"إيلاف" من بيروت: ضجت المواقع الإخبارية بخبر انفصال النجمة جانيت جاكسون عن زوجها الملياردير القطري "وسام المناع"، لكنّ أحداً لم يتحدث بأسباب الإنفصال. والحقيقة هي أن هذا الزواج كان محكوماً بالإنتهاء منذ بداية العلاقة بينهما لعدة أسباب أهمها ثقافتهما وتربيتهما المختلفة جداً، إلى جانب هوس المناع الكبير بخصوصية العلاقة، إضافةً الى انتشار الأخبار حول اعتناقها الإسلام لاسترضائه، فيما برزت مؤخراً مشكلة نظرته الصارمة حول تربية ابنهما "عيسى" المولود حديثاً.

الجدير ذكره هو أن الوالدين قد اتفقا على بقائه في لندن مع والدته، فيما عاد "المناع إلى مشاريعه التجارية بين نيويورك وقطر. حيث أنهما كلاهما منشغلان. وفي حين تُصر "جانيت" على أن تكون الأم العملية، يمتلك المناع وجهة نظر صارمة حول مفهوم التربية، الأمر الذي اوصلهما للطلاق مع اتفاقهما على رعاية جيدة للطفل، رغم أن مشاكلهما ازدادت سوءاً منذ ولادته بسبب التناقض بينهما على أسلوب تنشئته. مع الإشارة إلى أن صور المولود لم تُنشَر بعد، فيما لم تظهر والدته للإعلام بعد ولادته، واختفى والده عن الأنظار.

وهناك سبب آخر يركز عليه البعض. وهو أن "جانيت" شعرت أنها أصبحت تحت سيطرة زوجها بشكلٍ كبير خلال فترة الحمل". فلقد سمحت له بالفعل أن يملي عليها مظهرها وحتى الطريقة التي تؤدي فيها أعمالها في استعراضها على المسرح في الحفلات الموسيقية. بحيث انتبهت أنها ستفقد قاعدتها من المعجبين في حال استمرت على هذا النحو من الأداء. خاصةً بعد أن ألغت جولتها العالمية.

ولكن يبدو أن القشة الأخيرة التي كسرت هذه العلاقة، جاءت عندما اضطرت والدة جانيت البالغة من العمر 86 عاماً للعودة إلى لوس أنجلوس بعد إقامة دامت شهرين مع الزوجين. فكاثرين والدة "جاكسون" عانت كثيراً من عائلتها، حيث أنها متورطة في قضية محكمة غير سارة ضد ابن أختها والسائق السابق، ترينت، التي تدعي أنهما كانا يتجسسان عليها بكاميراتٍ خفية في منزلها. علماً أنها جاءت إلى إنجلترا في فبراير لمقابلة حفيدها الجديد، ولتتخطى حملة الاعتداء التي تدعي أنها تعرضت لها. وهي عادت إلى لوس أنجلوس عندما أمرها القاضي بالظهور كشاهد في القضية. إلا أن "جاكسون" المقربة جداً من والدتها، كانت سعيدة بعلاقة المولود الجديد مع جدته، ولكن، على ما يبدو، قلة الإهتمام القاسية من "وسام" قد كسرت العلاقة بين الثنائي الذي يعاني الضغوطات والمشاكل المتراكمة منذ البداية.


نشأة العلاقة
ولا بد من العودة في مسار علاقتهما غير التقليدية إلى البداية. فهما قد اجتمعا في صيف العام 2010 بحفل افتتاح فندق جديد في دبي. وعلى الرغم من معرفة "المناع" الكبيرة للدائرة الاجتماعية في الشرق الأوسط وتواصله مع كبار الشخصيات، إلا أنه عُرِفَ بجدية مواقفه وقراراته. وكان مشهوراً بالتزامه لمبادئه الدينية وعمله التجاري. علماً أنه ولد في قطر لعائلة غنية، انتقل إلى لندن في سن الثانية، حيث نشأ وانضم شاباً إلى الشركة العائلية، المناع، التي تمثل شركات الأزياء الكبرى بما في ذلك "دولتشي آند غابانا وأمبوريو أرماني." لكنه على الرغم من كونه الآن رجل أعمال عالميًا رائدًا في مجاله، فهو نادراً ما يعطي مقابلات، بل هو في الحقيقة لا يحب الظهور ويعارض وسائل الإعلام الإجتماعية، ويقول إنه يقضي وقت فراغه بالتمعن في التحف والقراءة.

