"إيلاف" من بيروت: توفيت الْيَوْم الفنانة والناشطة السورية المعارضة مي سكاف في باريس، فيما ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بمواقفها، وانتشرت آخر تدوينة كتبتها عن بلدها الأم. ولقد عُرِفَت سكاف، وهي من مواليد13 أبريل من العام 1969، كفنانة. لكنها كانت من أوائل المناصرات للثورة السورية وضد نظام الرئيس بشار الأسد. حيث غادرت الأراضي السورية الى فرنسا بعد مضايقاتٍ من النظام إثر إعلانها الوقوف مع الثورة، بُعيد اعتقالها لفترة.

ولقد تضاربت الآراء على صفحات السوريين والعرب المتأثرين بمواقفها على "فيسبوك" ومواقع التواصل الإجتماعي. حيث اعتبر مريدو النظام أنها لاقت الجزاء بوفاتها باعتبارها تناضل ضد نظام بلدها. بينما رثاها وأشاد بمواقفها مؤيدو المعارضة السورية الذين تحدثوا عن رأيها الحر ، وقدموا العزاء لعائلتها بوصفها مناضلة شرسة ومدافعة عن الحريات، علماً أن خبر وفاتها جاء صادماً، لكونها كانت ناشطة سياسية جريئة في مواقفها ومتواجدة في اللقاءات مع السوريين في باريس.

نبذة فنية:
مثلت سكاف دور (تيما) في مسلسل (العبابيد) مما لفت إليها الأنظار، بحسب موقع ويكبيديا. وبدأت موهبتها منذ أن كانت تدرس في جامعة دمشق (قسم الادب الفرنسي)، حيث كانت تشارك مع زملائها طلبة الجامعة في تقديم الأعمال المسرحية في المركز الثقافي الفرنسي.
لفتت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه (صهيل الجهات)، وطان ذلك عام 1991 فتألقت من جديد في هذا الفيلم . ما شجع المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد على اختيارها لفيلمه (صعود المطر).
وبدأ ظهورها التلفزيوني تحت إدارة المخرج نبيل المالح الذي اختارها لمسلسله السينمائي (اسرار الشاشة) ، انتسبت لنقابة الفنانين السوريين عام 2001 وفي عام 2004 أسست معهد تياترو لفنون الأداء المسرحي في صالةٍ صغيرة في ساحة الشهبندر، وبعد وذلك ولضيق المكان تم نقل المعهد إلى ساحة القنوات وبعد دورها في مسلسل (البواسل) مع المخرج نجدت انزور، شاركت في مسلسل (بيت العيلة) من تأليف دلع الرحبي وإخراج هند ميداني. وظهرت بعدها في عملٍ مختلف، بمسلسل بعنوان (لشو الحكي) للمخرج رضوان شاهين. حيث أدت في هذا العمل عدة أدوار، في حكايات منفصلة، الواحدة عن الأخرى، والمسلسل صامت، ومدة كل حلقة فيه لا تتجاوز العشرين دقيقة، ويشترك فيه مجموعة من الممثلين منهم على سبيل المثال بسام كوسا وكاريس بشار .

في العام 2017 عادت سكاف إلى عالم السينما من خلال فيلم قصير تم تصويره في العاصمة الفرنسية باريس بعنوان "سراب"، وقامت سكاف بدور "ريما مرشيليان" وهي سيدة سوريا هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة السورية، وفي خضم الإنتخابات الفرنسية الأخيرة، كان يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً. ولقد كان الفيلم من بطولتها وشادي أبو فخر مع ظهور خاص للمسرحيين السوريين محمد وأحمد ملص الشهيرين بـ"الأخوين ملص" وبمشاركة سارة العياري من تونس وليندا اسكافينو من إيطاليا، في حين عمل على النص والإخراج المخرج السوري الشاب ملهم أبو الخير .