تنفرد حديقة الزوراء في العراق بكونها أحد أهم الوجهات السياحية التي يقصدها العراقيون في المناسبات لاسيما الأعياد .


مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، فقد تهيأت الحديقة لاستقبال زوارها مثلما استعد المواطنون في نفس الوقت لان يكون اختيارهم هذا المنتجع كوجهة رئيسية. ومما يساعد على هذا الخيار بحسب لمياء الجبوري (معلمة ) ان هذه الحديقة تقع في وسط بغداد ، وسهولة الوصول اليها إضافة الى أنها محاطة بإجراءات أمن استثنائية نظرا لأهميتها الكبيرة. وفي كل عام في عيد الضحى المبارك ، تشهد الزوراء فعاليات متنوعة لضيوفتجتذب الجمهور من كل الأعمار ومن مختلف الثقافات ، لتتحول ايام العيد الاربعة الى كرنفال فرح حقيقي يحرص الكثير على متابعته او المشاركة فيه ..
ومدينة الزوراء بمثابة حديقة كبيرة تقع في منطقة الكرخ في مدينة بغداد العاصمة العراقية ، كانت قد تضررت بشدة أثناء الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 خصوصا بعد اجتياح دبابات أميركية لها بهدف تدمير تمثال كان منتصبا للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قرب الحديقة، كما فقدت عددا كبيرا من حيواناتها . وتقدم المطاعم الوجبات السريعة التي تقدم الأكلات العراقية ، كما تحرص فرق فنية شعبية على تقديم عروضها خلال العيد ، كما يسهم الباعة المتجولون على اضفاء نكهة خاصة على الجو العام في الحديقة .
وتروي أم عصام الأم لثلاثة أبناء انها لا تفوت فرصة زيارة المدينة لاسيما خلال الأعياد . وتحولت مدينةالزوراء بمرور الزمن منذ تأسيسها الى مدينة تضم ألعابا ترفيهية وكازينوات ومطاهم لتصبح معلما مهما من معالم العاصمة الراقية بغداد بعد تحولت الى مركز اجتماعي كبير يقصده الزوار من انحاء العراق اضافة الى السواح من الاجانب .
وكانت حديقة الحيوانات فيها من أكبر وأقدم حدائق الحيوانات في الشرق الأوسط و كانت موجودة في منطقة قريبة من موقع حديقة الزوراء الحالية، لكن عند تأسيس حديقة الزوراء تم نقل موقع الحديقة إلى نطاق حديقة الزوراء عام 1971 . وبحسب علي هاشم معاون مدير المدينةفان المدينة طورت امكانياتها بالكامل لاستقبال الزائرين وهي تدرك حجم الاقبال الشديد على زيارتها من قبل الجمهور خلال عيد الاضحى المبارك. وتشهد المدينة في كل عام لاسيما في الأعياد تدفق الزائرين بالملايين عليها .
وكانت المدينة بعد الهام 2003 قد تاثرت كثيرا بالحرب مما أدى الى هروب وموت الكثير من الحيوانات والطيور ، اضافة الى ما لحق بمرافقها من اهمال كبير لاسيما في فترة الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينيات من القرن المنصرم . لكن المدينة اليوم استعادت الكثير من حيويتها عبر تجديد المرافق ، واحتضان الكثير من الحيوانات النادرة مثل النمور السيبيرية والبنغالية .
كما افتتحت في المدينة مطاعم وكازينوات جديدة إضافة الى توسعة كبيرة في حديقة الحيوانات . ويستطيع الزائر في الوقت الحاضر التمتع بمشاهدة نحو 1000 حيوان و 70 نوعا من الطيور والحيوانات من بينها الطيور النادرة من الببغاوات وطائر الغرنوق وطائر الايمو والتماسيح والثعابين والحمار الوحشي والايائل .
كما نجحت ادارة الحديقة ايضا في اعادة معظم الحيوانات من قصور النظام السابق والتي كان مسئولي النظام السابق يحتكرون امتلاكها والتمتع بمشاهدتها . وأهم ما يشد الزائر الذي يصحب الأطفال منظر تلك الحيوانات في أقفاصها .
تقول أم يوسف ان أطفالها لا يفوتون الفرصة لزيارة القرود وهي تلعب في اقفاصها مشيرة الى ان الحديقة اليوم تعد مكانا مثاليا لاستراحة العوائل وقضاء أوقات جميلة بين جنباتها . ومن المرافق المهمة التي يمكن للزائر ان يجد فيها متعة كبيرةقاعة الأسماك التي تضم اجمل انواع السمك وأندره. مرفق اخر يمكن للسائح ان يقضي وقتا مميزا فيه هو قاعة بغداد للزهور التي تتميز بترتيب دقيق ومذهل للزهورتتناسق فيها الوان الورود بأنواعها المختلفة
وقد صُممت بشكل دائري وبخطوط عرضية وطولية وبأشكال متناسقة وبألوان مختلفةلتضفي على المكان سحرا آخر. ويمكن للسائح أيضا ، زيارة اسطبلات الخيول العربية الأصيلة التي تستقطب محبي الخيول ، بعدما استعادت هذه الفعالية حيويتها في السنين الأخيرة.