أحمد عباس من مراكش: أعدّت مدينة مراكش لاستقبال السياح في أي وقت، كذلك الوفود الرسمية التي تزور المغرب، ما جعل المدينة حاضرة دائماً في عين التجديد والعناية. مدينة متأهبة لاستقبال الزوار، الشوارع، المقاهي والمتاحف. مدينة لا تملّ الغرباء، هي المدينة الحمراء، نسبة إلى لون البيوت فيها بالون الاحمر، الذي يغطي تربة الجبال المحيطة بمراكش.

حافظت المدينة إلى عهد قريب، على اسلوب معماري خاص بها، إذ لم يسمح ببناء عمارات عالية، تسدّ مناظر الجبال المحيطة بالمدينة، وتمنع هبوب النسيم العليل. لكن، في الوقت الراهن، لم يراع هذا القانون في البناء، وزحفت العمارات الاسمنتية على عين الناظر.

في خطوة فنية جميلة، بمبادرة الفنان المغربي حافيظ تاكورايت، ودعم وتمويل جمعية فرنسية، تم خلق اندماج بين الفن والبيئة، وذلك القيام بنحت أشجار ميتة في أحد شوارع مراكش وتحويلها معرضاً بيئاً مفتوحاً. يُحرّض الجميع على احترام البيئة، والتمتع بجمال الفن. شارك في هذا العمل 22 فناناً من: المغرب، تركيا، ايطاليا، رومانيا، فرنسا وايطاليا.

ولكي تتحقّق الغاية من اندماج الفن بالبيئة، أُستعملت أدوات حفر وأصباغ، تتلائم مع طبيعة اللحاء والاغصان، ولا تعرض تلك الاشجار التي عمرها 300 عام الى الضرروالتشويه. تحولت تلك الاشجار، من مقبرة بيئية مهملة في شارع يزحم بالمكاتب التجارية والبنوك، انتصاراً على عالم الاسمنت والمال.

الجدير ذكره ان مدينة مراكش في جمالها، تفتقر إلى وجود النصب الفنية في ساحاتها، فجاء هذا الشارع المنحوتة أشجاره، ليغطي النقص الجمالي، ويثري عين الناظر.