بغداد: تفاجأ مواطنون في مدينة بابل (100 كم جنوب بغداد) من العثور على حيوان كلب الماء على شاطيء نهر الحلة، الذي غالبا ما يسكن مناطق الأهوار.

وبحسب الناشط البيئي حسن مظلوم ( مدرس علم الاحياء) فان هذا الحيوان الذي يسمى بحيوان (القظاعة) ، بات نادرا في مناطق الاهوار، ووجوده على شواطئ نهر الحلة يثير الاستغراب.

ونهر الحلة، فرع من نهر الفرات يقطع الكثير من قرى ومدن محافظة بابل، ويخترق وسط مدينة الحلة و يشطرها الى قسمين.

ويرجع مظلوم تواجد الحيوان عند النهر لاحتمال انه نقل على أيد بشرية الى هذا المكان بعد اصطياده لان احتمال هجرته التلقائية من الاهوار الى هذا المكان أمر مستبعد.

لكن البعض يؤيد احتمال هجرته لا سيما وان أعدادا منه وجدت عند شواطئ شط العرب (نهر ينبع من التقاء نهري دجلة والفرات، حيث يلتقي النهران في منطقه كرمه علي) عام 2010 و 2011.

وكلب الماء المشهور بتواجده في اهوار العراق ، يمتاز بفرائه الناعم ، وحركته الدائبة بين اليابسة والماء.

وتغطي الأهوار مساحات من محافظات البصرة وميسان وذي قار تبلغ نحو 8635 كم2، وهي تزخر بالأسماك النهرية والكثير من الأحياء المائية الأخرى، لكنها تضررت بشكل واسع خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وجففت مساحات واسعة منها وهجر الكثير من سكانها.

وبحسب حسين الفرطوسي احد ساكني مناطق الاهوار في العراق ويعثر بين الحين والآخر على هياكل عظمية لهذا الحيوان، فان كلب الماء بات نادرا جدا بسبب الصيد.

لكن مظلوم يرجع تناقص أعداد القضاعة والكثير من الحيوانات والأحياء في الاهوار الى عمليات الجفاف الواسعة لهذه المسطحات المائية، كما يشير مظلوم الى التلوث الذي يؤثر على صحة الحيوانات والطيور في الاهوار.

وكلب الماء (القضاعة) بحسب مظلوم، حيوان برمائي، من فصيلة العرسيات، ويدعو مظلوم الجهات البيئية العراقية الى نجدة هذا الحيوان لان احتمال انقراضه امر مؤكد اذا ما استمر تناقصه على هذا المنوال.

وبسبب انقراض الكثير من الأحياء سيتعرض التنوع الإحيائي في العراق الى خطر جسيم.

وانقرضت الكثير من الحيوانات من العراق طيلة عقود، ففي عام 2011 حذرت منظمة quot;طبيعة العراقquot; غير الحكومية، من انقراض 58 نوعاً من الحيوانات والطيور في مختلف مناطق البلاد من ضمنها الثديّات وسبعة أنواع أخرى من الزواحف.

ويتذكر ابو محسن احد سكنة هور الحويزة (أحد أهوار العراق يقع في محافظتي ميسان والبصرة) أن (جليب الماي)، وهو الاسم المتداول للحيوان بين الناس ، كان يتواجد بأعداد هائلة قبل نحو عقدين من الزمن، اما اليوم فان العين تكاد بالكاد ، ترى الحيوان في تلك المناطق.

ويصل سعر الحيوان عند بيعه من قبل الصيادين الى نحو المائة وخمسين ألف دينار عراقي، ويشير سكان هور الحمار(جنوب نهر الفرات في العراق ،ويمتد من الناصرية في الغرب إلى ضواحي البصرة ) ، الى انهم يرون الحيوان في المنطقة لكن تواجده أصبح نادرا جدا.

ويقول كاظم موسى ان الصيادين مازالوا يبحثون عن كلب الماء ، ويجدون فيه صيدا ثمينا على رغم ادراكهم انه بات مهددا بالانقراض، وبحسب كاظم فان هذه الحيوانات تتكاثر في في شهري شباط وآذار، ويصطادها البعض حتى في أوقات تكاثرها.

وبحسب مظلوم فان اغلب صيادي الحيوانات والطيور في العراق ، أشخاصا غرضهم من الصيد ، الربح المادي ، ولهذا تجدهم يسعون الوصول الى مسعاهم باي ثمن حتى على حساب البيئة والتنوع البيئي ، لان اغلبهم ينقصهم الوعي وتغيب عنهم روح المسؤولية.

ويرى مظلوم في غياب جمعيات حماية البيئة والناشطين البيئيين ، سببا يحول دون إيقاف او تقليل عمليات الصيد الجائر على الأحياء.

الجدير بالذكر ان الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أدرج حيوان القضاعة على اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بالإنقراض، كما ان منظمة (طبيعة العراق) غير الحكومية، حذرت عام 2011 من انقراض 58 نوعاً من الحيوانات والطيور.

وأكدت المنظمة أن 32 نوعاً من الطيور و15 نوعاً من الثديّات وسبعة أنواع أخرى من الزواحف، معرّضة للانقراض في العراق.

وكان الرحالة كيفن يونغ اشار في مؤلفه عن الاهوار حين زارها في خمسينيات القرن الماضي الى كلاب الماء.

ويطالب مظلوم بضرورة اجراء مسح للأحياء الموجودة في الاهوار للوقوف على مستوى التنوع البيولوجي، وإنشاء محميات طبيعية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض كالمحمية الموجودة في قضاء علي الغربي في العمارة ( 320 كم جنوب شرقي بغداد ) الخاصة بتربية غزال الريم العراقي.