانة أخرى، "لأنها تريد فنانة ممثلة ومغنية ولها حضور عربي"

تفاعل فني وإعلامي
وعلى ما يبدو فإن الوسط الفني اللبناني قد تفاعل مع هذه القضية كما الجسم الإعلامي حيث بدأت الأصوات ترتفع مُطالبة بمبدأ المعاملة بالمثل مع الفنانين السوريين الذين ينافسون الممثلين اللبنانيين في الأعمال التي تُصوَّر داخل الأراضي اللبنانية. وذلك عبر وسم #متضامن_مع_سيرين_عبد_النور الذي دشنه جمهورها، وأرفقه الفنانون بتغريداتهم تضامناً وأسفاً على ما يجري وسط صمتٍ فاضح من الممثلين السوريين عما يجري بحق ممثلة لبنانية. فغردت ورد الخال قائلة: "اشتغلنا كتيربأعمال سورية وتجاربنا كانت اضافة للطرفين.بتأسف من العم يصيرمع الزميلة سيرين عبدالنورشوما كانت الأسباب موقف مرفوض وبيعيننا كلنا".

وقال الإعلامي نيشان: "سيرين عبد النور تبقى نجمة من ذهب 24 قيراط".

بدوره الإعلامي جمال فياض اعتبر بتعليقٍ له عبر تويتر أن "نقيب الفنانين السوريين يفتعل مشكلة من دون أسس، وهو سيجد نفسه محرجاً أمام تبعات قراره تجاه الفنانة سيرين عبد النور، وربما يتراجع مع إعتذار!"

واعتبرت الفنانة القديرة رولا حمادة أن "يلي صار مع سيرين ما بيشبه محبة الفنانين السوريين النا ومحبتنا الن، الفن ما الو هوية".

وعلقت الفنانة باميلا الكيك: "رح إكتفي بكلمة عيب، التويتر ما بيسمحلي ب ١٠.٠٠٠ حرف".

ولقد تفاعلت صفحة النقد الفني والإجتماعي عديلة مع الموقف تضامنا مع "عبد النور"

من جهته الإعلامي هشام حداد قال أن "سيرين عبد النور بتبيض الوج وين ما حلت ... اي قرار سلبي ما بينتقص من نجوميتك و لا بغير نظرة العالم العربي الك ...".

كما تضامن العديد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين منهم بيتر سمعان وريما نجيم وغيرهم ممن أبدى امتعاضاً واستغراباً مما يجري في هذه القضية. حيث أشار البعض إلى أن "قناديل العشاق" ستنتظر مشاركة "سيرين عبد النور"

عبد النور تتعالى عن الحقد

وسط هذا الجدل المؤسف حول العنصرية التي تغزو الفن بدلاً من أن يكون أهل الفن قدوة في الإنسانية ليقدموا رسالة بناءة، لا بد من أن نسأل: هلق يعقل أن تفاعل "عبد النور مع وجع اللاجئين قد أزعج نقيب الممثلين؟ وهل يعقل أن الموقف السياسي سيحدد مصير العمل لكل الفنانيين الذين لا يؤيدون النظام السوري؟ وهل يجوز أن تدخل الغيرة الفنية بشكل سافر بين الزملاء مستغلة العنصرية تجاه الممثلين اللبنانيين؟
وفي الموضوعية، لا بد أن نسأل "عبد النور" أيضاً: "ماذا قصد "رمضان" بالمستحقات التي لم تدفعها؟ وماذا الذي قصده بقوله أنها أساءت لسوريا؟!
إلا أننا في المحصلة لا بد من أن ننوه بالموقف اللافت لإنسانية "الفنانة اللبنانية" لم تتأثر سلباً بعد منعها من دخول الأراضي السورية، فقد كتبت تدوينة عبرت فيها عن حزنها على سفك الدماء في سوريا قائلة: "عزيزتي دمشق.. لا تستحقين إيتها الرائعة أن يُسفك دم أبناءك المكللين بأوراق الغار ظلماً وعدواناً .. كنتُ أتمنى أن أكون اليوم حاضرة في مصيبتكِ أشعل شمعة في كنيسة الزيتون ..وأصلي من أجل أن يغمرك السلام.. 
لا تهتمي إيتها المنيعة .. ستبقين كما نعرفكِ ..جميلة رغم ما يطالكِ من إرهاب.. لنصلي جميعاً من أجل شهداء #سوريا الله يحميكي".


أما بعد، فالأيام القادمة ستحكم على تداعيات هذه السابقة الخطيرة التي نأمل ألا تُحدِث شرخاً بين فناني لبنان وسوريا الذين اعتادوا التعاون منذ أجيال لإغناء الأعمال الفنية المشتركة، ولا شك أنه من المعيب أن تتغلب الغيرة والعنصرية على رجاحة العقل خاصةً عند الفنانيين في موقع المسؤولية.
يبقى أننا ننتظر مواقف مشرفة من الفنانين السوريين تأكيداً على إنسانيتهم أولاً، ومن ثم رقي زمالتهم تجاه الفنانين اللبنانيين!