"إيلاف" من بيروت: يحاول منظمو مهرجان جوائز السينما اللبنانية LMAS أن يضيئوا الشمعة في ظلمة السينما اللبنانية منذ خمسة سنوات خلت بحدثٍ سنوي يضيء على جهود صنّاع الأفلام الذين يفتقدون غالباً للتمويل الرسمي ويعتمدون على إنتاج القطاع الخاص الذي لم ينهض جدياً من تحت ركام الحرب التي دمرت مقومات الفنون على المدى البعيد. خاصةً بوجود الطقم السياسي الحاكم بكيدية متراكمة على حساب الإبداع، والذي يتوارث سياسة إهمال القطاع الفني، وكأنه شأن ثانوي بدلاً من اعتباره رافعة للمجتمع ومرآة للشعوب.

فالسينمائيون اللبنانيون الذين يعملون في الغالب في انتظار مشاركة أعمالهم بمهرجانت عربية ودولية، يشعرون بالفرح أقله لوقوفهم على منصة تكريم لبنانية رغم غياب القطاع الرسمي عن هذا الحدث الذي أقيم بدورته الخامسة بتنظيم شركة أوروميديا وبحضور فني لبناني مع وجوه عربية أطلت على سجادته الحمراء في كازينو لبنان.

مشاركة الفيلم اللبناني The insult في مهرجان الأوسكار كانت الحدث الأبرز، والحديث عن أهمية مشاركة فيلم "كفرناحوم" لنادين لبكي في مهرجان كان، حضر بقوة. أما التحديات السينمائية بمواجهة الإنترنت مع بروز المنصات الإلكترونية مثل Netflix، وحاجات السينما اللبنانية والعربية بشكلٍ خاص، فكان موضوع حوار ونقاش مع تركيز غالبية السينمائيين على أن العنصر الأهم لبناء فيلم جيد هو النص والقصة الجاذبة.
كاميرا "إيلاف" كانت حاضرة بين النجوم وشاهدة على نمو الأمل بمستقبل سينمائي أفضل. والمزيد من المواقف نستعرضها بمقتطفات مصوّرة في رابط الفيديو التالي:


وفي التفاصيل، فقد انطلق الحدث باستقبالٍ منظم من قبل iProm agency التي واكبت وصول النجوم الذين حضروا للاحتفاء بأفضل المواهب والإنجازات في الأفلام التي عُرِضَت في العام السابق 2017.

إنطلق الحفل على مسرح الكازينو بكلمة مؤسس المهرجان السيد إيميليو عيد الذي عبّر عن سعادته بتطور السينما اللبنانية عاماً بعد عام، وأكد أن السهرة ستكون مميزة وفنية بإمتياز تماماً كالأفلام التي ستكرّم خلاله. وشكر الحضور الذين يساهمون باستمرارية المهرجان عبر السنوات، خاصاً بالذكر شريكه السيد طوني كنعان، والسيد فادي راعي مزوّد الشاشات.

افتتح الحفل برقصة لاتينية وتخلله وصلة غنائية لـ "أنطوني توما". ثم عُرِضَ فيديو عن الأفلام المنافسة ضمن المسابقة، وسُلِّمَت الجوائز للرابحين في صالة سينما بسهرة قصيرة، اتسمت بالبساطة بعيداً عن رتابة المشهد المعتاد لسهرات توزيع الجوائز أمام موائد الطعام، والتي تستغرق وقتاً طويلاً. الأمر الذي أعطى الحدث طابعا عملياً بعيداً عن أرستقراطية الأحداث، خاصةً أن إطلالة معظم المكرّمات العاملات في قطاع السينما قد تميّزت بملابس بسيطة وتسريحات طبيعية!

أما الجوائز، فتوزعت على الشكل التالي:
- أفضل صورة متحركة وأفضل طاقم عمل للفيلم اللبناني: قضية ٢٣ The Insult
- أفضل إخراج: فاتش بولغوريت ‏Vatche Boulghourjian 
- أفضل كاتب للفيلم اللبناني قضية ٢٣ "زياد دويري، جويل توما"
- أفضل مونتاج : برونو لافيفر Bruno Lefevre 
- أفضل تصوير سينمائي موريل ابولوروس Muriel Aboulrouss wrinkles 
- أفضل موسيقى تصويرية للفيلم اللبناني محبس "زياد بطرس"
- أفضل تصميم صوت لبتريس ويك Beatrice Wick - Go Home
- أفضل إنتاج لفيلم قضية ٢٣ حسين بيضون ‏Hussein Baydoun - The Insult 
- أفضل تنسيق ألوان باتريس حرب عن فيبم محبس ولارا خميس عن فيلم قضية ٢٣.

هذا وتم تكريم رئيس مجلس ادارة كازينو لبنان السيد رولان خوري الذي تزامن الحفل مع مرور سنة لتبوئه المركز. وبرزت على المسرح مواقف عفوية ومؤثرة بكلمات الشكر القصيرة. حيث كان لافتاً تضامن النجوم الفنانين مع قضية السينما اللبنانية التي يتطلعون لدعمها من المجلس النيابي المقبل والحكومة القادمة، آملين بتغيير السياسة الفنية في لبنان.