عدم تفهم الآخر والخيانة الزوجية تعد من أبرز أسباب الطلاق بين الشريكين رغم كل مشاعر الحب والاعجاب.

تتردد أجمل عبارات الحب في أغلب الأحيان قبل الزواج ، لكن في بعض الأحيان ينقلب هذا الاعجاب وسحر الواحد بالآخر الى كراهية تؤدي الى الطلاق، فما سبب ذلك، خاصة وان نسبة الطلاق في ألمانيا على سبيل المثال تصل حاليا الى 40 في المائة (في الاقاليم الغربية) و33( في المائة في الاقاليم الشرقية). وترتفع نسب الطلاق بين أوساط الشباب بشكل خاص، رغم أن بعض المتقدمين في السن يقدمون على هذه الخطوة رغم السنين الطويلة من العيش المشترك مع الشريك.
وتقول دراسة وضعها المتخصص بالشؤون الزوجية والاجتماع فولكر دروييس من فرانكفورت يبدو ان التقدم الصناعي له انعكاسات سلبية، فمقارنة مع الماضي فان نسبة الطلاق التي تحدث في ألمانيا وللأسف عند عتبة الأربعين في المائة، وتسمع بشكل كبير كلمة quot; زوجي او زوجتي السابقةquot; لان العلاقة بين الاثنين انتهت اما بالطلاق أو الانفصال، واليوم فان كل ثالث زيجة تنتهي بعد فترة قصيرة أحيانا او متوسطة بالطلاق لان الشريكين مختلفين في نواحي كثيرة جدا، كما وان سبب كل حالة طلاق من خمس حالات امتناع احد الشركين عن مواصلة الحياة الزوجية، ما يعني ان الحب الجارف في البداية لم يتمكن من المساهمة في تجاوز المشاكل التي تظهر بعد الزواج لتبدأ كما يقول المثل في الالمانية quot; حرب الورودquot; وهي أصعب من الحروب بالأسلحة التقليدية.
وحسب خبرة دروييس في قضايا الطلاق فان أغلب العلاقات تنتهي لان الشريكين يعيشان في عالمين مختلفين، ويختفي الحب الجارف في كل ثالث زواج بحجة عدم وجود تفاهم بين الشريكين وقد يواصلا العيش معا، لكن في حالات كثيرة فان أحد الشركين يقرر الانفصال الدائم ، وهذه حجة كل واحد من رجلين وكل واحدة من ثلاث نساء.
وبناء على بحث ميداني أجراه الطبيب الألماني في حالات الطلاق او الانفصال فان 26 في المائة من النساء أعدن السبب الى قلة الاتصال مع الزوج او مناقشته في أمور مختلفة ومهمة، مقابل رجل واحد من خمسة رجال. وتعتقد الكثير من النساء اللواتي طلقن او انفصلن عن أزواجهن ان المثل القائلquot; الحياة أخذ وعطاءquot; غير متوازن بين الاثنين.
ومن أهم أسباب الانفصال او الطلاق حسب التدريج الذي وضعه الدكتور دورييس
في المركز الاول: العيش المنفصل الطويل والمتواصل لأسباب كثيرة( 37 في المائة)
في المركز الثاني: الخيانة الزوجية من جانب المرأة او الرجل( النسبة 21 في المائة)
في المركز الثالث: وجود اختلافات كثيرة في الرأي( النسبة 26 في المائة)
في المركز الرابع: الحياة اخذ وعطاء، مثل اختفى بعد الزواج تمام او ان طرفا متمسك به بعكس الطرف الآخر( النسبة 26 في المائة)
في المركز الخامس: اختلاف الاحتياجات ان في ما يتعلق بالبقاء دائما معا أو قضاء الكثير من الوقت من دون الشريك (النسبة 26 في المائة)
في المركز السادس:عدم القدرة على التحدث معا خاصة لمناقشة قضايا عائلية ومنزلية مهمة (23 في المائة)
في المركز السابع: برودة العلاقة الجنسية او حتى اختفائها، ( النسبة لدى الرجال 25 في المائة والنساء 18 في المائة)
في المركز الثامن: قلة دخل الشريك ( الرجل) من اجل العيش كما كانت تصور المرأة( النسبة 10 في المائة)
في المركز التاسع: اختفاء مساندة الشريك للآخر( النسبة 16 في المائة)
في المركز العاشر: وقوع أحد الشريكين في حب جديد( النسبة 15 في المائة).
ومع ان الطبيب الألماني يضع هذه الأسباب في مقدمة دوافع طلب الطلاق او الانفصال لكنه يذكّر بمشاكل اخرى تلعب ايضا دورا مهما منها: شكوى المرأة من ان زوجها متعب ومرهق في تصرفاته وحياته اليومية ( النسبة11 في المائة) وقامة الشريك قصيرة جدا( النسبة 10 في المائة). كما يلعب أيضا دورا في الانفصال شعور المرأة بعدم اعطاء زوجها الاهتمام بانها جذابة واختفاء عبارات الاعجاب التي كان يغرقها بها قبل الزواج واستبدالها بألفاظ قاسية (النسبة 10 في المائة)وشكواها ايضا بانه لا يحترم الوقت ولا يأتي في الوقت المحدد( النسبة 9 في المائة)، لكن أيضا رأي الطرفين باختفاء تجاذب الواحد للآخر او تراجعه( النسبة 9 في المائة)وقول المرأة بان لديها الشعور بانها لم تعد مهمة بالنسبة لزوجها (النسبة 9 في المائة) واختلاف عادات الشريكين في الأكل وإدارة البيت (النسبة 12 في المائة)وعدم وجود أهداف مشتركة (النسبة 17 في المائة).
لذا يقول الطبيب الاجتماعي اذا اراد الزوجان الاستمرار في حياتهما الزوجية فعليهما قراءة هذه الدراسة بشكل جيد.