لكن، رغم كل ذلك، فإنه بعيون "جانيت"، كان هو الرجل الذي تنتظره، فذهبت بعيداً في علاقتها معه. حيث قالت في العام 2011: "أنا أتقدم في السن وأشعر أنني أكثر استقراراً معه. لدينا رابطة عميقة، واتصال عميق ". ولا شك أنها وجدت به رجلاً مختلفاً بالتأكيد عن زوجيها السابقين المغني جيمس ديبارج، والمخرج المكسيكي المولد، رينيه إليزوندو. ولا بد أنها توقعت أن الأمور بينهما ستسير بطريقةٍ مختلفة. وفيما أعلنا عن خطوبتهما، تزوجا سراً بحفلٍ هادئ. فيما نشر هو قصيدةً لها على موقعه على الإنترنت معلناً أنها سيدة أحلامه. وشكرها "على الحب الإلهي الخاص به، ودعمها الأبدي له كما أعلنها أفضل صديق له".

لكن، مع ذلك لم يمضِ وقت طويل قبل أن تظهر الشقوق في علاقتهما. فالمصادر المقربة منهما تقول إن عائلة النجمة العالمية لم تتفق مع زوجها، بل أعربت عن مخاوفها في بداية ارتباطها به. فيما بقيت أختها، لا تويا، خارج الحلقة في قصة ارتباطها به، وصرحت لاحقاً: "لم أكن أعرف أن جان تزوجت حتى سمعت عن ذلك من خلال وسائل الإعلام." ويتردد أيضاً أنها كانت تريد عقد حفل زفاف فخم من فئة الخمس نجوم مع الأصدقاء والعائلة الحاضرين، ولكنه أراد زفافاً بسيطاً تماشياً مع طبيعته المحافظة.


تغيير لافت:
لقد كانت صورهما في بداية العلاقة تُظهر الرومانسية بعناقهما وابتسامتهما وانخراطهما معاً في الأماكن العامة، لكن، كل هذه المظاهر بدأت تتضاءل في الفترة الأخيرة. في حين نُقِلَ عن "جاكسون" أنها لا ترتدي خاتم زواجها - ظاهرياً لأنها كانت مرتعبة جداً من فقدان الماسة الضخمة، فأرادت وضعها في خزنة. لكن، اللمحات العاطفية بينهما قد توقفت واختفت عادة تشابك الأيدي بينهما.


تراجع فني:
وكان أداء "جاكسون" قد تراجع على خشبة المسرح بشكلٍ ملحوظ. فهي في العام 2014، وفي جولة "Rhythm Nation"، كانت ترتدي ملابس طويلة الأكمام، وفضفاضة في تغييرٍ جذري لإطلالتها التي رفضت فيها تأدية الرقص كما عهدها الجمهور. كما لوحِظَ أنها حذفت أي ذكر للفظة "الجنس" وكل الإيحاءات من ألبومها الذي قدمته Unbreakable في العام 2015. حيث قام أحد المعجبين بها بتصميم ملصقات ساخرة تحمل عبارة "شخص مفقود" التي طبعها على وجه جانيت متسائلاً عما حدث لأداء نجمته وما سبب غيابها. علماً أنها ألغت جولتها البريطانية والأوروبية في العام 2016 قبل أيامٍ قليلة من موعدها، معلنة أنها ستؤجل أداءها إلى أجلٍ غير مسمى، مشيرةً إلى أنها تخطط لبناء عائلتها بهدوء مع وسام المناع، ثم أعلنت خبر حملها منه بعد فترةٍ قصيرة.

التحوّل الديني
واللافت أنها استبدلت كلمتها المصنفة "X" التي تعني المعانقة لوداع أصدقائها بكلمة "(إنشاء الله- God Willing" في نهاية كل عرض، وحتى ظهرت الكلمة العربية في جوقة أحد أغانيها. كما أنها باتت تختتم رسائلها إلى المعجبين على حسابها الرسمي على "تويتر" بعبارة 'الحمدلله التي تعني "Praise to God"'، بعدما كانت تقول "سأفتقدكم يا رفاق".


من جهتها، لم تؤكد أبداً ولم تنكر تحولها المفترض إلى الإسلام، ولكن الأصدقاء يقولون إنها بدأت تغمر نفسها في النصوص الإسلامية في وقتٍ مبكر جداً في علاقتها بالمناع. وفي زياراتها لأسرته في قطر، حيث كانت تنزع عن وجهها مكياجها وتغطي شعرها بارتداء ملابس الإسلام التقليدية. فيما يقول أحد أصدقائها: "إنها تشعر وكأنها وجدت منزلاً جديداً مع دينها الجديد. لقد أمضت وقتاً طويلاً من الوقت في دراستها. فأيام الرقص المبهرج وكلمات الإيحاءات الجنسية قد اختفت من نصوص أغنياتها".

