"إيلاف" من القاهرة: تعرّض الفنان عادل أدهم لموقفٍ صعب من الفنان أنور وجدي تسبب بتأخير اقتحامه لمجال التمثيل لسنواتٍ طويلة رغم الموهبة المميزة التي تمتع بها وجعلته واحداً من أهم الممثلين في السينما المصرية.
وفي التفاصيل، لقد كان عادل أدهم الذي ولد وعاش في الإسكندرية قد تعرّف على السيناريست محمد عثمان الذي قام بتقديمه للمخرج علي رضا وأسند له الدور بسبب رشاقته ومهاراته. وهو مشهد صغير في فيلم "ليلى بنت الفقراء". حيث أنه ظهر خلاله كراقص جمباز وهي الرياضة التي كان يمارسها آنذاك.


وخلال تواجده في القاهرة لتصوير مشهده في الفيلم، فكر في الذهاب إلى الفنان أنور وجدي الذي كان يعتبر آنذاك بأوائل الخمسينات أحد أهم نجوم السينما ومخرج ومنتج بالوقت نفسه. ولقد حصل على عنوان مكتبه من السيدة التي كان يقيم لديها في "اللوكندة" بالقرب من محطة رمسيس التي كان يستقل منها القطار إلى الإسكندرية.
وحين ذهب إلى مكتب "وجدي" والحماس يملؤه، انتظره حتى آخر اليوم لينتهى من مواعيده المحددة سلفاً. ودخل عليه المكتب. ولكن، حين شاهده "وجدي" وسمع منه أنه يرغب بالتمثيل برفقته، صرخ في وجهه قائلاً: "هو كل واحد شكله حلو ولعب رياضة وعامل شعره ايه يفتكر انه ممكن يبقي ممثل كويس. روح يا شاطر مثل قدام المراية في البيت، مش معقولة كل يوم واحد يجي يقولي الكلمتين دول"، وذلك حسبما ذكر عادل أدهم في روايات عدة تناولت قصة حياته.

إلا أن هذا الرد الحاد، كان له وقعاً قاسياً على مسمع "أدهم". ولقد تسبب بدخوله بفترة اكتئاب. فعاد إلى الإسكندرية واتخذ قراره في تلك الفترة بالإبتعاد عن التمثيل والتركيز في دراسته حيث باشر بعد انتهاء دراسته العمل في التجارة بالإسكندرية وكذلك في بورصة القطن حتى أعادته الظروف للتمثيل صدفةً بعد نحو 15 سنة من هذا الموقف عبر فيلم "هل انا مجنونة" مع المخرج أحمد ضياء. وللحديث عن "أدهم" صلة في محطات لاحقة.