يتكبد مزارعو ألمانيا خسائر فادحة بسبب التغييرات المناخية مما أثر على النتاج الوطني من المحاصيل الزارعية.

اعتدال سلامه من برلين: عندما يفكر المزارع ماركوس شولتس من قرية املسبورين بالقرب من مدينة مونستر الألمانية بحصاد الصيف الماضي يبتسم ويقول لقد كان سيئا جدا لكن لا يمكنني سوى ان ارضى بما حصلت عليه، وكان بالامكان ان يكون افضل بكثير. ويعتمد هذا المزارع على بيع محاصيله من الخضروات المختلفة من اجل تغطية مصاريف فصل الشتاء.

لكن ماركوس افضل حظا من بقية المزارعين في العديد من المناطق الالمانية، فتربة ارضه غنية بالمعادن وهي ليس رملية بل غنية بانوع من المعادن التي تساعد على نمو المزروعات، كما الحال في مناطق زراعية اخرى مثلا في فارندورف وغوترسلو، لذا سيعتمد على الموسم المقبل.

وحسب بيانات وزارة الزراعة الاتحادية فان التقلبات الجوية والامطار التي تساقطت بغزارة في اوقات كانت التربة لا تحتاج الى الكثير منها الحقت الضرر بالمحاصيل عام 2011، فمحصول الحبوب وصل الى 41 مليون طن ، بتراجع قدر بستة في المائة مقارنة مع العام الماضي، وكان متوسط المنتج من القمح مابين عام 2005 و2010 45،7 مليون طن. فانتاج الهتكار الواحد تراجع خمسة في المائة مقارنة العام الماضي، ما يعادل 6،36 طن، فيما نقصت المساحة المزروعة في كل المانيا بنسبة 1،2 في المائة وتصل اليوم الى 6،51 مليون هكتار.

وخسائر المحاصيل الزراعية بسبب التقلبات المناخية تتفاوت من اقليم الى اخر، ففي الشمال والشمال الغربي كانت اكبر بالنسبة للمزارعين في الغرب وجنوب المانيا. حيث ان تساقط الامطار بالنسبة للحبوب لم يكن بموعده الموسمي ما ادى الى تأخر نضوجها، فاثر على حجم القمح الشتوي، اهم الحبوب للشتاء، فوصل المنتج منه الى 22،6 مليون طن، وهذا اقل ب3،7 في المائة مقارنة مع عام 2010 والحال ليس افضل بالنسبة للحنطة وتدخل في الكثير انواع الخبز في المانيا، حيث تراجع محصولها بحوالي 15 في المائة مايعادل 2،5 مليون طن.

اما بالنسبة لبعض انواع الخضار والفاكهة فان حجم الخسائر كان متفاوت، ففي الوقت الذي تراجع فيه حجم حصاد التفاح والفراولة بشكل بسيط ، زاد حصاد الخوج والكرز بنسبة خمسة في المائة كما البطاطا التي تعتبر احد اهم العناصر الغذائية في المانيا، ووصل الى حوالي 11 مليون طن، ما يعني عدم تأثره بقلة الامطار او ارتفاع الحرارة في ا لصيف، وهذا ينطبق على سكر الشمندر.

ومقابل هذه الخسائر اكدت وزارة الزراعة استعدادها لتوفير السيولة اللازمة للمزارعين الذين لحقت بهم خسائر بسبب التقلبات الجوية والاحوال المناخية المعاكسة.

واي تحسن يمكن ان يطرأ على المحاصيل الزراعية للعام 2012 مرهون بالاحوال الجوية والامطار وتساقط الثلوج وفترات الصقيع حتى اواخر شهر ايار( مايو)، ولا يتوقع خبراء الاحوال الجوية موسم افضل للعام المقبل اذا ما تواصلت التقلبات الجوية وقلة الامطار او تساقطها خارج موسمها، وظهر ذلك منذ بدء فصل الخريف، اذ ان البذور لم تتوفر لها الظروف المناسبة لتخزينها منذ بداية فصل الخريف، اضافة الى قلة الامطار.

فحتى الان يسود معظم المناطق الالمانية طقس خريف دافيء من دون امطار.