قالت لـ“إيلاف المغرب“ إنها تغني لجميع المغاربة عربا وأمازيغا

«إيلاف» من الرباط: بمظهر فني مغاير، وإيقاع شبابي، ومن خلال مزيج موسيقي حديث، لفتت المطربة الأمازيغية المغربية عائشة تاشنويت انتباه المستمعين والمشاهدين الذين فوجئوا بشكلها الجديد الذي ظهرت به في شريط الفيديو الجديد المعنون بـ" واش كتفهم العربية؟"، (هل تفهم اللغة العربية؟)، تتحدث فيه بلسان عاشقة غاضبة من رفيقها، وتدعوه إلى الابتعاد عنها.

وعبرت تشنويت عن سعادتها بنسبة المشاهدة التي حققها شريط الفيديو، منذ أن طرحته عبر قناة "اليوتوب"، والتي تتزايد يوما بعد يوم، من طرف الجمهور الذي اعتاد رؤيتها وهي ترقص على إيقاعالموسيقى الأمازيغية، ولم يألف سماعها وهي تغني بالدارجة المغربية.

مطلوبة لدى الجميع

وفي حديث مباشر لها مع موقع "إيلاف المغرب"، قالت تاشنويت، التي بدأت الغناء منذ سنة 1994، إنها تحس بكونها مطلوبة لدى الجميع، عربا وأمازيغ، وهي لاتغني لفئة دون أخرى.

وأضافت أن حب الجمهور لها، وتجاوبه معها في جميع الحفلات والسهرات الفنية من طنجة، في شمال المملكة، إلى الكويرة في الصحراء المغربية،هو الذي دفعها إلى إنتاج أغنية " واش كتفهم العربية؟"كنوع من التعبير عن الحب المتبادل مع كل الفئات.

ونفت أن يكون الدافع إلى تسجيل هذه الأغنية التي أثارت نوعا من الجدل حولها، البحث عن فئة أخرى من الناس لتوسيع قاعدتها الشعبية، مؤكدة أنها منفتحة على الجميع من دون استثناء، وأن هذه ليستهي أول قطعة لها بالعربية، إذ سبق لها أن أنشدت أغنية أعطاها لها الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، بعنوان " واش عجباتك البنية؟" (هل أعجبتك البنت؟).

المرأة الصينية

وبخصوص الشكل والمضمون المسيطر على شريط الفيديو لأغنيتها الجديدة، سجلت أنه يتضمن من خلال الرموز والمظاهر التي يحتوي عليها، مثل الجلباب والخنجر الأمازيغي، والسيجار، مجموعة منالرسائل، ضمنها ضرورة التمسك بالجذور الأصلية، والحفاظ على الهوية والثقافة الأمازيغية والتراث المغربي، وعدم الانسياق وراء التيارات القادمة من الخارج،"حتى لايجرفنا التيار".

واوضحت الفنانة المغربية أن لقب "تاشنويت"، ويعني المرأة الصينية، أطلق عليها نسبة إلى ملامحها وعيونها الصغيرة،التي تشبه الصينيين، وهي من مواليد الجرف على مقربة من مدينة أنزكان(جنوبالمغرب).

ويقول عنها بعض معارفها وزملائها الفنانين، ممن يتعاونون معها، إنها جدية فعلا مثل الصينيين، ويحتل العمل لديها مكانة خاصة، في احترام تام لمواعيدها والتزاماتها.

الطفلة اليتيمة

وتؤكد تاشنويت أن كل ما وصلت إليه من انتشار فني ونجاح جماهيري يعود إلى حرصها على الجدية والاجتهاد في العمل، والإخلاص للرسالة الفنية، التي اعتبرتها بأنها "رسالة نبيلة"،يتعين تقديرهاواحترامها.

وتعترف تاشنويت أنها عاشت طفولة صعبة، وأن طريق الفن بالنسبة لها لم يكن سهلا، وخاصة في خطواتها الأولى، قبل أن تحقق ذاتها كفنانة لها مكانتها في المشهد الفني الأمازيغي في المغرب.

واستلهاما من واقع تجربتها، قالت تاشنويت ل"إيلاف المغرب"إنها غنت بقلب مجروح عن الطفلة اليتيمة، داعية إلى الانتباه إلى هذه الفئة الاجتماعية التي تحتاج إلى الرعاية الاجتماعية والتنشئة الصالحة.

مدرسة الحياة

ورغم أن تاشنويت تصف نفسها بأنها أمية، فإنها تعلمت في "مدرسة الحياة"، وكان الزمن هو مدرسها ومربيها، إلى أن تمكنت من أن تفرض نفسها كفنانة في أداء الرقص الاستعراضي بطريقتهاالخاصة،الشيء الذي أكسبها شهرة كبيرة، قادتها إلى المشاركة في 24 سهرة فنية في اليابان،إضافة إلى أنشطة أخرى في تايلند والصين.

وتاشنويت معجبة بالأفلام السينمائية الهندية واليابانية،لدرجة التأثر بها، وكثيرا ما استلهمت رقصاتها من "بروس لي"، نجم أفلام الحركة، ويتجلى ذلك في إشارات يديها، وتعبيرات ملامحها، وتموجاتجسدها، انسجاما مع الموسيقى.

ولأن الرقص الاستعراضي الذي تمارسه تاشنويت،مرتبط بالسن، ويقتضي التوفر على الخفة والرشاقة واللياقة البدنية، فهي ترى أن هذه هي سنة الحياة، وأن وصولها إلى مرحلة معينة من عمرها، يفرضعليها ضرورة الاعتزال، إلا أنها تحس أنه مازال لديها الكثير مما تعطيه فنيا، وأن لديها طموحات لم تحققها بعد، وتأمل أن لا يحرمها الله من تحقيق أمنيتها في المستقبل مثل أداء مناسك الحج.

شريط فيديو الفنانة الأمازيغية المغربية عائشة تاشنويت:" واش كتفهم العربية؟"