يكاد المرء يظن أن القرية الأولمبية أقرب شيء حقيقي الى laquo;المدينة الفاضلةraquo; وأنها تضم في أعظم مناسبة رياضية عالمية رجالا ونساء يكادون يصبحون خارقين ولا حاجة لهم بمتع الدنيا التي تلزم لنا نحن بقية البشر. لكن الظن شيء والواقع شيء آخر.

laquo;الجنس يتخلل الأولمبياد تماما كالألعاب نفسهاraquo;. هذا ما أدلت به هوب سولو، حارسة مرمى المنتخب الأميركي القومي لكرة القدم منذ 2000، لصحيفة laquo;ديلي ميرورraquo; البريطانية.
وقالت هذه النجمة الرياضية: laquo;رأيت بأم عيني متنافسين يفعلونها في العراء... على الحشيش بين المباني ومن دون وجل من رقيب أو عين فضوليةraquo;! ومضت تقول: laquo;في اولمبياد بكين (المعروف بإجراءات أمنية غير مسبوقة) لم يكن أسهل على المرء من أن يأتي بالشخص الذي يريد الى غرفته وأن يخرجه منها في نهاية المطاف كالشعرة من العجين. ربما تصور الناس أن المتنافسين يحرصون على حفظ طاقاتهم الجسدية للمهمة العظيمة أمامهم على المضمار، ولكن...raquo;!
والواقع أن laquo;التجاوزات الجنسيةraquo; وسط المشاركين في ألعاب الأولمبياد صارت سرا مفتوحا الى حد أن القائمين على شؤون laquo;لندن 2012raquo; قرروا توزيع 150 ألف عازل طبي (كوندوم) على سائر المتنافسين في القرية الأولمبية وعددهم 10 آلاف و500. وتوزيع هذه العوازل ليس بحد نفسه الخبر هنا وإنما عددها المرتفع.
وهذا يعني أن كل متنافس في لندن سيحصل على 15 عازلا يفترض أن تغطي فترة الألعاب وهي أسبوعان. وبالطبع فبوسع من أراد شراء المزيد من الصيدليات إذا كان عازلا واحدا في اليوم لا يكفيه. وبهذا تصبح كمية العوازل التي ستقدمها العاصمة البريطانية ضعف تلك التي قدمتها بكين في أولمبياد 2008. ومع ذلك فقد أعلنت شركة laquo;ديوريكسraquo; الشهيرة أنها جاهزة لسد النقص في حال صارت حاجة للمزيد.
ويبدو أن شهية الأولمبيين للجنس ظلت تتعاظم في السنوات الأخيرة بشكل صار ملحوظا حتى لمن أراد غض البصر عنه. ففي ألعاب laquo;سيول 1988raquo; كان عدد العوازل الطبية التي وُزّعت لا يتجاوز 8500. لكن هذا العدد قفز الى 50 ألفا في ألعاب laquo;برشلونة 1992raquo;. وفي ألعاب laquo;سيدني 2000raquo; وُزّع 70 ألف عازل في البداية واضطر القائمون على شؤونها لتوزيع 20 ألفا أخرى. لكن يبدو أن الـ150 ألف عازل التي ستوزعها لندن ستكون أكثر من كافية. والسبب في هذا هو أنها ستسمح للمتنافسين بإحضار الزوج / الزوجة أو الشريك / الشريكة للعيش معهم في غرفهم في القرية الأولمبية.
والجنس ليس هو الهاجس الوحيد لدى منظمي ألعاب لندن. فثمة عدد ليس صغيرا من هؤلاء الشباب ذوي الأجسام الساعية الى الكمال ويفترض المرء أن أصحابها يخافون عليها من نسمة الهواء ممن يتعاطون الكحول وحتى المخدرات على مختلف أصنافها. وهذا ليس حديثا جزافا إذ أقر به رياضي أميركي قائلا إن حفلات ماجنة تقام في القرى الأولمبية وغيرها ويتمتع فيها اولئك الشباب بالكحول والمخدرات... والجنس طبعا.
ويقول هذا الرياضي: laquo;هذه الحفلات غالبا ما تقام بعيد منافسات معينة. فيكون الرياضي الذي ظل يعاقب جسده السنين الطوال بحاجة الى معاون آخر يفرغ فيه من دون حساب أو رادع كميات هائلة من الطاقة الباقية. هذا شيء طبيعي تقريبا، فكلنا بشرraquo;.