أصاب قرار مسرح البولشوي الروسي الشهير الأوساط الفنية بصدمة بعد إعلانه تأجيل افتتاح أول عرض مسرحي لباليه نورييف.

وجاء القرار بعد اتهام مخرج العمل كيريل سربرينيكوف، في قضايا فساد وخضوعه للتحقيق مؤخرا حول اختلاس أموال من صندوق حكومي لتمويل الفن.

وقالت إدارة المسرح إن العرض الأول "مؤجل إلى وقت لاحق" حتى تكون الفرقة جاهزة للعرض.

وانتقد مؤيدو سربرينيكوف الإجراءات التي اتخذتها السلطات ضده، مشيرين إلى أن وراءها دوافع سياسية.

وكتبت الناقدة الفنية تاتيانا كوزنتسوفا في صحيفة كوميرسانت، أن الجميع كان ينتظر هذا العرض باعتباره "الحدث الرئيسي لموسم الباليه الروسي وربما في العالم أجمع".

وذكرت وجود شائعات حول هذا العمل وأنه يتناول شخصيات عامة مازالت على قيد الحياة.

ويتحدث العمل عن قصة حياة راقص الباليه الروسي رودلف نورييف، والذي كان من أوائل الفنانين الروس الذين انشقوا في الاتحاد السوفيتي وفروا إلى الغرب، إبان الحرب الباردة.

وعرف المخرج المسرحي سربرينيكوف بانتقاده للسلطات الروسية ورقابتها الزائدة على الفنون.

وداهمت السلطات، قبل شهرين، شقته وكذلك مقر عمله في المسرح الذي يديره كجزء من التحقيقات في اختلاس مالي.

نورييف
BBC
الراقص نورييف كان أول فنان سوفيتي ينشق ويهرب إلى الغرب عام 1961

وألقت السلطات القبض على المحاسب والمدير السابق للشركة التي أسسها.

شكوى للرئيس

وقدم المدير العام لمسرح البولشوي فلاديمير يورين، شكوى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضد الطريقة التي تجري بها التحقيقات.

وأعلن البولشوي على موقعه الرسمي أنه جرى تأجيل عرض باليهنورييف وسيعرض بدلا منه دون كويكسوت، الأسبوع المقبل، وأنه يمكن الدخول بتذاكر الحفل الملغى.

وكان الراقص نورييف قد فر إلى الغرب عام 1961، ليفتح الباب لهروب فنانين أخرين من الاتحاد السوفيتي، وعمل في باليه رويال بالعاصمة البريطانية لندن، كما أدار باليه أوبرا باريس، وتوفى عن 54 عاما بسبب مرض الإيدز.