"إيلاف - المغرب" من الرباط: إعتادت الممثلة المغربية ثريا العلوي أن تُطل على الجمهور من خلال تقمصها للعديد من الأدوار في المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية، إلا أن ظهورها على الشاشة الصغيرة والفضية تقلص بشكلٍ كبير، جعل نشاطها الفني موضع تساؤل من طرف النقاد.

فبعد أن انحسرت عنها الأضواء في هذين المجالين الفنيين، عادت أخيراً إلى معانقة الخشبة المسرحية، بعرضٍ جديد تحت عنوان " هبال (جنون) ميمونة"،مع فرقة مسرح البيضاء، من تأليف عبد المجيد سعد الله، وإخراج جواد العلمي.


ويقف إلى جانب ثريا العلوي في هذا العمل المسرحي الجديد ممثل مسرحي معروف هو عبد اللطيف خمولي، الذي طالما أدى أدواراً نالت استحسان الجميع لقدرته الفائقة على الإنصهار في الشخصية لدرجة الذوبان فيها.

يذكر أن الإنطلاقة الفنية الأولى لثريا العلوي كانت من خلال خشبة المسرح، قبل أن تخطفها كاميرات السينما والتلفزيون. علماً بأنها من خريجات المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بمدينة الرباط.


وبدت العلوي سعيدة بالعودة إلى المسرح باعتباره بيتها العائلي الأصلي، الذي غابت عنه منذ مدة، لظروفٍ خارجة عن إرادتها، في ظل الجمود الذي كان يلقي بظله الرمادي الثقيل على هذا المجال الفني، قبل أن تدب الحركة فيه حالياً.

وخصت العلوي بالشكر مهرجان المسرح الجامعي في دورته الأخيرة بمدينة طنجة، بشمال المملكة، لكون تكريمه لها هو الذي شجعها على الرجوع إلى ممارسة عشقها القديم، المسرح.

وتنتصر مسرحية "هبال ميمونة"- التي تجري وقائعها في فضاء مستشفى للأمراض النفسية- لقضايا المرأة المغربية، وللدفاع عن حقوقها في وجه بعض الممارسات والسلوكات التي مازالت مطبوعة بالعقلية الذكورية.

وفي هذه المسرحية، التي سيتم تقديمها عبر جولة فنية تشمل مجموعة من المدن المغربية، تتقمص "العلوي" دور سيدة ألصقت بها تهمة الجنون والمرض النفسي، لصرفها عن المطالبة بحقوقها، وذلك في إحالة على ما تواجهه المرأة في حياتها اليومية من تحديات تجعلها وجهاً لوجه في مواجهة الظلم، طلباً للإنصاف، وللحق في حياةٍ كريمة، خالية من المنغصات.