باتت أصغر سلحفاة في العالم مهددة بالانقراض في مصر امتداد العمران للسواحل والتجارة بها غير المشروعة وتلوث البيئة


فتحي الشيخ من القاهرة: السلحفاء المصرية أصغر السلاحف في العالم حجما، لا تعيش سوى في ثلاث دول تقع على ساحل البحر المتوسط quot;مصر، ليبيا، فلسطينquot;، وتتركز في مصر بالصحاري الشمالية، خاصة في محمية العميد و محمية الزرنيق، وهي واحدة من خمس أنواع من السلاحف المهددة بالانقراض في العالم.

و يعتقد أنها على وشك الانقراض في مصر، لأسباب متعددة من تجارة غير مشروعة فيها، بسبب الاقبال على التجارة بها حيث يقتنيها البعض كحيوان أليف،هذا بالاضافة إلى تدمير بيئتها الطبيعية نتيجة إستصلاح الأراضى والتنمية العمرانية الساحلية والرعى الجائر، لذلك صنفت السلحفاة المصرية ضمن الفئة الاولى التي تمنع اتفاقية سايتس الدولية اصطيادها وكذلك منع القانون المصري صيدها ونقلها وبيعها.

على الرغم من الاتفاقيات الدولية والقانون المصري يمنع بيع السلحفاة المصرية إلا انها تباع في العديد من المحلات التي تبيع الحيونات الاليفة وكذلك في سوق الجمعة quot; سوق شعبي شهير بالقاهرة quot;والذي تباع فيه عشرات السلاحف بشكل يومي للمصريين بسعر لا يتعدى اربعة دولارات، ويصل سعر بيعها للاجانب في حالة تصديرها بينrlm;40rlm; ـrlm;100rlm; دولار، لهذا يرى الخبير البيئي سامي الفيلالي يري انه يجب المحافظة على هذا النوع من السلاحف لانها تمثل تراثا طبيعيا نتج عن تطورات فسيولوجية استمرت لملايين السنين إلى أن وصل للجيل الحالي منها،ولهذا فأن السلحفاة المصرية تحتاج الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى بذل مزيد من الجهود للحفاظ عليها،لانها في طريقها للانقراض ان لم يعمل الجميع لانقاذهاوتفعيل عقوبات رادعة للاتجار بها حيث تصل غرامة الاتجار بها حاليا إلى 200 جنيه فقط وهذ بالطبع مبلغ هزيل جدا في رايه.

دراسات متعددة حذرت من خطر الانقراض الذي يهدد السلحفاة المصرية كان اخرها دراسة صادرة عن مركز الجمعية المصرية لحماية الحياة البرية تنبأت هذه الدراسة بانقراض هذا الحيوان بشكل نهائي من مصر في غضون عشرين عام إذا لم يتم اتخاذ قرارات للمحافظة على هذا النوع من السلاحف والتي يصفها الدكتور حسن رجب استاذ علم الحيوان بجامعة الزقازيق بأنها كائن وديع، حيث تعد من أصغر السلاحف في العالم،ولا يتجاوز طول الانثى منها 14 سم أما الذكر فهو أصغر حجما وتعيش في بيئات صحراوية أشد جفافا من أي نوع آخر من السلاحف في العالم،وتعتمد في غذائها على النباتات الموسمية الصغيرة التي تظهر بعد سقوط الأمطار،وتضع الانثى عدد من البيض كل سنة يتراوح بين 4 و8 في حفرة صغيرة في الرمال ويفقس هذا البيض بفعل الحرارة بالتربة، وتتعرض السلاحف للعديد من المخاطر من اعدائها الطبيعيين كالغراب وحيوان الورل الصحراوي، بجانب الخطر الاكبر المتمثل في الانسان ولهذا تصل نسبة نفوق هذا الحيوان إلى 90% تقريبا وهي نسبة كبيرة جدا.

ربما تكون هذه الأسباب هي ماجعلت الحكومة المصرية تقوم بالعديد من المشروعات للحفاظ على هذا النوع من الانقراض مثل اقامة مركز لحماية السلاحف المصرية من الانقراض بمحمية الزرنيق حيث يتم اكثارها داخل حظائر مجهزة لذلك ليتم زيادة عددها ثم يتم اطلاقها بعد ذلك في البيئات المناسبة وبدأ هذا المشروع ب50 سلحفاة من الذكور والاناث،ايضا هناك حملات دائما على الاسواق للتفتيش على بيع هذا النوع من السلاحف، ولكن رغم هذه الجهود من جانب الدولة إلا ان الخبير البيئى سامي الفيلالي لا يراها كافية حيث يطالب الدولة بتشديد جهودها لمنع الاتجار في الحيوانات البرية وخاصة هذا النوع من السلاحف وكذلك حماية هذه الكائنات من الصيد وايجاء مشروعات للعمل على اكثار السلاحف في بيئتها الطبيعية وخاصة في مناطق السلوم والمناطق الساحلية على مطروح وسيناء.