"إيلاف" من بيروت: فرض مسلسل الهيبة هيبته منذ انطلاقة الجزء الأول من العمل في شهر رمضان من العام الماضي، حين أُسدِلَ الستار على حلقاته واختتم مرفقا بوعود أسعدت الكثيرين بانطلاقة العمل على الجزء الثاني منه، والذي حمل عنوان "الهيبة- العودة".
لكن المُشاهد لم يفهم تفاصيل التسمية الجديدة قبل انطلاقة العرض للحلقات التي عادت لزمن سابق ولأحداثٍ وقعت قبل الجزء الأول. والمفاجأة كانت بدموية المشاهد والرعب الذي انتشر بالمواجهات المسلحة التي حركت حفيظة المحامين وأهالي منطقة بعلبك رفضاً لارتباط وقائع المسلسل ببيئتهم.
آنذاك انقسمت الآراء بين مؤيد للدعوة وآخر يرفضها باعتباره عملا فنياً لا علاقة له بالواقع. فيما أثنى البعض على طريقة التصوير والإخراج المتقن للمشاهد رغم قسوتها على عين المشاهد. ولقد استمر العمل بتقديم مواجهاته القاسية مع تسلسل الأحداث في خضم الحركات المافيوية، إلى جانب الثأر والدم. وعليه، ربما باتت الأعمال الرمضانية على شاكلته تحتاج لتصنيفٍ عمري محدد، أو لتحذيرٍ مسبق من قسوة المشاهد قبل عرضها!

أبطال الهيبة يفرضون هيبتهم بكل مشهد ويتقنون الأداء بلا أدنى شك. ولنجوم هذا العمل وزنهم حتى يكاد المرء لا يفرّق بين نجم ومشارك بدور ذات مساحة صغيرة رغم تميّز بعض الادوار التي يقدمها كل من تيم حسن ورفيق علي أحمد ومنى واصف وعبدو شاهين، وحديثاً نيكول سابا بشخصيتها الجديدة، وغيرهم من النجوم الذين يلمعون بأحداثة المتتابعة.
إلا أن هذا العمل، الذي نجح مخرجه سامر البرقاوي بتقديم مشاهده بطريقة مشابهة للأعمال الهوليودية، وبعد تفاعل الجمهور الإيجابي معه لفتراتٍ طويلة، يبدو أنه وقع بسقطة إخراج أدخلت متابعيه بنوبة تعليقات ساخرة طالت "مشهد المدفع" الذي دخل به "جبل" إلى مكتب "أبو سلمى" حاملاً المدفع الأخضر الكبير على كتفه ليهدِّده في حال كرَّر محاولته بتهريب السلاح من دون علمه.
الأمر الذي استولد تعليقات أثبتت أن وقع المشهد على المشاهدين كان أقرب الى الخيال من الواقع، وأضحك المشاهدين أكثر مما أقنعهم. حيث اعتبر البعض أنه صُوِّر بروحية بوليوود والسينما الهندية البعيدة عن الواقعية. فيما وصف البعض بطله بصورة البطل الكرتوني الضخم "غراندايزر"، وفيما تساءل البعض هل يعقل أن تُستخدم هذه الاسلحة في حرب العصابات، قال أحدهم حتى الديناصور لا يمكن مواجهته بهكذا مدفع!
المزيد بالتعليقات المرفقة فيما يلي من التدوينات الساخرة: