11 ألف موظف اقترعوا في 26 دائرة بحماوة وحماسة
تجربة أولى للإنتخابات في لبنان مرت بنجاح

علي حلاوي من بيروت: اقترع اكثر من 11 الف موظف وموظفة ممن سيكلفون يوم الانتخابات بمهمات رؤساء الاقلام ومساعديهم والكتبة في صناديق الاقتراع في 26 دائرة انتخابية، وبذلك يمكن القول ان لبنان دخل من اليوم الخميس المرحلة الاخيرة في سباق كل من قوى 8 و14 آذار / مارس في انتخابات يضعها الطرفان في خانة المصيرية بالنسبة إلى كليهما اذ انها ستحدد مصير لبنان طوال اربع سنوات. ومثلما كان متوقعاً، فعلت الدعاية الاعلامية والاعلانية والاصطفاف السياسي فعلتهما، فبدت باكورتها الاولى في انتخابات الموظفين. ففي مركز بيروت للمعارض الـ BIEL، جرى تخصيص ثلاثة صناديق لكل من دوائر بيروت الاولى، الثانية والثالثة. وعند مدخل quot; البيال quot; وعلى بعد حوالى الـ 75 متراً، هي المسافة القانونية التي تفرض على أفراد الماكينات الانتخابية التمركز بها وغير مسموح بتخطيها، وققت مجموعة من quot;التيار الوطني الحرquot; وquot;حزب اللهquot; وحركة quot;املquot; توزع اللوائح على الناخبين وفي مقابلهم أدى مندوبو quot;تيار المستقبلquot; وهم كثر بلباسهم وقبعاتهم الزرق بالمهمة ذاتها، وحرص كل من الطرفين على توزيع الورود الى الناخبين.

في داخل المركز، توزعت الصناديق على الدوائر الثلاث، ولكن الدائرة الثالثة ذات المقاعد العشرة المحسومة الى حد بعيد لـquot;تيار المستقبلquot; كانت الاكثر حيوية وصولاً الى حد الفوضى. وبدا إقبال الموظفين على الانتخاب لافتاً الى درجة كبيرة، فقبل منتصف اليوم الانتخابي عند السابعة مساء بلغت ارقام المقترعين حوالى 200 من اصل 390 اي في نسبة تخطت الـ 50 %. وفي داخل قلم الاقتراع تمت العملية الانتخابية على افضل ما يرام، استخدمت الصناديق البلاستيكية الشفافة، احكم الطوق على الستار العازل وفرض على المقترع الدخول الى داخلها لوضع ورقته في ظرف خاص ممهور من وزارة الداخلية يتسلمه الناخب من رئيس القلم، وقبل انزال الظرف في الصندوق، على الناخب وضع ابهام يده اليسرى في قنينة من الحبر ذات اللون الكحلي وبعدها يوقع على لائحة الشطب ويمضي.

في الداخل حضر مراقبون من الجمعية اللبنانية من اجل مراقبة الانتخابات وبعثة الاتحاد الاوروبي اضافة الى خمسة من مندوبي تيار المستقبل فيما سجل غياب لافت لمندوبي المعارضة واقتصر الامر على مندوبة واحدة عبرت عن عدم معرفتها بأصول العملية الانتخابية حتى انها لم تزود بلوائح الشطب ما دفعها الى طلب المساعدة من مندوبي المستقبل فكان لها ما ارادت، وبدا الأمر كأن قوى المعارضة استسلمت لقوة quot;تيار المستقبلquot; في هذه الدائرة. وفي قلم اقتراع دائرة بيروت الثانية، يبلغ عدد الموظفين 118، وسجل عند الساعة الثانية عشرة ظهراً اقتراع 65 موظفاً. وما بدا جلياً في تلك الدائرة على صعيد الموظفين تنفيذ الطرفين، المستقبل وحركة امل للبند المتعلق بالتوافق عليها في اتفاق الدوحة، وظهر هذا التفاهم على مندوبي quot;المستقبلquot; وquot;املquot; داخل القلم بمظاهر من التعاون وتبادل المعلومات والارقام. وانسحبت النسبة العالية من الاقتراع كذلك الامر على انتخابات دائرة بيروت الاولى، واقترع حتى الساعة الثانية 60 موظفاً من اصل 77، وحضرت مندوبتان لتيار المستقبل ومندوب لـquot;التيار الوطني الحرquot; داخل القلم اضافة الى المراقبين المحليين والدوليين.

عند الساعة الأولى، ومثلما كان متوقعاً، حضر وزير الداخلية زياد بارود، وعلى وقع شكاوى الموظفين والمواطنين دخل الى قلم اقتراع بيروت الثالثة، تجول في أرجاء القلم تأكد من رئيس القلم عن تفاصيل اجراء عملية الاقتراع. سأل عن استخدام الستار العازل، الحبر، نسبة الاقتراع. وما كادت تطأ قدماه خارج القلم حتى فوجئ بأعتراضات المواطنين وشكاواهم الكثيرة فلاحقته في كل اتجاه، ولم يكن من خيار امام الوزير الشاب الا التحرك شخصياً، فاتصل مباشرة بمحافظ الجنوب لمعالجة لوائح الشطب واعادة وضع اسماء عليها في دائرة مرجعيون- حاصبيا، ولم تقف الامور عند هذا الحد، وطوال فترة وجوده في البيال، كانت الشكاوى تنهمر على وزير الداخلية كالمطر، ودفعته الفوضى والصراخ امام قلم دائرة بيروت الثالثة الى مقاطعة الصحافيين والتدخل لدى المتخاصمين من الموظفين لفض المعارك الكلامية.

ووسط الضجة نفى بارود quot;وجود اشكالات كبيرة تعترض العملية الانتخابية، بل هناك مشاكل بسيطة لن تعرقل سير العملية الانتخابيةquot;. وعند سؤاله عن الهويات مزورة أجاب: quot; فلتزودنا وسائل الاعلام ما لديها من معلومات ونحن نتحرك على هذا الاساسquot; مشيراً إلى quot; ان بحوزتنا اليوم بطاقة انتخابية مزورة وهناك اشخاص اوقفوا، واتمنى عدم تضخيم الموضوع بحيث نعطي المواطنين انطباعاً أن التزوير سهل. ما يمكننا تأكيده ان التزوير لن يمر يوم الاحد نظراً إلى التدابير الخاصة التي سنتخذهاquot;. ورفض الاجابة عن اسئلة تتعلق بالقوى السياسية المسؤولة عن تزوير الهويات وعن عدد الموقوفين.