"إيلاف" من بيروت: أمتع الفنان اللبناني زياد الرحباني جمهور "مهرجان بيت الدين" على مدار يومين بأعمالٍ جديدة أطل بها بعد غيابه لسنتين عن الأضواء. حيث قدّم في قصر الأمير بشير الشهابي التاريخي في هذه البلدة الجبلية العريقة بقضاء الشوف، برنامجاً بعنوان "ع بيت الدين" أمام حضور قارب العشرة آلاف شخصاً، تضمن باقةً من الأغاني والمقطوعات الموسيقية و"الاسكتشات" الحوارية، التي ضمنّها كعادته عدة لطشات سياسية منتقداً أداء أهل الحكم وأيضاً جماعة الحراك المدني، فيما ردد ساخراً عبارة "ممنوع السياسة".

غصت المدرجات بالحضور، يتقدمها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وجمع من الفاعليات السياسية والاعلامية والفنية والاجتماعية والوجوه المعروفة. وفيما نفذت بطاقات الحفل، اعتلى محبوه الشرفات ولجأوا إلى المطلات الطبيعية وسطوح المنازل القريبة، ليشاهدوا العرض الغنيّ الذي استهله بأغنية "العدالة" برفقة الكورال ومجموعة كبيرة من العازفين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية.

وتابع بتقديم أوائل أعماله من ألبوم "قداس الخبز" مقدما "أمرك سيدنا" و"سيّدي أعطنا من هذا الخبز". ثم عزفت الفرقة الموسيقية المقدّمة الأولى لمسرحيتي الأخوين الرحباني "ميس الريم"، و"صح النوم" التي اشتهرت في العام 1971، وتم تقديمها مجدداً في العام 2006 في بيروت، و2008 في دمشق بمشاركة والدته السيدة فيروز. فيما قدمت المغنية السورية منال سمعا أغنية منها وهي "على البير المهجور"،وأغنية جديدة له بعنوان "ليك". علماً أنه عرّج على أعمال مسرحيته "شيء فاشل".

ولقد قدم الكورال المرافق له عدة أغان من أرشيف "فيروز"، منها من كلماته وألحانه وهي "مش كاين هيك تكون"، "لا والله" و"اشتقت لك"، وقدموا أيضاً أغنية "خليك بالبيت" من ألحانه وكلمات جوزيف حرب، و"باكتب اسمك يا حبيبي" من كلمات وألحان الأخوين رحباني.

وختم الرحباني الجزء الأول من الأمسية بنشيد جديد بعنوان "تجار المال هربوا"، أهداه إلى مقاومي الحرب الإسرائيلية على لبنان، التي تزامن الحفل الموسيقي مع ذكراها الثانية عشرة، وقال أن السيدة فيرزو ستؤدي هذا النشيد قريبا.

وشارك في القسم الثاني من الأمسية الأولى الفنان المصري حازم شاهين، أحد مؤسسي فرقة "اسكندريلا"، الذي قدّم أغنية "شو هالإيام اللي وصلنا لها" من كلمات وألحان زياد. وأغنية جديدة بعنوان "أمريكا مين". ثم اختتم الأمسية بإنشاد أغنية "بيّي راح مع العسكر" للأخوين رحباني من مسرحية "أيام فخر الدين"، وعلّق واصفاً هذه الأغنية بالأنشودة التي تحوّلت إلى نشيد بسبب ارتباطها بالأمير فخر الدين" مؤسس الإمارة المعنية في لبنان مابين عامي 1590- 1697.

نورا جنبلاط
من جهتها، مديرة المهرجان السيدة نورا جنبلاط، رأت في تصريحاتها الصحافية أن "مهرجانات بيت الدين هي موقع زياد الطبيعي". وفيما ذكّرت باستقباله في أوائل الألفية الثانية مع والدته السيدة فيروز، وصفته بـ"الفنان المبدع"، مشيرةً إلى أنه يقدّم عرضاً مميزاً. واعتبرت أن الحدث في برنامج هذه السنة هو عودته إلى الساحة الفنية بهذا العرض الضخم الذي يقدمه مع أكثر من مئة فنان وموسيقي وتقني يقدمون نسيجا يمزج بين أعمال الرحابنة الخالدة وجديده".

يُذكر أن مهرجانات بيت الدين ستستمر حتى 11 أغسطس المقبل. حيث سيكون رواده على موعد مع عرض الفلامنكو بعنوان "عرس الدم" لمسرح أنطونيو جاديس من إسبانيا يومي 19 و20 يوليو. فيما سيُطل الفنان العراقي كاظم الساهر مجدداً على مسرحه ليُحيي حفلين في 27 و28 من الجاري.