عشرات القرى والمدن وسط سيناء ليس فيها سوى ابار وخزانات لم تبلل جدرانها المياه أبداً.


فتحي الشيخ من القاهرة: في بلد النيل وعلى بعد مئات الكيلو مترات من أكبر انهار العالم، هناك قرى في وسط صحراء سيناء تعدّ المياه هم يومي يحمله سكان تلك القرى لان الحصول على المياه يعني المشقة والتكلفة المادية الزائدة التي يتحملها ابناء تلك القرى.

شح المياه هو السائد في الوسط الذي تعادل مساحته الدلتا المصرية، والاعتماد الاساسي على الامطار التي تخزن في خزانات ارضية تدعيquot; هرباتquot;، عاش أهل المنطقة أحلام كبيرة بعد استقلال ارض سيناء من الاحتلال على أمل المشروعات الكبيرة والتنمية الشاملة التي تتحدث عنها الحكومة في سيناء، ولكن تبخرت هذه الاحلام مع السنوات ولم يبق منها في بعض القرى سوى خزنات مياه في بعض القرى لم تزرها المياه منذ تم بنائها من 20 سنة.

عويض سلمان 43 سنة من قرية ام القطف أحد قرى الوسط يتحدث عن معانته اليومية من أجل الحصول على المياه قائلا : قامت الحكومة بحفر بئر مياه هنا منذ عدة سنوات ولكن المياه لم تصله ابدا،ومع عدم سقوط المطر يحصل أهل القرية على احتياجاتهم من المياه عن طريق الشراء من احد الاشخاص الذي يملء جراكن مياه من بئر على بعد 3 كيلو متر من القرية وهو بئر موجود منذ عشرات السنين،ويعتمد على المياه الجوفية،نفس المشكلة تتكرر في كل قرى الوسط تقريبا كما يؤكد سعيد عودة من قرية الجفافة أن المياه تمثل مشكلة حيث يبلغ ثمن شاحنة المياه 400 جنيه من اقرب مدينة لهم quot; بئر العبدquot;.

وتمتد المشكلة من قرى الوسط بسيناء إلى المدن هناك كما يؤكد علاء حمد عضو مجلس محلي المحافظة عن مدينة نخيل أحد مدن الوسط أنالخدمات في وسط سيناء ينقصها الكثير، والمياه تحديدا تمثل المشكلة الكبيرة لاننا في الوسط نتضطر ان ننقل المياه بعد حجزها وتصل بعد اسبوع في أحسن الظروف والمياه الموجودة بالكاد تغطي المدن بصعوبة شديدة وعلى الباقي اما ان ينتظر المياه او يشرب مياه مالحة او مياه غير صالحة ويلجأ البعض لفتحات التهوية في الشبكات للحصول على المياه، ويضيف عضو المجلس المحلي الابار التي حفرتها الحكومة في قرى الوسط أغلبها لم تظهر بها المياه،وهناك ابار مياه ظهرت بها مياه ولكنها غير صالحة مثل بئر في قرية سد الروافع مياهه quot;مرةquot; ولا تصلح حتى للشرب منها.

ويضيف حمد نحن في الوسط حتى الان نعتمد على الابار التي حفرها اجددنا والتي تعتمد على تجمع مياه الامطار بها والمياه الجوفية ونستخدمها في الشرب فقط لانها لاتكفي للزراعة الموجودة، ايضا القرى الموجودة في الوسط وبها خزانات مياه علوية التي تم انشائها منذ 15 سنة ولكن المياه لم تعرف طريقها إليها حتى الان.

واذا كان هذا حال المياه في القرى فان المدن في سيناء الوضع فيها لايختلف كثيرا، حيث يقول خليل جبر أن هناك اجزاء في بعض المدن بها شبكات مياه ولكن ليس فيها مياه ولم تأتي لها المياه منذ انشئت، ويضيف جبر نحن هنا في الشيخ زويدquot; مدينة في وسط سيناءquot; هناك ابار للمياه ولكنها ابار مياه مالحة غير صالحة للشرب وتستعمل في الغسيل فقط وبالتالي نقوم بشراء المياه الحلوة ونضعها في خزان بالبيت ونقوم بشراء المياه بالجركن ب نصف جنيه ونحتاج في الغالب 2 جركن في اليوم وهذا في المدن اما في القرى فسعر الماء يزيد وذلك نظرا لندرة المياه وبعد هذه القرى، ويختلف السعر حسب بعد القرى فقد يصل سعر شاحنة المياه ال8 أمتار الي 120 جنية، ويعتقد جبر أن المدينة الوحيد التي يصلها مياه حلوة في سيناء هي العريش، ويؤكد أنه اذا فكر ان يحجز مياه في المجلس المحلي تأتي له المياه بعد شهر وبعد ان يدفع المعلوم ايضا.

وبالطبع لا وجود صرف صحي سوي في العريش وبالطبع لا يوجود غاز طبيعي في سيناء كلها.

مطالب بسيطة لابناء عشرات القرى والمدن في وسط سيناء وهي المياه التي تعني لهم الحياه في تلك المنطقة الصحروية التي وعدت الدولة انها سوف تعمل على تنميتها بعد استقلالها منذ أكثر من 30 عاما، ولم تعرف من التنمية حتى الان سوى ابار حفرت وخزانات شيدت لم تعرف لم تبلل جدرانها المياه ابدا.