تعتبر مدينة بابل التاريخية (100 كم جنوب بغداد) الوجهة الرئيسة التي يقصدها الزوار الى العراق بعد المعالم السياحية في العاصمة بغداد . ومنذ استتباب الامن في مناطق جنوب بغداد ، بدأت اقدام السائحين تطأ تراب بابل بعد انقطاع دام عقود .

يقول الباحث الاثاري احمد حسن ، ان اعداد السائحين الى بابل لازالت خجولة ، لكنها هناك امل في ازدياد العدد اذا ما تحسنت وسائل الراحة والخدمات التي تقدم للزائر .
وما يميز بابل قربها من بغداد ، ومن مدينة الحلة ( مركز محافظة بابل ) المعروفة بأسواقها الشعبية وبساتين نخليها . ويمكن للسائح ان يختار بين ان يقضي فترة راحته في فنادق بغداد او فندق بابل السياحي المطل على نهر الحلة حيث تتوفر خدمات سياحية جيدة .
وعلى رغم ان الجولة في بابل لا تستغرق طويلا ، الا ان المتمعن سيدهش كثيرا للمعالم التاريخية في المنطقة ، لاسيما وانها تضم نحو 400 موقع أثري محدد ومكتشف مابين ديني وتاريخي ، كما تضم الآلاف من المواقع غير المسجلة رسميا . وبحسب حسن فان نحو 95 بالمائة من المعالم الاثارية في المنطقة لم يكتشف الى الان .
احد السائحين الانكليز واسمه جون وفد الى المكان برفقة مجموعة سياحية من عشرين شخصا ، يزورون مناطق العراقية السياحية ، اذ يقضون نهارا كاملا في المدينة ثم يعودون الى العاصمة بغداد . واختارت المجموعة السياحية مدينة بغداد منطلقا لها لزيارة اغلب المعالم السياحية في مدن وسط العراق .
كما تنوي المجموعة زيارة آثار اور في الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) جنوب البلاد ، وفي خطتهم اتخاذ مدينة البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) منطلقا لزيارة المعالم السياحية في الجنوب .
وفي هذا الصدد يؤكد جون ان مدينة بابل تستحق ان يزورها السائح ، فالمكان مرتب جيدا وهناك ( كازينو ) سياحية قضوا فيها شطرا من الوقت للراحة ، كما اندهش جون لطيبة العراقيين الذين التقاهم في المكان .
وما يثير ان جون كان يعتقد انه سيرى قبر الاسكندر المقدوني في بابل حيث توفي ، لكن خبيرا اثاريا أخبره ان هذا موجود في الكتب فقط ، فليس ثمة اثر للقبر في المنطقة.ويتأسف جون لكثر التلال في المنطقة التي تغطي الاثار المدفونة فيها ، ويقول ان كل تل يمثل تاريخا مدفونا داعيا الجهات المختصة الى سرعة اكتشاف هذه الاثار .
ولا تكلف الرحلة للسائح القادم الى بابل مبالغ كبيرة . وبحسب المرشد السياحي احمد كاظم فانه يفضل في الوقت الحاضر ان يأتي السائحين بشكل مجاميع فهذا اقل كلفة ، كما انه يتيح لهم الاستفادة من الخدمات الامنية و اللوجستية التي تقدمها الجهات المعنية. ويقول كاظم ان المنطقة تستقبل الزوار على انفراد ايضا ، وترحب بهم وترشدهم الى افضل الاساليب للتمتع برحلتهم .
كما يتمتع الزائر ايضا بحركة السائحين المحليين ايضا اذ بدأ العراقيون يفدون الى المنطقة للنزهة والإطلاع على التاريخ عبر بابل. وإضافة الى القصور والمعابد المشيدة ، هنالك ايضا ، المسرح الروماني العملاق ، ومتحف بابل الذي يضم تحفا تأريخية نفيسة .
وعلى رغم ان المنشآت السياحية قليلة في بابل، الا ان السائح يستطيع ان يضمن جولته زيارة مناطق أثرية أخرى في المدن القريبة ، فهي تبعد عن بغداد نحو 100 كم ، و عن النجف نحو 60 كم و عن كربلاء نحو 40 كم وان يتجول في الأسواق الشعبية ، كما يمكنه ، من تذوق المأكولات العراقية في المطاعم الشعبية. وبحسب مدير السياحة في بابل حسين نعمة العوادي فان السائح سيجد في المستقبل القريب مرافق سياحية جديدة ، وفق خطة ترسي البنى التحتية اللازمة.
كما يمكن للسائح المسلم ايضا ان يزور نحو 200 مرقد ومزار يفد اليه آلاف الزائرين سنويا . اذ يجد الزائر فنادق وأماكن لإقامة الزوار والسياح، في المدن الدينية. ويضفي شاطئ الفرات وغابات النخيل طبيعة ساحرة يتمتع بها السائح على رغم ان بعض آثار الخرب مازالت ماثلة في بعض المناطق.