فوجيء سكان بيرو بموت الاف الأسماك بسبب وجود مصفاة للنفط تلوث المياه.


نهى أحمد من سان خوسيه: تتفاعل قضية موت الملايين من الاسماك في نهر اورومبا بالبيرو بشكل كبير ولم يعرف حتى الان سبب هذا الظاهرة التي بدأت ليلة الثامن من هذا الشهر، عندما استيقظ سكان منطقة ساباهويا الواقعة على النهر على منظر غير عادي لم يشهدوه من قبل، حيث وجدوا مئات الالاف من الاسماك ميتة بالقرب من النهر. ونفس الظاهرة حدثت في القرية المجاورة كيريوغويتا ويصل عدد سكانها الى 850 شخصا، ما اثار خوف سكان القريتين فتوجهوا الى السلطات المحلية من اجل الكشف عن اسباب ما حدث، لكن دون نتيجة. وبعد ايام قليلة استيقظوا على نفس المنظر ما دفعهم الى الاستعانة بمنظمات حماية ا لبيئة والطبيعية للكشف عما يجري.، وكانت المفاجئة الكبيرة.

فمعظم الاسماك التي ماتت عثر عليها في مناطق بالقرب من انابيب مصفاة النفط التابعة لشركة بلوس بترول التي تملكها شركة بتروباس البرازيلية. في البداية قالت الشركة ان الامر تعلق بتدريب بعض العاملين على اجهزة التحسس والمشاكل التي يمكن ان تنجم عن عدم التحكم بها عند تعرضها لحادثة، لكن كما يبدو فان العمال عجزوا عن السيطرة على العطل فتسربت كميات من النفط الى الخارج وصبت في مياه النهر. لكن ذلك لم يقنع الكثير من خبراء البيئة وخاصة قول مسؤولين بان الحادث بسيط ولا يسبب موت مئات الالاف من الاسماك، كما وانهم لم يتمكنوا من اعطاء تفسير لسلسلة الحوادث التي نجمت عن التدريب الذي تدعي الشركة القيام به، ما يعني انه لا يوجد اي تفسير علمي واضح لما حدث، ويخشون من تكراره طالما ان السبب لم يحدد.

وحسب اقوال سكان المنطقة فان السمك الميت وجد اولا بالقرب من مسار انبوب نفط من شركة بلوس بترول، الذي بدء قبل شهر العمال ببنائه من دون التشاور مع الصيادين، ولنفس الشركة انبوب اخر غير بعيد من القريتين ايضا.

لكن فيما بعد عثر خبراء ساروا عشرات الكلمترات على طول نهر اورومبا ما بين قرية كيريوغويتا وتمبيا لرسم صورة عما يحدث، على ملايين الاسماك اما طافية على وجه النهر او ميتة عند الشاطئ وتحوم الغربان للالتهامها، وهذا زاد من غرابة هذا الظاهرة.

في هذا الصدد يقول خبير البيئة دافيد مرتينز هناك ثلاثة احتمالات للظاهرة: اما ان نبتة بارباسو التي يرزعها الهنود الحمر وهم من سكان المنطقة ايضا، وتعتبر من النباتات السامة يتم زراعها اليوم بالقرب من نهر اورومبا وتستخدم لاغراض طبية، هي السبب، وهذا ما تدعيه شركة النفط وينكره الهنود الحمر ويتهمونها بانه تحاول ابعاد التهمة عنها، او تسرب مواد كيميائية ونفط الى مياه النهر في الثامن من الشهر الجاري من سفينة تابعة لشركة بلوس بترول بعد ان اصطدمت بسفينة صغيرة وهذا ما يؤكده السكان، والاحتمال الثالث تسرب النفط من انابيب النفط في النهر ما سبب موت الاسماك. والى حين توضيح حقيقة سبب موت ملايين الاسماك يواجه سكان المنطقة مشاكل اقتصادية، فهم يعيشون من بيع الاسماك في نفس الوقت يخافون ان تصاب مياه النهر بالتلوث وقد تتسرب الى الابار التي يشربون منها، عندها سوف تقع كارثة كبيرة.