والجدير ذكره هنا أن التحول الديني لم يكن مفهوماً جديداً عليها وعلى عائلتها. فبعد أن تمت تربيتها كـ"شهود يهوه"، فإن شقيقها الأكبر جيرمين قد اعتنق الإسلام في العام 1989، وهناك شائعات تقول إن النجم العالمي الراحل مايكل جاكسون قد اعتنق الإسلام أيضاً قبل وفاته بفترةٍ قصيرة في العام 2009.

شرارة النجومية
وعليه، يمكن القول إن ديانة زوجها لم تكن سبباً لابتعادها عنه، بل انطواؤه على ذاته وتمسكه بالخصوصية، إضافةً إلى انكماش شعبيتها، فبدأت كل هذه الأمور مجتمعة بدفع جانيت بعيداً عنه. علماً أنها استقرت في لندن لاسترضائه رغم أن لديهما أيضاً منزلاً في الدوحة وقطر وشقة في برج ترامب في نيويورك. لكنها استاءت أيضاً من رفضه لمقابلة عائلتها وأصدقائها ومن محاولاته المستمرة لإبقائها بعيدة عن أعين الجمهور.

 

وعلى الرغم من حرصها على التراجع عن دائرة الضوء، يجب ألا ننسى أن جانيت هي المرأة التي أطلت عارية الصدر على غلاف مجلة "رولينغ ستون" وأصبحت أكثر النساء بحثاً على الإنترنت بعد ظهور حلمة صدرها في "2004 Super Bowl"، وهي لا تريد انكماش شعبيتها في مجتمعها الفني ومهنتها التي صنعت فيها ثروة تُقدَّر بـ120 مليون يورو.

 

حلم الأمومة
ثمرة هذه العلاقة هو "عيسى" الطفل الذي يعني اسمه "إله الخلاص" باللغةِ العربية. ولقد كان "المناع" يأمل فيه أن ولادته ستساعدهما على تجاوز الشقوق المتعمقة في علاقتهما. خاصةً أن "جانيت" كانت تريد طفلاً، ولقد صرّحت في إحدى المقابلات في العام 2011: "الجميع يقول ستكونين أماً عظيمة. وذلك لأنني أهتم جداً بالآخرين. ونلت الرعاية من المقربين، ما يجعلني قادرة على لعب دور الأمومة على أكمل وجه". لكن مسألة إنجابها للطفل في سن الـ50 جعلها أكبر أم بين المشاهير في العالم. فالأمر لم يكن سهلاً، والخبراء يشتبهون بأنها قد تكون استخدمت تقنية IVF(التلقيح الإصطناعي) أو البيوض المانحة في حال لم تكن قد جمدت بويضاتها الخاصة مسبقاً.


لا شك أن بعضهم سيقول إن "جاكسون" قد ارتبطت به فقط لإنجاب طفل. وبوصول "عيسى" قد قررت أن تفك زواجها منه. فقد تساءل البعض: هل صمدت في علاقتهما فقط حتى تتمكن من تحقيق حلمها في الأمومة؟ وأشار آخرون إلى الشائعات التي تقول بوجود اتفاق ما قبل الزواج بينهما يلزم المناع بدفع 400 مليون جنيه استرليني لـ"جانيت" إذا انتهى الزواج بعد خمس سنوات من وقوعه. فيما لم يقدم أي من الطرفين طلباً للطلاق حتى الآن، رغم أنه مرّ ما يقارب خمس سنوات. ومع خروج المناع من دائرة الصورة بعلاقتهما الآن، هناك من يقول إنها اختارت التوقيت المناسب للإنفصال عنه بعد ولادة الطفل بسبب فشلهما في ترتيب العلاقة الزوجية بينهما.

في المحصلة، مهما كانت الحقيقة وأسباب تفكك هذا الإرتباط، فإن محبي "جانيت" يتساءلون إن كانت ستعود إلى "جانيت النجمة" التي يعرفونها ويحبونها. والأهم، هي أنها رغم بعدها عن دائرة الضوء لم تفقد نجوميتها، فألبومها الأخير Unbreakable جاء في المرتبة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية (U.S. charts at No 1).